شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 63)
- المحتوى
-
عمر سعادة
في فلسطين المحتلة؛ كما انه لم يكن ثمّة ما يوحّد بين عناصر تلك الهجرات المنتمية الى قوميات شتّى
الأمر الذي سهّل على اسرائيل عملية استيعاب القسم الأكبر منهم: اقتصادياً واجتماعياً. أما القسم
الآخر. الذي لم يستطع التكيّف مع معطيات الواقع الاسرائيليء فقد اختار الطريق الأقصر والأسهل
للتعبير عن رفضه التكيّف مع الحالة الاسرائيلية» فنزح الى الغرب: دون ان يخوض صراعاً اجتماعياً
حقيقياً دداخل التجمّع اليهودي الاسرائيلي.
أمّا في الحالة الراهنة: فنحن ازاء مجموعة بشرية كبيرة نسبياًء اكتسبت سماتها الاقتصادية,
والاجتماعية؛ وتطوّرت؛ عبر تفاعلات تاريخية جرت في موطنها الأصلي, الاتحاد السوفياتي. ويسعى
أفراد هذه المجموعة, من خلال انتقالهم المكانيء الى اعادة تأسيس وجودهم الاقتصادي:
والاجتماعيء والثقافي؛ في تربة مغايرة, تضم مجموعة بشرية أخرى (اليهود الاسرائيليين)؛ تكوّنت
سماتها وتطوّرت؛ عبر تجرية تاريخية مختلفة (الهجرة» والاستيطان؛ والصراع المتصل ضد العرب
الفلسطينيين والمحيط العربي) .
ضمن هذه الرؤية؛ فان موجة الهجرة اليهودية الجديدة من الاتحاد السوفياتي تعتبر فرصة
جيدة لاختبار العناصر المشتركة التي تجمع بين يهود العالم» والتي نهضت على أساسها الفكرة
الصهيونية. فمقولات: «الأمّة اليهودية»؛ و«الوطن التاريخي», والثقافة اليهودية» يجرى اختبارهاء
هتاء بصورة 5 واقعية تماماً » ليس فقط اختبار قوة أى ضعف هذه العناصى المشتركة بين يهوب العالم,»
بل؛ وأساساًء اختبار صحة وجود» أو عدم وجود مثل هذه العناصر, وبالتالي كشف المحتوى الحقيقي
للمقولات الصهيونية الأساسية.
السمات العامة للمهاجرين من الاتحاد السوفياتى
لم يكوّن اليهود في الاتحاد السوفياتي قومية خاصة: بل لم يكن لدى الغالبية العظمى منهم
احساس بقومية يهودية خارج الجمهورية ألتي يعيشون فيها. وكان انتشارهم الجغرافي في عدد كبير
من الجمهوريات السوفياتية؛ وتخلّيهم عن لغة الييديش لصالح اللغة الروسية ولغات الجمهوريات
السوفياتية الأخرى التي يعيشون فيهاء وابتعاد معظمهم من الدين اليهودي» وعدم معرفتهم باللغة
العبرية» كلها مؤشرات الى مدى اندماجهم في المجتمع السوفياتي.
لقد شكّل اليهود في الاتحاد السوفياتي شريحة من سكان المدن؛ واكتسبوا السمات الاجتماعية
لهذه الشريحة؛ من حيث التوجّه المكتّف نحو العلم, لشغل المراكز العلمية والادارية المرموقة؛ ويرزت
بينهم ظاهرة الزواج المختلط؛ الى درجة ان حوالى نصف الزيجات التي تحدث بين اليهود هي زيجات
مختلطة» احد طرفيها غير يهودي. ومثل بقية سكان المدن الكبرى في الاتحاد السوفياتي: مال اليهود
الى تكوين الأسر قليلة الأبناء, فتزايدت نسبة المسثين في ما بينهم» وأخذت أعدادهم تتناقص» ٠» سنوياً :
بفعل الزواج المختلط والوفيات في أوساط المسنّين.
ولِعلّ تجربة الهجرة من شرق اوروباء ثم تجرية الحرب العلمية الثانيةء وما رافقها من اضطهاد
لليهود في اوروبا الوسطى» والشرقية, وانتقال قسم كبير منهم الى داخل الاتحاد السوفياتي» قد سرّعا
وتيرة حراكهم الاجتماعي داخل المجتمع السوفياتي, فازد اد تمركزهم في المدن الكبرى, وارتفعت نسبة
المتعلّمين بينهم بصورة فاقت مثيلاتها عند بقية القوميات السوفياتية الأقدم والأكثر استقراراً.
أن محاولة البحث عن سمات خاصة باليهود السوفياتء. خارج التجرية السوفياتية» تنطوي
ا دون فلعطزية العدد 575 - -57؛ نيسان ( ابريل ) أياى ( مايو) 19515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230
- تاريخ
- أبريل ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11178 (4 views)