شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 132)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 132)
- المحتوى
-
ف
متاهة من الشوارع والمباني » ويسمونها في بعض
الاحيان القصبة , طلب السفير البريطاني حماية
من رماة البحرية » امنت له »© ومنذ الليلة الاولى
اصيب مبنى السفارة برصاص قادم من البسطة»
والذي مر قريبا جدا من بعض جنودنا . اخبرني
الرئيس شسمعون انه امر اللواء شهاب قائدالجيش
بتمشيط البسطة , لكن اللواء يرفض . نصحت
شمعون بعزل شسهاب واستبداله بضابط قادر
على احياء الامن وسلطة الحكومة .. لكن الامور
لم تكن بهذه البساطة,.
اللواء شهاب رجل شديدٍ الذكاء » ينتمي الى
عائلة مارونية كبيرة » متخرج من سان سير ومن
المدرسة الحربية الفرنسية المليا . يامر حوالي
:ا آلاف جندي الى جانب ١... دركي تتأئف
قواته من عدد شبه متساو من المسيحيين
والمسلمين » ويبدو ان هم اللواء الاساسي »كان
الحفاظ على وحدة جيشه . لذلك كان يخشى من
ان اي هجوم على المتمردين » سوف يؤثر على
الخلافات الدينية بين العسكريين »2 ويكمل
العسكربين المتعاطفين مع المتمردين ») على
العصيان » وفيٍ هذهالحالةينفجر الجيشويختفي. .
لم تتدخل الحكومة الاميركية » الا بعد ان
اوضحت للرئيس شمعون أن لا مجال لمساعيدة
اللبنانيين » الا اذا كانوا مستعدين للدفاع عن
بلدهم . وها هو رئيس الدولة نفسه » لا يملك
اية سلطة على جيشه . وبالتالي لا يملك اية
امكانية للدفاع عن نظامه , كان اللواء شهابيهدد
الاستقالة © بينما يكتفي الرئيس باعطائه
مقترحات يتناساها اللواء . لكنه يعطيتوصيات
خاصة للذين تحت آمرته .
تحادئت مع اللواء ومع هيئة اركانه . بدا لي
نسانا مخلصا , عندما تدارسنا المشكلة ممسع
لاميرال هولووي » اتفقنا ان هذا الجيش رغم
زاله » هو العامل الوحيد القادر على صيانة
سيء من السلطة للحكومة اللبنانية » التي لم تعد
سيطر الا على جزء صغير من الاراضي اللبنانية
دوالي الثلث فقط » وكان وسط العاصمة فيايدي
لمتمردين . كنت امل في اقناع اللواء شهاب
القيام بتحرك جدي لاعادة الامن الى بيروت ,لكنه
م قم الا بتدابير خجولة لمحاصيرة تحركات
المتمردين داخل الاحياء بشكل تدريجي . كان
شهاب راغبا في التعامل مع القوات الاميركية ,
وقدرت مع هولووي ان تأييده ولو المؤقت يكفينا
للوصول الى اغراضنا المباشرة .
اخبرني هولووي عن الحادث الذي جرى في
اليوم الاول لانزال القوات الاميركية » كي يبين
لي استعدادات شهاب الطيبة . فتاريخ لبنان
البائس والذي يرجع الاف السنين الى الوراء »
تعرض لفزوات عديدة ابتداء من الاشوريين
والفرس والرومان » حتى اأماليك والاتراك
المعاصرين , وقد اتلف الاتراك آخر المحتلين (!»
غابات الارز وابادوها . وقد نظر بعض اللبنانيين
الى القوات الاميركية بوصفها جيش احتلال .كما
قررت مجموعة من ضبياط هيئة الاركان مقاومة
تدخلنا . فبمد نزول رماة البحرية في مطار بيروت»
اتجهوا الى المدينة على الطريق الوحيد المؤدي
اليها » دون ان يعيروا الانتباه الى كون ١١ آلية
اعدت مع اوامر باطلاق النار على رجالنا . وما
ان علم ماكلينتوك بالامر » وفي آخر لحظة »2 حتى
اتصل باللواء شهاب واقنمه بالاتجاه حالا نمو
هذه الوحدة برفقته وبرفقة هولووي فيب سيارة
السفارة التي ترفع العلمين اللبناني والاميركي .
وصل ششدماب الى ذلك الكان واعط_ى
الاوامر بعدم اطلاق النار . وبذللك تجنينا
اشتباكات مأساوية .,
لم تكن الاضطرابات محصورة بالقضاهيا
السياسية الكبرى »© والانقسامات بين المسيحيين
والمسلمين » بل كانت هناك خلافات عديدة بين
الجماعات السياسية والطوائف الدينية. فاستنادا
الى التقاليد اللبنانية » كان على رئي سالجمهورية
إن يكون مسيحيا » ورئيس الوزراء مسلما .
كان هذا التوفيق يعمل على ما يرام وبرضسى
شمعون والصلح . فكلاهما طلب المساعدة
الاميركية لقمع التمرد » وكلاهما يتعاون ملع
ماكلينتوك وهولووي . لكن رئيس الوزراء كان
هدفا لابناء طائفته الذين احرقوا منزله فدمر بكل
ما فيه .
بعد فترة قصيرة من وصولي الى بيروت »
دعاني رئيس الوزراء مع السفيسر وبعض
الشخصيات الاميركية لتناول الفداء في مقره - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 59
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)