شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 140)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 140)
- المحتوى
-
كثير من القصص القصيرة الفلسطينية التي تخطىء إمكانية القصة القصيرة و«تحشي»
فيها «الماضي والحاضر والنضال والمستقبل», ونجد مثالاً على ذلك في قصص «يحيى
يخلف» الاولى «المهرة» والتي تجاوزها فيما بعد في «نورعاءو «رجل الثلج»؛ ونجد شيئاً شبيهاً
في قصص هفاروق وادي» في مجموعته «المنفى يا حبيبتي», على الرغم من بعض القصص
الجميلة في هذه المجموعة؛ وهناك ايضاً بعض «القصص الفكرية». وان كان بشكل مختلف
في مجموعة محمود شاهين «نار البراءة» ومجموعة توفيق فياض «البهلول».
إذا كان سوّال الادب والاخلاق يعيدنا إلى معنى الجنس الادبي واختلافه في قوله
عن الاجناس الكتابية الاخرى, فإن سوال القصة والافكار يطرح امامنا سؤال القصة
القصيرة او سؤال إمكانية القصة القصيرة وحدودها. لانونَ هنا ان نقترب من هذا
السؤالء لكننا نون ان تقول إن القصة القصيرة ليست سلسلة افكار او سلسلة مواقف
وحوادث. فهى مقطع من الحياة اليومية يجد. معادله الكتابي الخاص به؛ وفي الكتابة
يصبحء ويظل, وحدة حدثية ذات اثر «واحد». اي ان القصة القصيرة؛ تقوم على وحدة
الحدث ووحدة الاثرء لذا فإنها ترسم اللحظة «الزمنية» المباشرة. دون ان تذهب إلى وراء
اللحظة او امامهاء ومهما كان «طول» القصة او «قصرهاء. فإن هذا لايلفى وحدة الحدث
والاثر. اي ان البنيان القصصي يظل مستقلاً عن «طول الحدث» لأن دور البنيان هو إنتاج
وحدة الأثر الناتج عن موقف محدّدء أو عن مقطع يومي محدّد. وبسبب طبيعة هذا
«المقطع» فإن القصة القصيرة لاتتعامل مع السببية الاجتماعية او السببية التاريخية كما
هو الحال في الرواية. فدور القصة القصيرة هو رسم موقف «عارض» ذي اثرء أو رصد
اثر يرى ولا يرى في الحياة اليومية. إن القول بوحدة الحدث ووحدة الاثر لاينفي تعدّد
المستويات الدالة التي يمكن ان تقوم في القصة القصيرةء بل يعني ان هذه المستويات
تتلاقى دوماً ف إنتاج أثر معين مرتيط ب «موقف انساني» معين» او يصورة قائمة في
المجتمع تمنحها الكتابة إضاءة معينة. انطلاقاً من هذاء يمكن ان نقول» إن بعض قصص
سميرة عزام كانت تتيه عن إمكانيتها الفعلية, تتجاوز تارة هذه الامكانية وتصل إلى
«القصة/ الرواية», او لاتصل إلى الإمكانية وتنحسر في «القصة/ الفكرة».
ومهما يكن من امر فإن قصص سميرة عزام عاشتء أو حاولت ان تعيشء تجربتها
الكتابية, وفي هذه التجربة نمت وتغيّرت وارتقت من مسار إلى مسارء فلم تظل ساكنة
مراوحة؛ وفي حركتها المستمرة عاشت القصص الكتابة بشكلها البسيط والمحدودء وارتقت
ايضاً إلى شكل الكتابة الحقيقيء مخلّفة وراءها قولً وأثراً وصدى. قولً يدافع عن
الحرية, وأثراً ينضوي في الكتابة الفنية, وصدى يذكّر بالصوت الفلسطينيء وفي هذه
الأبعاد تقف سميرة عزام في كتابتها تشير إلى الكتابة والوطن» وتضيف مساهمة اصيلة
إلى الثقافة الفلسطينية التي عاشت تجربة اللجوء؛ وندبت الوطن المفقودء ثم بشرت بما
هى قادم. وناضلتء ولا تزالء لاستقبال قادم سويء يساوي في جماله عثار الماضي وقلق
الانتظار ومساحة الفداء.
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)