شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 66)
- المحتوى
-
لب الأبعادن الاجتماعية لهجرة اليهود...
المهاجرين السوقيات الى العمل دفعتهم الى التساهل في شروط العملء ونوعيته» وفي الأجور المدفوعة
لهم لقاء عملهم, الأمر الذي انعكس على وضعية العاطلين عن العمل من بين المستوطنين القدامى. وقد
أشارت صحففة اسرائيلية الى الدوافع الاقتصادية للتوتر بين المستوطنين القدامى والمهاجرين الجدد
عندما كتبت: «يبلغ عدد العاطلين عن العمل من المواطنين القدامى حوالى ١1٠١ آلف شخصء وهم لن
يكونوا راضين وهم ينظرون كيف يتخاطف المهاجرون الجدد فرص العمل التي كان العاطلون
الاسرائيليون ينتظرونهاء(؟).
وتتجنّى القدرة التنافسية للمهاجرين الجدد من الاتحاد السوفياتي ليس في امتلاكهم المؤهلات
العلمية والاكاديمية فحسبء بل في استعد ادهم للتنازل عن امتيازات هذه المؤهلات من أجل الحصول
على فرص عملء ولى بصورة موّقتة. ان الانطباع العام الذي تشكل لدى الاسرائيليين عن المهاجرين
السوفيات» وكما عبّر عنه المدير العام لخدمات التشغيلء داقيد لينغ؛ هو ان المهاجرين السوفيات «لا
يرقضون أي عمل يوكل اليهم»(*). ويبدو هذا الانطباع منسجماً مع الواقع» عندما يقف المرء على
المعطيات التي قدّمها رئيس مكتب المهندسين الاسرائيليين» والتي تقيد بأن «أكثر من سبعة آلاف
مهتدس من المهاجرين السوفيات يعملون في الخدمات والتنظيفات وغسل الأواني»(). بل ان العديد
من المهندسين وا لاطباء من بين المهاجرين السوفيات يسجلون أنفسهم لدى دوائر التشغيلء ياعتبارهم
عمالاً فنيينء وذلك من أجل الحصول على فرصة عمل. ولادراك حجم هذه الظاهرة» نشير الى استطلاع
للرأي العام أجري في حزيران ( يونيى ) 144١ حول وضع التشغيل بين أوساط المهاجرين السوفيات,
حيث تبينء بنتيجته, ان ثلثي المهاجرين من الاتحاد السوفياتي» الذين وصلوا منذ نهاية العام 2١145
والذين حصلوا على فرصة عملء ما زالوا يعملون في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم.
أمّا الضرية التي يوجهها المهاجرون الجدد الى المستوطنين القدامى» فتتمثل في قبولهم القيام
يعمل ما مقابل أجر يقل كثيراً عن أجر العامل الاسرائيلي الذي يقوح بالعمل ذاته, الأمر الذي بدأ يحفز
أرباب العمل على التخلّص من العمّال والفنيين الاسرائيليين القدامى» واستبد الهم بعمال وفذيّين من
المهاجرين الجدد. ومثال ذلك ما أشارت اليه صحيفة اسرائيلية بأنه «يجرى تسريح عشرات المهندسين
الاسرائيليين من أجل تشغيل مهندسين من المهاجرين الجدد الذين يبدون استعدادهم للعمل بثلث
الراتب الشهري الذي يتقاضاه المهتدسون الاسرائيليون»77)
ولا يقتصر الأساس الاقتصادي للتوتر بين المستوطنين القدامى والمهاجرين الجدد على التذافس
المباشر على فرص العملء بل ان المستوطنين القدامى يرقبون بحسدء وربما بحقدء حماس النخبة
الحاكمة لاستقبال المهاجرين: وتخصيص المبالغ الهائلة؛ بل والقروض بمليارات الدولارات» من أجل
استيعابهم؛ وهم يرون في ذلك محاباة من السلطة للمهاجرين الجدد» وان هذه الأموال كان ينبغي ان
تنفق لحل مشكلات اسرائيل الاقتصادية, والاجتماعية: المزمنة.
لقد توقع كاتب اسرائيليء منذ أواخر العام 1540ء اندلاع الصراع بين المستوطنين القدامى
والمهاجرين الجدد على خلفية اقتصادية: وذلك عندما كتب: «ان شهر العسل القائم بين السكان
القدامى وبين المهاجرين الجدد سينتهي خلال فترة قصيرة, وسيضطر المهاجرون الجددء في
المستقبل» ومن أجل ضرورة اثبات وجودهم» ان ينافسوا السكان القدامى في مجالات عديدة: وان مثل
هذه المنافسة ستكون مباشرة في مجالات السكن وأماكن العملء لكنها سترتكن بشكل خاص»ء على
أمور غير مباشرة: من حيث التنافس حول امكانات وطاقات الدولة» وان قسماً من هذه الطاقاتء
العدد 6 ١؟ء نيسان ( أبريل ) أيار ( مايى) 15517 شُيُون فلمطزية 530 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230
- تاريخ
- أبريل ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11178 (4 views)