شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 65)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 65)
المحتوى
عمر سعادة سبح
للواجهة الاجتماعية
ان فتور حماس الاسرائيليين لاستقبال المهاجرين الجدد هوظاهرة مألوفة في الحياة الاسرائيلية؛
بل ان التجرية الاسرائيلية, كلهاء لم تشهد حماساً شعبياً يهودياً اذاء المهاجرين الجدد. وقد اعتاد
ال مسؤولون الاسرائيليون على ترديد عبارة «ان الاسرائيليين يحبّون الهجرة: ولكنهم لا يحبّون
المهاجرين». فالهجرة تعني اضافة عناصر قوة بشرية؛ وعسكرية؛ واقتصادية, الى كيان منهمك في
صراع دائم مع محيطه الاقليمي. ولهذاء فهي موضع ترحيب عام. أمّا المهاجرون, كأقراد» فهم الثمن
الذي ينبغي على التجمّع اليهودي الاسرائيلي دفعه. من خلال استيعاب هؤلاء المهاجرين, وتأمين
السكن, والخدمات العامة» وفرص العملء لهم. وهذا التمن يكونء في العادة: على حساب المستوطنين
القدامى؛ ولذلك لم يحظ المهاجرون بترحيب المستوطنين الأقدم.
وبالنظر الى حجم موجة الهجرة اليهودية الحالية؛ ومواصفات المهاجرين الجدد؛ ومؤهلاتهم
وطموحاتهم الفردية؛ فان سلبية الجمهور الاسرائيلي تجاههم فاقت مستوياتها المألوفة. حيث أخذت
أصوات اسرائيلية عديدة ترتفع؛ مطالبة بايقاف هذه الهجرة» أو توجيه المهاجرين السوفيات الى بلد
غير اسرائيل. ويد السلوك الاسرائيلي اليومي إزاء المهاجرين الجدد يعكس قدراً أكبر من الرقض
والكراهية والاستعلاء تجاه المهاجرين من الاتحاد السوفياتي سابقاً.
وبالمقابل» فان مشاعر الخيبة والندم أخذت تطغى على غالبية المهاجرين من الاتحاد السوفياتي
وبدأت أصواتهم ترتفع بالنقد للمجتمع الاسرائيلي» ولطريقة تعامله معهم, وكذلك للبيروقراطية
الاسرائيلية؛ والتقصيرات في مجال تأمين السكن والعمل للمهاجرين الجدد. وكانت التظاهرات
الضخمة للمهاجرين السوفيات, ونزوح الآلاف منهم عن اسرائيل: واقدام العشرات من المهاجرين
الجدد على الانتحار, كلها تعبيرات عن رفض هؤلاء المهاجرين للمجتمع الاسرائيي؛ أى. على أقل تقدين.
لخيبة أملهم وعجزهم عن التكيّف مع معطيات الواقع الاسرائيلي.
وبصورة عامة, ثمّة حالتان من الرفض تتجابهان داخل اسرائيل. ودون المبالغة في مستوى
التعبيرات الراهنة لهاتين الحالتين: فانهما توزّدان احتكاكاً سلبياً يجسّد الرفض المتيادل بين كل من
المستوطنين القدامى والمهاجرين الجددء ويخلق حالة من التوتر الاجتماعي الخاصء الذي شهدت
التجمّعات الاستيطانية نماذج متعدّدة منه. ‎١‏ 1
ان طبيعة التوبّر الاجتماعي الناجم عن موجة الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي سابقاً
تختلف عن طبيعة التودّرات التي يمكن ان تشهدها المجتمعات ذات النشأة الطبيعية؛ ذلك أن أسس
التوتر في الحالة الاسرائيلية مختلفة عن أسس التوتر الاجتماعى في المجتمعات الطبيعية» حيث
يتداخل هنا الأساس الاقتصادي في الأساس الطائفي والديني والسياسي.
الأساس الاقتصادي
تدفّقت موجة الهجرة اليهودية الراهنة على اسرائيل في وقت تفاقمت فيه الأزمة الاقتصادية
الاسرائيلية. وكان أبرز تعبيرات هذه الأزمة تزايد عدد العاطلين عن العمل . ففي أوآخر العام 230545
بلغ عدد العالين عن العمل حوالى ‎١6١‏ ألف شخصء أي ما يساوي 4,5 بالمئة من اجمالي القوة
العاملة في اسرائيل7'). ومع تدفّق آلاف المهاجرين السوفيات على اسرائيل» بدأت عملية التنافس على
فرص العمل المتاحة تأخذ ابعاداً خطرة بين المستوطنين القدامى والمهاجرين الجدد. فحاجة
53 تشؤون فلسطيزية الحدد 7025 ‎15١‏ نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايى) 19957
تاريخ
أبريل ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11178 (4 views)