شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 17)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 17)
المحتوى
أحمد شاهين بح
الخليج الغنيّة؟ أم ان هذا الاسلوب الاميركي هو حركة في كل الاتجاهات لانجاز ما هو قابل للانجان,
وترك العثرات ليفتتها عامل الزمن والضغط المباشر وغير المباشر, وذلك بعزلها وحصارها واحراج
واضعي تلك العثرات؟
مشكلات الشرق الأوبسط
ظلت قضية فلسطين, حتى فترة قريبة: المشكلة الرئيسة في منطقة الشرق الاوسط. لكن هذا
الاعتبار كان مقصوراً على أبنائها العرب دعاة المشروع العروبي الوحدوي بشعاريه الوحدة وتحرير
فلسطينء والذي لم يرتق ليصبح مشروعاً لعموم المنطقة العربية خاصة أن الدعاة اليه عجزوا عن
ترجمته عملياً بعد وصولهم الى السلطة (عبد الناصروحزب البعث العربي الاشتراكي في كل من سوريا
والعراق). فقد وضح.ء داخل المنطقة العربية» وفي جوارهاء وجوب مشكلات متنوعة تمسء في مجموعهاء
ما يمكن اطلاق صفة «الأمن» عليه بوجهيه الداخلي والخارجي. فالحالة اللبنانية يمكن اعتبارها
نموذجاً لمشكلات الأمن اد اخليه , ؛ يمعنى قابلية تفكك الاقطار العريية طائفياً. أو اثنياً؛ كما يمكن
اعتبار الحالة الايرانية نموذجاً آخر لتهديد الجوار؛ وهو تهديد له أبعاده داخل الأقطار العربية لطابعه
الايديولوجي - الديذي. فهو امتداد للهوية الدينية ‏ السياسية التي تعتنقها الحركات الدينية في منطقة
الشرق الاوسط؛ وهى أيضاً قابل للتشغيل. وقد قامت الحرب العراقية ‏ الايرانية لاحتواء مثل هذا
التهديد. هذا عدا مشكلات الأقطار العربية فيما بينها بين دول فقيرة وغنية» وهى ما يطرح مشكلة
التنمية في المنطقة, والتعاون على تحقيقها.
اضافة الى ما تقدّم» هناك مسالة استمرار تدّق النفط من هذه المنطقة الى دول العالم الصناعية
في اوروبا وأميركا واليابان وغيرها من دول العالم التي يشل حياتها توقف نفط منطقة الشرق الاوسط
عنها. وتستطيع أي دولة عربية؛ أى غير عربية؛ تقع على خطوط نقل النفط عرقلة مساره أووقفه ولو الى ‎٠‏
‏حين ؛ وهي مشكلة «أمنية» عالمية.
من هناء فين مسالة «الأمن» تتخذ أبعاداً سياسية واقتصادية وعسكرية في منطقة الشرق
الاوسط؛ كما تكتسب وجهاً داخلياً في كل قطر عربيء واقليمياً فيما بين دول المنطقة؛ وعالمياً فيما بين
المنطقة والعالم؛ وهذه الوجوه متد اخلة ومترابطة بحيث أن الخلل في أحدها سينعكس سلباً على الوجوه
الأخرى ل «الأمن».
وفي حين كان دعاة النهضة الحديثة من أبناء المنطقة وأحزابها السياسية يرون أن أمن هذه
المنطقة يوفره لها أبناؤها ببلورة مشروع استقلالهم (بالمعنى الشمولي للكلمة)» كان الغرب؛ بصفته
العنصر المهيمن كونياًء يرى ان وصايته على هذه المنطقة هي الضمان لأمن العالم. وهكذا حصلت
فرنسا ويريطانياء الدولتان المنتصرتان في نهاية الحرب العالمية الاولى» على حق الانتداب على هذه
المنطقة لضمان «أمن العالم». وحين اتحسر نفوذهما بعد الحرب العا مية الثانية, وحلت محلهماء على
رأس العالم الغربي, الولايات المتحدة الاميركية طرحت الاخيرة مبدأ «ملء الفراغ» في هذه المنطقة,
وأيضاً اضمان «أمن العالم». ولم يدخل في اعتبار الغرب الأمن الد اخلي لهذه المنطقة, إلا بعد أن بدأت
الصراعات الداخلية فيه تكتسب طابعاً اقليمياً مع المدَ الناصري الذي شهدته أوآخر الخمسينات
وأوائل الستينات من هذا القرن» وبروز ملامح دور عالمي لهذه المنطقة بعد تأسيس حركة عدم
الانحياز التي كان ناصر أحد مؤسسيها. وكانء وما زال: خلاف بين أبناء المنطقة وحكوماتها وبين
الشرب حول مسألة «أمن المنطقة» ومن يتولاه؟ قالغرب اعتيرها مسؤوليته المباشرة؛ وعرض
1 شُؤون فلسطيزية العدد 555 ‎:,77١‏ نيسان ( ابريل ‎ )‏ ايار ( مأيو) 1955
تاريخ
أبريل ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10631 (4 views)