شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 145)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 145)
المحتوى
ثانياً: حزب العمل الاشتراكي
ظهر حزب العمل الاشتراكي إلى الوجود. في التاسع والعشرين من شهر تموز (يوليو) 1917/8, بعد
أن أعلن السادات نوعاً من التبني له؛ ليكون صوت المعارضة «المسؤولة والشريفة»؛ على حد تعبيره.
وتزعم الحزبء. منذ إعلان تكوينه2» ابراهيم شكري. وهى شخصية ذات تاريخ وطني منذ أوائل
الخمسينات؛ حيث كان عضوا في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكيء الذي نشأ عن جماعة مصر الفتاة
لمؤّسسها أحمد حسينء وخلال دورتي عام ‎١514‏ و14178١,‏ مارس ابراهيم شكري العمل السياسيء كنائب في
مجلس الشعبء ثم تقلد منصب أمين المهنيين في الاتحاد الاشتراكي العربيء في أوائل السبعينات: وفي عام
57 خاض معركة انتخابات «مجلس الشعب» الجديدة, باسم حزب مصير (متبر الوسط سايقاً والحزب
الوطني الديمقراطي لاحقا). ثم عين وزيراً للزراعة في وزارة ممدوح سالم؛ حيث استمر على رأسها حتى
بدايات عام ‎:١191/8‏ لكي يستقيل منهاء متفرغاً للاإعداد لعملية إعلان حزب العمل.
ومنذ بداية نشاطه, كان حزب العمل الاشتراكي. مدعوماً من السلطة في مواجهة «المعارضة غير
الحزب أخذ في التمايز ببطء. عن النظام وسياسته. وفي مقابل ذلك, استمر في الاقتراب خطوة خطوة من
مواقع المعارضة الوطنية للنظام, ويعود ذلك بصورة رئيسية إلى التراث التاريخى لمؤسيسيةء وهو تراث له
يعود هذا التطور إلى «تطعيم» الحزب بعتاصر بارزة من عناصر المعارضة الوطنية الليبرالية والديمقراطية
القديمة. مثل الدكتور محمد حلمي مرادء وزير التعليم الأسيق: كذلك فقد لعبت جهود القوى الوطنية
والتقدمية من أجل جذب الحزب إلى مواقع أكثر تطوراً, دورها في هذا السياق: وقد أدت هذه التيدلات»
وانتقال الحزب إلى مواقع أكثر عمقاً في مواجهة السادات إلى فتح النار من أجهزة الاعلام الرسمية عليه
وعلى قياداته, ثم أمر السادات مجموعة النوابء الذين كان قد كلفهم بدعم حزب العمل في البداية. لكى
يكتمل له النصاب «القانوني» اللازم لتكوين الحزب بالخروج منه. لإحداث خلخلة في بنيانه, ثم قام
بمصادرة جريدته, واعتقال عدد كبير من قياداته, باستثناء ابراهيم شكري فقط الذي لم يعتقله لأسباب
متعددة؛ لعل أهمها أن اعتقاله ينهي بالكامل كل ادعاءات النظام «الديمقراطية» التى ما زال يتشدق بها.
بدأ حزب العمل مؤيداً لسياسات كامب ديفيد. وإن تمايزت مواقفه عن مواقف النظام بتأكيده على
التحفظ بشأن الاسراع في اجراءات التطبيع» وعلى ضرورة ضمان حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة من
خلال الاتفاقية. وقد كان الحزب في البداية يرى «أن توقيع معاهدة السلام المصرية . الاسرائيلية. هو
خطوة أولى لمشوار طويل نحو تحقيق السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسطء وأن هذه الخطوة
لابد أن تليها خطوات أخرى عاجلة وحاسمة لجلاء اسرائيل الكامل عن الأراضي العربية المحتلة في سوريا
وقطاع غزة والضفة الغربية؛ بما فيها القدس العربية, كما انطلقت تحفظات الحزب على الاسراع في تطبيع
العلاقات مع الكيان الصهيوني من «ان تطبيع العلاقات بين مصر واسرائيل: لايمكن أن يتوافر له المناخ
المناسب إلا بعد إتمام الانسحاب الكامل من سيناء كلهاء, بالنظر إلى الأوضاع التي تحياها المنطقة,
وباعتبار «أن التضامن العربي هو احدى الركائز الأساسية لانتصار القضية العربية». كما جاء في بيان
الحزب بمناسبة مرور سنة على اتفاقية كامب ديفيد (جريدة الشعب, العدد ‎١8 ,1١‏ أيلول (سبتمير)
5 :ص ؟). ان الحزب يعول كثيراً على دور الولايات المتحدة الأميركية في إتمام تحقيق «قضية السلام»
في المنطقة, انطلاقاً من «ان الولايات المتحدة قد بذلت جهداً كبيراً لإبرام هذه المعاهدة [معاهدة كامب
ديفيد]. وهي مطالبة ببذل المزيد من الضغط على حليفتها اسرائيل, لتحقيق الجلاء الناجز والكامل عن
سيناء والجولان وقطاع غزة والضفة الغربية, بما فيها القدس العربية؛ في أقرب وقت. بعد أن ظلت تحتلها
وتستنزف ما فيها من ثروات بترولية ومعدنية خلال السنوات الاثنتي عشر الماضية» (المصدر نفسه).
وف الفترة الأولى من عمر الحزبء. ركز انتقاداته على القضايا الداخلية بصورة رئيسية, متجنباً
١
تاريخ
نوفمبر ١٩٨١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7245 (4 views)