شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 133)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 133)
المحتوى
اختلاف الرؤّية في التعامل مع موضوع العلاقة الزوجية؛ فيوغل في فرديته وذاتيته وكرمه
الزائف, وتذهب المرأة ف اغترايها المستمر: «ولم تعد مع هذه الاوراق التي تغطي سريرها
فتختنق إنسانيتها اكثر من جكة: كأية جثة يدفع لها ثمن»( ل
تعالج الكاتبة» في قصة «القارة البكر»ه. اوهام الفروسية الشرقية وخيالات الغزو
والفتح, ف «الذكر» فاتح, مكتشفء يبحث باستمرار عن «قارته العذراء» التي لم يطأها
انسان قبله» وإن ساوره الشك في عذرية ارضهء فإنه لايلبث ان يهجرها باحثاً عن ارض
جديدة. يعطي الرجل في منطق الرجولة ذاته الحق في «التجريب والاختيار» ويمنع عن
المرأة كل حقّ نظير. وإذا حذّلنا هذا المنطق, نجد ان حرية الرجل تدخل في دائرة البداهة,
اما حرية المرأة فتّمنع امام المحرّمات والشرف. اكثر من ذلك فإن الرجل يمارس إزاء
المرأة «أنام» الكبيرة. ويلغي كل «أناء خاصة بالمرأة» بل يطلب منها ضرورة الإلغاء الذاتي
للأناء وفي ذلك, فإنه يطلب من المرأة ضرورة الامتثال» وضرورة احترام «عواطفه وكرامته»,
في الوقت الذي يرفض فيه كل بعد إنساني للمرأة. ويحيلها إلى مجرد موضوع للمتعة
والطاعة والقمع. وتقترب سميرة في معالجتها القصصية هذه من موضوع ادّعاءات الرجل
الزائفة حول تحرير المرأة, إذ انه في ادّعائه لايرى إلا حريته الفردية وحقه الذاتي في
استياحة المرأة.
الفلسطيني والوجود الناقص
لم يحتل الوضع الفلسطيني مساحة متميّزة في كتابة سميرة عزام القصصية؛ بل
ظل هذا الوضع هامشياًء او حيّزاً محدوداً في مساحة الكتابة. فنحن لانعثر, في مجموعات
قصصية خمسء إلا على ست قصص وحزمة من الاسطر العاطفية. والقصص هي:
«زغاريدء لانه يحبهم؛ فلسطينيء في الطريق إلى برك سليمان» خبز الغداء. عام آخر». ومع
ذلك. فإن الهامش الفلسطيني» في كتابة سميرةء لايلبث ان يستقيمء ويستعيد دلالته,
عندما تلمس القراءة المنظور الفكري الذي قاربت فيه سميرة العالم الذي كتبته. لقد كتبت
سميرة عزام عالمها في منظور إنساني صريحء وفي رؤيا تلتزم الانسان وتعتمد تحريره,
فكانت في إنكارها لعوالم القهر والاسى» ترفع راية المقهورء وتومىء في مساحة الراية إلى
قهر الفلسطيني في غربته. فبداية الكتابة عند سميرة كمنتهاهاء والبداية هى الانسان,
والبداية والمنتهى هما تحريرهء لهذا فإن الاسى الفلسطيني كان يذوب في لوحة القهر العام
التي ترصدها الكتابة؛ بل ان صورة الفلسطيني لم تكن تستقيم في هامشيتها الظاهرية إلا
عندما كانت تُرسم في المنظور الانساني العام. وعندما كانت الكاتبة تبتعد عن «الهم
الانساني العام». وتقترب من تخصيص الصورة في تاريخهاء وفي الدرس السياسي لهذا
التاريخ» فإن كتابتها القصصية سرعان ماكانت تشي بنشاز ماء او بانزياح معين عن
منظور لا تعتدل كتابته إلا في حدوده.
وعلى الرغم من الحين المحدود الذي تطفى فيه صورة الفلسطيني صريحة, فإن
سميرة عزام قد أعطت سلسلة لوحات عميقة ف صدقهاء ‎٠‏ وغنية قُِ قولها | الصامت
17
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)