شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 142)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 142)
المحتوى
تقارير
حملة الإعتقالات الأخيرة في مصر:
رؤية القوى السياسية المستهدفة
للصراع العربي ‏ الاسرائيلي
مع مطلع شهر أيلول (سبتمير) الماضي» قامت سلطات الأمن في مصر بأكبر حملة اعتقالات شهدتها
البلاد في العقد الأخير من السنينء على أثرها زج في السجون والمعتقلات بأكثر من خمسة آلاف من معارضي
النظام. ومن شتى الاتجاهات والقوى السياسية. ويإعلان هذا الإجراء يكون نظام السادات قد دخل في
مواجهة حادة ومكشوفة ضد اليسار واليمين والوسط معاً؛. ممثلين في حزب التجمع وحزب العمل الاشتراكي
وجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية (من خارج جماعة الإخوان)» والكنيسة القبطية؛ وحزب الوفد
(القديم ‏ الجديد), كما كان النظام بالفعل يخوض منذ مدة, معركة مفتوحة مع النقابات المهنية
(المهندسين ‏ الصحافيين ‏ المحامين... الخ)» من أجل السيطرة الكاملة عليهاء وضد أحزاب المعارضة
السرية (الشيوعية والناصرية) لقطع الطريق على نشاطاتها وإمكانات نموهاء كما شهد الجيش المصري؛»
ويشهد على فترات مختلفة. عمليات تطهير واعتقالات دورية من أجل إجهاض التحركات المعارضة في
صفوفه.. وعلى هذا النحو يمكن أن يقال, بغير مبالغة. ان السادات والنظام الحاكم في مصر قد دخلا مرحلة
جديدة من العزلة عن كافة القوى المسيّسة والمنظمة في البلاد. وهى بهذا يضيق من الأساس الاجتماعي
لحكمه. ويحصر مهامه في الدفاع عن مصالح فكة محدودة للغاية من المستفيدين وأصحاب المصالح:ء التي
ترتيت على سياسات النظام الاقتصادية في الداخل (الإنفتاح الاقتصادي), والخارجية؛ فيما يخص قضية
التطبيع مع الكيان الصهيونيء والتسليم الكامل لإرادة ومصالح الولايات المتحدة الأميركية.. وتوجيهاتها.
وفي خطاب شهير في الخامس من أيلول (سيتمير) خصصه السادات للتهجم على معارضيهء قدم المبرر
الأساسي لحملته الأخيرة» متمثلا في: حماية البلاد من «الفتنة الطائفية,» ووضع حد لمؤامرات التخريب
الديني» ‎٠‏ التي تتهدد وحدتها وأمنها.
لكن المفاجىء في الأمرء أن القوائم التي نشرتء فيما بعدء محتوية أسماء الدفعة الأولى من المعتقلين
تحت طائلة الإتهام بالعمل «على إثارة الفتنة الطائفية في البلاد». وعددهم ‎١55‏ مواطناً. كان تركيزها
الأساسي, ليس على الدينيين المتعصبين كما كان يبدو وإنما على قوى سياسية مختلفة الإتجاهات, علمانية
في أغلبهاء ذات تاريخ طويل في النضال من أجل وحدة عنصري الشعبء وضد محاولات تمزيق شمل
الوطن, وبعضها كحزب الوفد مكلا قامت ركائزه الأساسية على اعتباره ممثلً لمسلمي مصر وأقباطهاء
وانصهرت في ممارساته السياسية طوال مايزيد عن الثلاثين عاماً » التخوم بين الطائفتين الأساسيتين
في البلادء كما أن بعضها الآخرء كحزب التجمع التقدمي الوحدوي» قد اشتهر بأنه حزب لا طائفي: يضم بين
* كتب هذا التقرير قبل اغتيال السادات.
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)