شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 132)
المحتوى
الآخرء وحينما ينهض فيها «الأناء والاحتجاج, فإن هذه «الأناء تختنق في صوت القمع
الجمعي» الذي لايرى في المرأة انساناً. بل موضوعاً لتطبيق الأعراف المتوارثة. وما كانت
المرأة لا «تكتمل» إلا بالزواج: فإن أعراف القمع تحيل الزواج إلى تبادل وبيع وشراء؛ إذ
ان حدود المرأة ‏ الدمية هى حدود الباب الموصد والستائر الوردية. تطرح سميرة هذا
الموضوع في قصة: «ستائر وردية». فالمرأة تباع وتشترىء ولا تعلن عن وجودها
الاجتماعي إلا من زوايا النافذة. وقد يكتسب الإعلان سمة الفرح حين تؤطر «الستائر
الوردية» حدود النافذة فكأن هذه الستائر هي تمن المرأة المضرجة بالأصباغ والقابعة في
غرف لا تنتهك حرمتها حتى الشمس.
إذا كان تسليع المرأة هو اضطهاد محدود الدرجة, فإن هذا الاضطهاد ييلغ درجاته
العليا في حالة البغاء.ء حين تغدو المرأة سلعة كاملة. تقترب صاحية «الظل الكبير» من
موضوع البغاء في ثلاث قصص: «حكايتهاء من بعيدء الفيضان». تشير الكاتبة» في القصة
الاولىء إلى الشرط الاجتماعى الذي ينتج المرأة ‏ المومسء والشرط هنا يتهم الفقرء لكن
المجتمع نسي ذاته ونسي الفقر فيتهم المرأة. فكأن الشر قائئم فيهاء اى كان تصفية الشر
لاتنجز إلا بتصفية المرأة ‏ الضحية: وعندها تكتمل دائرة الاضطهادء وتنعدم المرأة بين
قطبي الجوع والشرف المهان. اما في قصة «من بعيد». فإن المومس الفاضلة تتحدّد
كمعصية يتم اقترافها في الظلام, فالحوار معها والاقتراب منها يتم في السر البعيدء اما في
ساحة الضوء وامام شهود المجتمع فالحوار مستحيل ومحرّم والاقتراب هوان «للأنا»
وازدراء للمجتمع. اي ان الاعتراف بإنسانيتها لايتم إلا في حال غياب الشهودء اما في
لحظة الشاهد الآخر فإن وجودها الانساني يطمس من جديدء فتنسحب المومس إلى عالمها
الداخلي صامتة متطامنة. تستعيد الكاتبة العالم الداخلي الشقي للمومس في قصة
«الفيضان», حيث تيصر القراءة أقمطة البؤس المتعدّدة, وتلمس دوائر الأسى التى تحيط
بمن اتخذن البغاء مهنة. يبدأ الأسى بعرض الذات للبيع؛ ويتضاعف حين يزهد المشتري
بما هو معروضء, ثم يترامى العذاب حين تذكر المومس مكانها الاول» وتعرف بصمت ان
العودة إليه مستحيلة, وان لعبة العرض والطلب مستمرة إلى لحظة الانطفاء الكامل.
وتكمّل سميرة عزام صورة المرأة في المجتمع حينما ترصد شكل العلاقة اليومية بين
المرأة والرجل» حيث تتجإن التربية المتوارثة والقائمة في شكلها الممارسء والتربية في شكلها
الممارس والنظري لاتفصح إلا عن حقيقة واحدة: اللا تكافؤ بين المرأة والرجلء تبعية
الطرف الاول للطرف الثاني وخضوعه له. تطرح قصة: «الذكرى الاولى» موضوع
المؤسسة الزوجية, والفرق في نظرة الرجل والمرأة إليها؛ فالمرأة ترى؛ في المؤسسة:, تتويجاً
واستمراراً للعلاقة الانسانية التي «بدأت» بينها وبين الرجلء اما الرجل فإنه يغيّب البعد
الانساني و«ينساه»» ويُرجع المرأة إلى مجرّد شيء من اشياء البيت» ويسبب هذا الفرق
تنعدم إمكانية التوصيل بينهماء وتنقلق المرأة في مدار الحرمان والصمت. تستكمل الكاتبة
الموضوع ذاته في قصة: «الثمن», وتُظهر من جديد علاقة الصمت واستحالة الحوارء
فالمرأة تنتظر ابداً عطاء عاطفياً وتواصلاًٌ وجدانياً: اما الرجلء فإنه يرجع العاطفي إلى
المادي المباشرء ولذلك فإنه يبادل العواطف ب «حفنة من الاوراق المالية». مدلّلاً بذلك على
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)