شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 138)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 138)
المحتوى
القصصية التى تتخذ من الاخلاق مرجعاً لهاء وبين الكتابة التي يتحقق مرجعها في
العلاقات الفنية وا والفرق بين الكتابتين ان الاولى تجعل القصة مقالا أخلاقياً. اما الثانية
فتنتج علاقات فنية ذات أثر اخلاقي, اي ان الاولى تفارق في خصائصها الحقل الادبي
للكتابة وتنزلق إلى حقل آخرء في حين ان الثانية تقوم في الحقل الذي تدّعي الانتماء اليه.
بمعنى آخر إن القصة/ الاخلاق تلفي لحظة بناء الواقع فنياً ولحظة الخيال القائمة فيها
وتحاصر 0 بسلسلة من الأوامر الاخلاقية, اما القصة/ الفن فإنها تعيد بناء الواقع
بشكل جديد وتجعل القارىء يبحث عما .9 شاذ فيه. اي تدفعه إلى الدخول إلى دائرة
الايحاء التي تنتجها العلاقات الفنية. سبق ان قلنا إن كتابات سميرة عزام كانت مؤطرة
باستمرار بالدافع الاخلاقي: لكن ذلك لايعني ان كل قصصها كانت قائمة في ميدان
الكتابة الاخلاقية بالمعنى السلبي للكلمة. لقد استطاعت هذه الكاتبة ان تقدّم لنا مجموعة
من القصص الفنية التي تحقق شروط الكتابة الفنية. وتقف بثبات في ميدان القصة
القصيرة, ويكفي ان نذكر هنا: «موع للبيع» عام آخرء الغريمة» فلسطيني؛ هل كان
رمزيء طالعة نازلة...» حتى نتبينٌ مساهمة سميرة الجادة والحقيقية في إطار القصة
القصيرة الفلسطينية.
إن رصيد سميرة عزام المستمر لاغتراب الانسان ومعاناته وضياعه؛ اعطاها وعيا
حاداً بوضع الانسان» فأصبحت قضيته قضية كتابتهاء وبسبب هذا التلازم كانت قصص
سميرة تدور دائماً حول موضوع واحد أو محدّدء وفي هذا التلازم كان على الكاتبة في
رصدها ان تنتج جملة من القصص التي تتسم بوعي حاد وحار للشرط الانساني
المضطهد. وفي مسار هذا الرصدء او بعض زواياهء قرأنا قصصاً حقيقية, تصل إلى
تفاصيل الحياة اليومية, وتمثّلها في حركتهاء بل قد تصل احياناً إلى مستوى التجريد
الفني الحقيقي. إن صدق الكاتبة» في تعاملها مع قضية الانسان» سمح لها بإنتاج كتابة
فنية صحيحة: ترسم الواقع والانسان وتخلق في رسمها أثراً يعيد القارىء إلى الواقع
والانسان. ويمكن هنا ان نستعيد حكم «فرانك او كونور» ونستعمله في محاكمتنا ونقول:
إن قصص سميرة عزام تترك انطباعاً عميقاً. ريبما لايكون كلياً. وريما لايكون حتى
انطباعاً دقيقاً. ولكنه انطباع عميق ومستمر(""). فلقد استطاعت كاتبتنا في التزامها
بقضية الانسان المضطهد ان تخلق عاللاً خاصاً. واضحاً ومتميزاً. نقرأ فيه الطفولة
الضائعة, والزمن الضائع وحرارة الحياة وبرودة الموت الوشيكء ولم يكن بإمكانها ان
تعطي هذا العالم كتابة وتجعله يترك فينا «انطباعه العميق» لولا نجاحها في التقاط ماهو
أساسي في الحياة وإعادة كتابته وفقاً لمؤشرات الكتابة القصصية. وتنبغي الإشارة؛ هناء
إلى ان الكاتبة لم تكن ترصد «بؤس الانسان» وتكتبه فحسبء بل انها كانت ايضاً ترصد
تجربة او تجارب القصة القصيرة وتحاول الاستفادة منهاء وقد ساعدها في ذلك اهتمامها
المستمر بالاعمال الادبية» الذي تجِلَ في ترجمة بعض الاعمال الهامة إلى اللغة العربية.
١8
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)