شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 170)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 120 (ص 170)
- المحتوى
-
اي منهما ان يذللهاء حتى لو اتفقا فيما بينهما.
وكل ما قدمه حسني مبارك. الى الآن, لمواجهة
هذه الاوضاعء لميَّعْنٌ البيانات التي تشير الى
احتمال استمرارها وتفاقمها. فمنذ اللحظة التي
اعلن فيها وفاة الساداتء لا يفت مبارك يعلن أنه
سينتهج خطاه ويهتدي بسياسته.
وبالطبعء: فقد لاتتطايق الاعلانات مع
الامكانيات التي تكشف عنها النذر المتفجرة: في
مصرء في وجه النظام في عهد رئيسه الجديد. لكن
يبقى صحيحا. كمايشير إلى ذلك معظم
المتتبعين. ان مبارك هوء بصورة او بأخرى: اسير
النظام الذي ورث تركة سيده بكل اثقالها.
ولا شك في ان نجاحاً ملحوظاً تحقق في مجال
انتقال السلطة الى مبارك وفي الحفاظ على
المؤسسات التى بناها السادات يتمامهاء غير ان
هذا النجاح. في الاجراءات التي تمت بتعجل
ملحوظ. يعكس خوف اهل النظام من استغلال
المعارضة لمصيبتهم بسيده. بأكثر مما يعكس
احوالا طبيعية ومستقرة. وبأكثر بالطبعء مما
يعكس أية رغبة في البحث عن الأسباب الحقيقية
اتحقيق الاستقرار الفعلي. في البلد الذي اصبح
ذمو المعارضة وتزايد قعاليتها فيه اشد مايميز
حياته السياسية. ويبدى ان اهل النظامء وق
المقدمة مباركء. لم يجدواء على الفورء وسيلة
افضل من التأكيد على حاجتهم لابقاء كل شيء
على حاله, تجنباً للايذان بأي تغيير من شأنه.
لى ابتدأء ان يزعزع وضعهم.
التصورات الفلسطينية لمستقبل
السياسة المصرية
من هناء فإن الاوساط الفلسطينية ليست
متفائلة في مايتصل بإمكانية وقوع تبدلات
جوهريةء في سياسة النظام المصري في عهد
مبارك. ولأن نقطة الاحتكاك الفلسطينية مع
النظام المصري كانت, وسوف تظلء متصلة
بسياسة كامب ديفيدء بما هي سياسة تنطوي على
التخلي عن مطالب الحد الادنى الفلسطينيء فإن
معرفة الاوساط الفلسطينية بأن حسنى مبارك,
مثله في هذا مثل سيدهء مؤمن بهذه السياسة,
1
تجعل الموقف الفلسطينى من مبارك استطراداً
للموقف ذاته من السادات.
واذا كان لدى الاوساط الفلس طينية أية
حسابات متفائلة بسيب رحيل الساداتء فإنها
تقيمها على اساس الثقة بفشل سياسة كامب
ديفيد بالمجملء. وعلى اساس ان هذه السياسة
تلقت ضربة قوية بسقوط احد اركانها على النحى
الذي سقط فيه. كما تضيع الاوساط الفلسطينية
حساباتها المتفائلة ثقة منها بأن النظام المصري,
وشأنه في عهد مبارك هو شأنه ذاته في عهد
السادات:. عاجز عن تقديم الحلول الناجعة
للمشاكل القائمة في وجهه. وهذا يعنيء وسوف
يعني اكشر فأكشرء أن الاسباب التي حفزت
المعارضة الداخلية والعربية والدولية. لسياسة
كامب ديفيد. لا تزال قائمة وهي تتأكد يوماً بعد
يوم. ويغياب احد فرسان كامب ديفيد البارزين,
ويوجود رئيس ليست له قوة سلفه, وبانفتاح ياب
الصراعات الداخلية المحتملة بين اهل النظام
المصري الثاكل, تبدى فرص انجاح اتفاقات كامب
ديفيد, أمام حسني مبارك: اضيق بكثير مما كانت
وهذا التقدير الفلسطينى لا يتجاهلء بالطبع»
مبادرة الولايات المتحدة لنجدة النظام في عهده
الجديدء وجهدها الاضافي والسريع لدعمه سياسياً
وعسكرياً واعلامياً. بأمل التعويض عن خسارته
بغياب سيده الاصلي. ان للمناحات الرسمية التي
اقامها الاميركيون, وفي مقدمتهم الرئيس ريغان
وثلاثة من الرؤساء السابقين الذين تعامل
السادات معهم. دلالتها الواضحة. وابلغ منها
دلالة التحركات العسكرية والانذارات الاميركية
التى تعاقبت, منذ السادس من تشرين الاول
(اكتوبر)؛ في البر والبحر والجوء وكذلك الاستعداد
لتقديم كميات اوفر من السلاح لمصرء والمبادرة
لارسال طائرتين من طراز اواكس. فكل هذه
الاجراءات والتظاهرات السياسية والعسكرية
والاعلامية, تشير الى ان الولايات المتحدة عازمة
على ابقاء كل شيء على حاله في سياسة النظام
المصري, وعلى الدفاع عنه في وجه المعارضة
الداخلية والعربية والدولية المتزايدة.
غير أن هذا كلهء لا يقدم جديداً مما يخيف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 120
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨١
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)