شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 140)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 59 (ص 140)
- المحتوى
-
1١4
أو لمصر , بدا قاسم »© وكأنه بهلوان متوازن على
خيط ممدود بين موسكو والقامرة . اعلن ان
حكومته تنوي تأييد سياسة الجمهورية العربية
المتحدة » لكنها ستحترم التزاماتها الدولية » كما
انه كان يخطط لزيادة صادراته النفطية الى
الغرب بنسية .2ه #/ز . وعندما علم ان عملاء
مصريين بدأوا يتفلفلون في العراق » اعلم ناصر
كما قال لي بهدوء قاس »© أن انابيب النفط
العراقية يجب ان تعمل كالمعتاد , لم اذسك
لحظة »© في أن قاسم سيتخذ موقفا صالدا »
دفاعا عن استقلال العراق . لكن بعد اقل من
خمس سنوات »© اغتيل على يد مجموعة منزرفاق
السلاح الذين يتزعمهم الكولونيل عبد اللسلام
عارف » المفالي في اعجابه بناصر .
خلال الساعات الخمس » التي قابلته فيها »
شرح لي ناصر اوضاع الجمهورية المربية
المتحدة » وشرح لي ضرورة الوحدة العربية »
من اجل امن بلد صغفير وضعيف مثل مصر »
لكنه لم يشر ألى تصوراته حول العراق . افاض
في الحديث عن اسرائيل التي زرتها كذلك قبل
زيارتي لمصر . ليس هناك مشكلة دبلوماسية
اكثر صعوبة من الخلاف العربي الاسرائيلي
التي يمكن للوقت وحده أن يأتيها بحل وحتىالان
لا يوجد أحد »2 له مرونة كافية تمكن من ايجاد
شكل وساطة . غير ان وزارة الخفساربجية
الامريكية » كان لها الفضل على الأقفل » في
محاولة ذلك بصبر منذ سئوات . كانت علاقتنا
مع ناصر مغلوطة بشكل أكيد » بسبب ايمانه
الذي عبر عنه مرارا » بان الولايات المتمدة
ستقف دائما الى جانب اسرائيل مهما حصل .
الموقف الامريكي خلال ازمة السويس جعله يشك
بذلك قليلا دون أن يقتنئع بعكسه ,. عندما اثرت
هذه النقطة » هز ناصر كتفيه ليفهمني استحالة
اي حل . لكنه امتنع عن الادلاء بأي تصريح
استفزازي ضد جيرانه اليهود . لا بد وان تقدم
الاسرائيليين بسرعة البرق في سيناء » اعطت
لناصر وضباطه نظرة اكثر موضوعية للامور .
كنت قد وصلت القدس على الاوتوس تراد
الممتاز الذي شيد بفضل المساعدة الامريكية .في
المدينة المقدسة »© تبين لي ©» كم هي الاماكن
المقدسة للاديان الكبيرة : المسيحية »© اليهودية
والاسلامية »قريبة من بعضها »© لاحظت الاسلاك
الشائكة التي تفصل اسرائيل عن الاردن . في
الناحية الاردنية استقبلني الحاكم بلطف كذلك
استقبلني اصدقائني في وزارة الخارجية
الاسرائيلية على بوابة مندلبوم . اغتنميت الفرصة
لزيارة الجامع العمري الكبير وحائط المبكى »كما
قضيت وقتا ممتعا مع مجموعة من الرهبان
الارثوذكس . بعدها استقليت السيارة الى تل
أبيب لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء دافيد
بن فوريون . كان متحمسا لمشروع تعاون يسعى
له بين اسرائيل وكل من تركيا وايران والحبدشة
والسودان . وصرح بان اسرائيل ستضطر الى
احتلال الضفة الغربية لنهر الاردن دون الاهتمام
بالاشكالات الدولية »© فيما اذا استولى ناصر
على المملكة الهاشمية ©» عبر التخريب أو اية
طريقة اخرى . كان بن غوريون »© يأمل في تفهم
ناصر لنوايا اسرائيل وامكانياتها الاجرائية .,
فكرت بحزن »© في وضع الملك الشاب » وبفشضل
الجهود الامريكية في سبيل ايجاد حل عربي
اسرائيلي ع«
اتاحت لي هذه السهرة الطويلة التي امضيته!
مع ناصر ©» الفرصة لتفسير السياسة الامريكية
ورغبة الرئيس ايزذهاور ووزير الخارجية دالس
في مشاركة الدول الخرة من اجل ايجاد حل
لمشاكل الشرق الاوسط الاساسية . غير ان
ناصر ادعى ان الولايات المتحدة لعبت مع مصر
لعبة القط والفار . قال ان دالس كان فظا فيما
يخئص بمشروع اسوان » وان الاتحاد السوفياتي
ابدى تفهما اكبر » وانه يحفظ جميله . عندها »
ذكرته بالمساعدة الكبيرة التي قدمتها الولايات
المتحدة لمصر » وبموقفنا من قضية السويس .
ابديت أملا » في تحسن العلاقات بين مصطصر
وحليفنا الانكليزي » هنا قاطعني ناصر » مشسفةا
على مصير بلده خلال ثلاثة قرون من النير التركي
وها عاما من السيطرة الانكليزية ,
ادهشتني حساسية ناصر من انتقفادات
الصحافة الامريكية . كان يوجد في صالونهمجموعة
من الصحف والمجلات الامريكية . اراآني بعض
المقالات بغضب » يبدو انه كان يستلذ العثور
على اقوال يعتبرها مغلوطة في حقه ., شرحت له - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 59
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)