شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 165)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 165)
- المحتوى
-
ازدادت هذه القضية لديهم وضوحاً وترسخاً خلال تلقيهم الاعداد الحزبي في موسكو؛ حيث توصلوا الى
القناعة «بأن انجاز الحزب كان ضرورياً ليس فقط لأن غالبية سكان فلسطين تتشكل من العرب ولكن,
خصوصاً. لآن المرحلة الأولى من مراحل النضال الثوري الدائر في فلسطين آنذاك كانت مرحلة الثورة
الوطنية التحررية التي لايمكن أن تخوضها سوى الجماهير العربية» حسب تعيير محمود الأطرش.
ورغم هذا الاصرار من جانب قيادة الأممية الشيوعية والسعي المستمر من قبل الكوادر العربية في
الحزب الا أن تعريبه لم ينجز طوال مرحلة العشرينات, وان كانت الأسس لهذه العملية قد أرسيت فيما
أطلق عليه الدكتور الشريف «الجذور للتعريب» والتي توقف في كتابه بعد انجازها ليستكمل دراسة
«التعريب» في كتاب آخر ومرحلة أخرى.
غير أنه يبدو واضحاً أن الدكتور الشريف يحمل مسؤولية عدم انجاز عملية التعريب لقيادة الحزب في
ذلك الوقت بل يؤكد معارضتها لذلك. وفي دراسته «الحزب الشيوعي الفلسطيني والمسألة القومية العربية في
فلسطين ١15١ 01977 المنشورة في العدد .١١* نيسان (ابريل) ,194١ من «شؤون فلسطينية» يرفع
شكوك محمود الأطرش في هذا المجال الى مستوى الحقيقة» حين يوّكد أن أهم أسباب معارضة هذه القيادة
لعملية التعريب يكمن في «عجزها الموضوعي والذاتي عن فهم طبيعة المسألة القومية في فلسطين ونظرتها الى
شعار التعريب من وجهة نظر وحيدة الجائب حيث كانت تعتقد بأن التعريب يعنى أساساً تغيير الكوادر
اليهودية بالكوادر العربية على رأس الحزب. وهكذا بقيت قيادة الحزب عاجزة, طوال مرحلة العشرينات: عن
استيعاب حقيقية مضمون شعار التعريب الذي كان يعنيء في الأساسء تغيير وجهة نشاط الحزب من
القطاع اليهودي الى القطاع العربي». وقد استبق الدكتور الشريف تساؤلاً مشروعاً يمكن أن يقوم حول
توافر الظروف الملائمة لانتشار الفكر الشيوعى ب بين الجماهير العربية الكادحة حين برهن على ذلك من خلال
استعراض ظهور الحركة القومية العربية وتنامي الشعور الوطني بين الجماهير العربية الكادحة بالاضافة
الى انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية وانتشار أفكارها العلمية. رغم كل الحواجزء وتقييم دور الشيوعيين
اليهود الذي توصل اليه على هذا الأساس والذي اقتصر على «تسريع عملية انتقال بعض العمال والمثقفين
العرب التاريخية الى مواقع الماركسية اللينينية» وليس في «خلق الظروف الموضوعية المؤاتية لظهور مجموعات
شيوعية عربيةء اذ كان هذا مستحيلاً..
وقد تم بالفعل من خلال توجيه نشاطات الحزب الى حقل العمل النقابي بين العمال العرب تحقيق
نجاح ١974 في تنظيم عدد منهم من العاملين في صناعات معينة «سكك حديدء الاسمنت..», في اطار نقابات
العمال اليهودية أو في نقابيات مستقلة. ورغم أن الحزب كان يركز جهوده في سبيل «وحدة الحركة النقابية في
البلاد» الا أن تجربة العمل النقابي اليهودي العربي الموحد قد فشلت أمام اصرار العمال العرب على
تشكيل نقاباتهم المستقلة» مما دفع الحزب الى دعم المنظمات النقابية العربية المستقلة ومن أبرزها «جمعية
العمال العرب الفلسطينية» التي تشكلت رسمياً في آذار (مارس) .١1575 وقد أدى هذا النشاط في حقل
العمل النقابى الى اكتساب عدد من العمال والمثقفين العرب الى صفوف الحزب. ومنذ أن دخل الحزب
العضو العربى الأول والوحيد عام ١574 ونشاط الحزب يتصاعد بين الجماهير العربية. وساعد في نفاذه
بين هذه الجماهير نشاطه في الأحياء المختلطة» مثل حي المنشية بيافاء وكما يقول محمود الأطرش كان
بامكان الشيوعيين استقطاب أعداد كبيرة من العمال العرب «لولم يتخذ بعض الرفاق اليهود موقفاً مائعاً من
قضية الهجرة اليهودية الى فلسطين».
مع هذا النمو المضطرد ظهرت بعض القضايا التنظيمية من نوع ضرورة «اجتماع الخلايا الحزبية في
الأحياء العربية وحدها مع ارسال أحد المسؤولين من الرفاق العرب أو اليهود للإشراف على سير الاجتماع».
كما ظهرت الحاجة الى اعداد كوادر حزبية عربية «قادرة على المساهمة في قيادة النشاط الشيوعي في
البلاد». وقد استجاب الحزب وأرسل عامي ١515115175 مجموعات من الشيوعيين العرب الى موسكو
لاعدادهم في جامعة «كادحي شعوب الشرق». ورغم ذلك فإن محمود الأطرش يعتقد أن قيادة الحزب «وأيو
116 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)