شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 164)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 164)
- المحتوى
-
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في فلسطين, وجوزيف بيرغر الشخصية الثانية في الحزب حتى بداية
الثلاثينات. ورغم أن الشيوعيين قد نجحوا في تنظيم عدد من النشاطات المشتركة مع زعماء الحركة القومية
العربية (حملة انتخابات بلدية القدس عام .١574 ومظاهرات الاحتجاج بمناسبة زيارة اللورد بلفور الى
فلسطين عام ١575 وغيرها) الا أن الاتصالات مع زعماء الحركة القومية لم تتعدٌ حدود التشاور وتبادل
الآراء. ولم يفلح الشيوعيون, وقتهاء في اقامة الجبهة المتحدة المعادية للأمبريالية. بل أدت هذه الاتصالات
الى حدوث «انعطاف» في توجه الحزب الشيوعي تجاه الحركة القومية العربية تمثل في توصل قيادة الحزب
الى مقولة مفادها أن «تعزيز الطابع المعادي للأمبريالية للحركة القومية العربية في فلسطين لن يتم الآ اذا
حدث تغيير في طبيعة تركيب قيادة هذه الحركة»؛ الأمر الذي أدى الى ظهور خلافات داخلية تمخضت عن
ظهور «أقلية متطرفة» في بداية عام ١178 أطلقت على نفسها اسم «مجلس العمال اليهود». رفضت دعوة
الحب الى التعاون فقط مع «العناصر السليمة» داخل الحركة القومية العربية ورفضت قطع الصلات مع
الزعماء التقليديين العرب الذين يدعون بأنهم يتاضلون ضد الصهيونية ولكنهم في الواقع يبيعون أراضيهم
الى الصهاينة على حد تعبير قيادة الحزب وحاولت تفسير شعار الجبهة المتحدة المعادية للأمبريالية على
أنه تطابق تام بين سياسة الحزب الشيوعي وبين مطالب «اللجنة التنفيذية العربية» (قيادة الحركة القومية
في ذلك الوقت) وتوجهاتها. وقد قامت قيادة الحزب بفصل أعضاء «مجلس العمال اليهودي» مكرسة: بذلك,
الاتجاه الانعزالي فيه.
إن هذا «الانعطاف» في توجه الحزب تجاه قيادة الحركة القومية العربية هو أحد العوامل الأساسية
التى أدت الى فشل جهوده بين جماهير الفلاحين العرب بالاضافة الى «الانحراف العمالي» الذي وقع فيه منذ
البداية. فرغم أن الجهود التي وجهها الحزب نحوهم كانت كبيرة بالفعلء أن قام بنشاط كبير في سبيل تحقيق
تحالفهم مع عمال المدن واقامة حزب عمالي فلاحيء وساهم بدور هام خلال الصدامات التي كانت تحدث
بينهم وبين المستوطنين الصهاينة؛ كتلك التي حدثت في «العفولة» في تشرين الثاني (نوفمبر) 1575:4., الا أن
توجه نشاط الحزب الفعلي كان باتجاه التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين (الييشوف). واعتقدت قيادة
الحزب أن «ديناميكية الصراع الطبقي وسط القطاع اليهودي ستوّدي الى سلخ البروليتاريا اليهودية عن
جسم الحركة الصهيونية؛ والى تصفية الطابع (القومي) للحركة العمالية اليهودية في فلسطين». كما اعتقدت
بأن بأن «التضامن الكفاحي بين العمال العرب واليهود في معركتهم المشتركة ضد الاستغلال الرأسمالي كفيل؛
وحده؛ بحل كافة معضلات المسألة الكولونيالية في فلسطين». وهنا بالضبط كان يكمن السيب وراء اعارتها
الاهتمام لاقامة «الجبهة العمالية المتحدة» أكثر من الاهتمام لاقامة الجبهة المتحدة المعادية للأمبريالية.
ان هذا الانحراف اليساري الانعزالي هو الذي طبع سياسات الحزب وتوجهاته في تلك الفترة المحددة.
وهوء بالتأكيد. نتيجة لتوجهه باتجاه التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين (الييشوف). وقد كان هذا
التوجه هو السبب في تحفظ الأممية الشيوعية على الاعتراف به كفرع لها في فلسطين ووضعها «تعريب
الحزب» كشرط لذلك.
موقف الأممية من قضدة «التعريب»
ان اصرار قيادة الأممية الشيوعية على انجاز «تعريب» الحزب, وفي أسرع وقت ممكن؛ كان منسجماً
تماماً مع موقفها تجاه الحركة القومية العربية في فلسطين. وقد تبع هذا الاصرار من تحليل صحيح لظبيعة
المرحلة التي كانت تسود فلسطين آنذاك. وهي مرحلة التحرر الوطني. فحزب يتوجه بشكل أساسي الى
التجمع الاستيطاني اليهودي في فلسطين لن يتمكن من اتخاذ الموقف الصميح تجاه الحركة القومية
العربية. بمعنى دعمها الفعلي ثم التوصل الى قيادتها. وهذا يعنيء بالتأكيد. أن حزباً كهذا لن يتمكن من
الاسهام الفعلي في انجاز مهام الثورة الوطنية التحررية التي كانت مطروحة في فلسطينء مع ما لذلك من آثار
شديدة الضرر على انجاز مهام التحرر الاجتماعي اللاحقة.
ولقد كان الشيوعيون العرب يدركون ذلك ويطالبون باستمرارء بانجاز تعريب الحزب الشيوعي. وقد
13 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)