شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 121)
- المحتوى
-
الظلم الاجتماعي والرؤية الأخلاقية
في كل ماكتبت سميرة عزامء كان الحسٌ :الأخلاقي يرشح في الكل والتفاصيلء
واشبأ بلا موارية بنزعة اخلاقية طاغية, ' وكاشفاً بلا لبس عن تعاطف حميم مع كلٍ ماهو
صافياً؛ وكأنه 5 صفائه يرفض العسف المعاشء, ويرجم عالم الشر, ويتناءى عن مملكة
الإثم. وينادي بمملكة طاهرة اخرىء فيدعى في البداية والنهاية إلى عالم معمور بالمحبة
والنقاء. او إلى عالم محكوم بأقانيم النعمة والمحبة والتآخي.
إذا عدنا إلى قصص سميرة عزام نجد برهان الدعوة الأخلاقية حاضراً. او نجد ان
هذه الدعوة حاضرة في بدايات القصص ونهاياتهاء فكأن الكاتبة لموتكن تبني قصصها إلا
لتطلق فيها مركباتها التبشيرية المتعددة. نبدأء في هذا الإطار. بقصة: «بائع الصحفء؛
وهي قصة تروي مأساة يومية» وتحكي عن مسار فتىء يشير إلى ذاته بصوته وبانضباط
ساعات بيعه. فتى يحبه الآخرون ويتقن مهنته؛ إلى ان يأخذه الموت في حادث سيارة,
فيصبح موته خبراً في صحيفة يبيعها فتى آخرء وإعلاناً يشير إلى عاديّة الموت ويوميته,
وإلى مسار الحياة التي تستمر دون النظر إلى طبيعة «الفتى» المتحرّك فيها. قصة تسخر
من الموت والحياة, اى ترسم الموت والحياة في سخرية سوداء؛ حيث يصبح القدر هو
الساخر والانسان موضوع السخرية. تخبر هذه القصة عن سمة اولى عند سميرة عزام:
وهذه السمة هي: التعامل مع الانسان من وجهة نظر العطف والتعاطفء الشفقة
والإحسان, فكأننا بها تطلق جوهر الخير ليحتضن جوهر الانسانء: دون النظر إلى .الشرط
الاجتماعي الذي يدور فيه الجوهران. هذا الموقف هو الذي ندعوه بالموقف الأخلاقي في
التعامل مع الواقع الاجتماعي. مع ذلكءفإن هذا الموقف لايتّضح إلا إذا عرفنا جملة
المركبات التي تكوّنه كموقف, فما هي سمات الموقف الأخلاقي في الكتابة القصصية؟.
لما كانت الايديولوجيا الأخلاقية ترشح فيالكتابة القصصية: فإنه يتعين عليها أن تعلن
في تجلّياتها عن كل مركّبات تلك الايديولوجيا؛ والمركبات واضحة يمكن إرجاعها إلى
العناصر التالية: ١ الانسان, من حيث هو فردء هو بداية الكتابة ونهايتها؛ 3 صراع
العالم هى صراع بين الخير والشر؛ “ ينزع العالم, رغم شرورهء إلى الخير بوجه عام؛
يرجع فساد العالم إلى العطب الأخلاقي اساساً. وإلى ابتعاد الأفراد عن القيم
الأخلاقية الخيّرة؛ 6 لايقوم صلاح العالم على العنف بل على الحوار المسالم والتفاهم
تحتضن قصص سميرة المركّبات الأخلاقية السابقة. ويبقى هذا الحكم صحيحاً
على الرغم من بعض المواقف المحدودة التي تقرّب الكاتبة إلى مواقع فكرية اكثر وضوحاً,
ويعود هذا الاقتراب المحدود إلى تنامي التجربة الاجتماعية لدى الكاتبة» وإلى اهتمامهاء
الذي لاشك فيه, بالقضية الوطنية الفلسطينية. لكن هذا الاقترابء في اسبابهء لا يلم
المدار الأخلاقي العام الذي دارت فيه الكتابة القصصية. لهذا كان من الطبيعي ان
يظل الموقف الأخلاقي لصيقاً بكل اعمال سميرة عزام. وسنقترب الآن من بعض القصص
١؟١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)