شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 163)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 163)
- المحتوى
-
الاهتمام الذي أولاه الشيوعيون لهذه المسألة قد أدى الى ترك قيادة الحركة التحررية المعادية للأمبريالية
تفلت من أيد ي الشيوعيين».
يبدى واضحاً مما سبق عرضه من مواقف الأممية بأنها لم تطرح أمام الأحزاب الشيوعية في البلدان
المستعمرة والتابعة, في تلك الفترة. مهام النضال من أجل انتصار الاشتراكية؛ وانما دعتهم الى الانخراط
الفعلي في التضال المعادي للأمبريالية والسير في طليعة الحركة الوطنية التحررية. وقد كان لينين يدعو
الأحزاب الشيوعية في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة, باستمرار, الى مواءمة نظرية البروليتارية الثورية
مع الظروف الخاصة ببلدانهاء حيث «يؤلف الفلاحون الجمهور الرئيسي من السكان». وحيث تطرح مهمة
«النضال ضد بقايا العصور الوسطى وليس ضضصد رأس المال». كما أوصى لينين الأحزاب الشيوعية في بلدان
الشرق «بترجمة العقيدة الشيوعية الموضوعة أصلاً لبروليتاريي البلدان المتقدمة؛ الى لغة كل شعبء. واعتير
أن الواجب الأول لهؤلاء الشيوعيين يكمن في سعيهم لإيقاظ «الطموح الثوري والمبادرة الذاتية لدى الجماهير
والاشتراك الفعال في نضالها التحرري المعادي للأمبريالية من خلال الارتباط بالحركة القومية التي تستيقظ
لدى. شعوب المستعمرات وشبه المستعمرات».
غير أن بعض الأحزاب الشيوعية في البلدان المستعمرة والتابعة لم تدرك الأهمية الكبيرة لتوصية لينين
هذهء وفهمت وطبقت بصورة جامدة وميكانيكية الخط العام للحركة الشيوعية وشعارات مؤتمرات الأممية
الشيوعية, : مما جعلها تفشل في انتهاج سياسات صائبة ودفع قياداتها الى اتحرافات انتهازية. ويخاصة
«الانحرافات (اليسارية) الانعزالية». وهذا هو بالضبط ما حدث لدى قيادة الحزب الشيوعي في فلسطين؛ ان
وقع في «انحراف (النزعة العمالية) الانعزالي». فشددت هذه القيادة على أهمية المطالب الاجتماعية أكثر من
تشديدها على مطالب التحرر القومي رغم أن فلسطينء في ذلك الوقتء كانت تواجه مهام الثورة الوطنية
التحررية وليس الثورة الاجتماعية. كما أن هذه القيادة لم تستطع ادراك أهمية المسألة القومية العربية في
فلسطين أو تقيم بشكل صحيح عظم الطاقات الثورية في صفوف الكادحين العرب وجماهير الفلاحين منهم
بصورة خاصة. فرغم أن الحزب الشيوعي في فنسطين قد أقرٌء في مؤتمره الخامس (تموز # يوليى 1575)
بالطابع الثوري للحركة القومية العربية التي كانت تقودها المجموعات الاقطاعية الدينية, وقتكذ, الا أن
تقييم الدور الذي كانت تلعبه هذه القوى كان يختلف في نظر قيادة الحزب الشيوعي في فلسطين عنه في نظر
قيادة الأممية الشيوعية.فالسكرتير العام للحزب الشيوعي في فلسطين «أبوزيام» (وولف أوفبرياخ ) في مقال له
بعنوان «حول الأوضاع في فلسطين» كان يرى أن «الاقطاعيين كانوا يحاربون بكافة قواهم تطور الرأسمالية
المحلية لأن نموها سيفتح أمام الفلاح مجالات أخرى لاستخدام قوة عمله..». وهذا ماكان يدفع «الأفندية
الى اقامة حلف مع الامبريالية الانكليزية بهدف محارية الرأسمالية المحلية من جهة والجماهير الكادحة من
جهة آخرى» مع أن «أيوزيام», في مكان آخر من المقالة. يعترف بأن هؤلاء الاقطاعيين الأفندية «كانوا
يسيرون أحياناً في مقدمة الحركة القومية المعادية للأمبريالية»» الا أنهم. حسب تصورهء كانوا يفعلون ذلك
«ليس من أجل انجاز التحرر الوطني وانماء وبشكل أساسيء من أجل خيانة الحركة القومية وبيعها في
الوقت المناسب». ١
غير أن اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية كانت ترى غير ذلك. فأحد مسؤولي القسم الشرقي التابع
للجنة التنفيذية للاممية الشيوعية «كيتا يغورودسكيء كان يرى أن المجموعات الاقطاعية الدينية التى كانت
«تتمتع بنفوذ كبير بين صفوف الجماهير الفلاحية المختلفة كانت تسهم ماعدا في حالات نادرة في
النضال المناهض للأمبريالية الانكليزية وللصهيونية التي كانت تدعمهاء خاصة وأن الاقطاعيين المحليين
كانوا يتعرضون لمنافسة شديدة من قبل المستوطنين اليهود الذين كانوا يستخدمون الآلات الزراعية الحديثة
في حراثة الأراضي». ورغم أن قيادة الحزب الشيوعي في فلسطين, بناء على التوجيهات التى تلقتها من
اللجنة التنفيذية للأممية في أيار (مايى) 1516, قد دخلت في مفاوضات مع زعماء الحركة القومية العربية في
فلسطين بهدف اقامة جبهة متحدة معادية للأمبريالية «تكون قادرة على تنسيق جهود كافة القوى المعادية
للأمبريالية الانكليزية وللاستيطان الصهيوني في فلسطين» كما يؤْكد محمود الأطرش, عضو سكرتارية
الحا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)