شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 70)
- المحتوى
-
ل الأبعاد الاجتماعية لهجرة اليهود...
وقد تبين من استطلاع قام به معهد الديانة اليهودية الانسانية العلمانية بين أوساط المهاجرين
من الاتحاد السوفياتيء ان هناك نسبة 8١ بالمكة من المهاجرين يصفون أنفسهم بأنهم ليسوا
متديّنين» ومعظمهم لا يعرف شيئاً عن الديانة اليهودية ؛ وان حوالى نصف ال مهاجرين السوفيات وصفوا
اليهودية بأنها ليست ديناًء بل ثقافة وتاريخاً من انتاج اليهود أنفسهم"0.
ولا يقتصر الامر على ان الغالبية العظمى من المهاجرين اليهود السوفيات ليست متديّنة, بل إن
قسماً كبيراً من المواطنين السوفياتء من غير اليهوب» زوّروا أوراقاً في الاتحاد السوفياتي تثبت انهم
من أصول يهودية» وذلك للاستفادة من قانون الهجرة السوقياتي الذي كاد يحصر حق الهجرة الى
خارج الاتحاد السوفياتي باليهود» دون سواهم من المواطنين السوفيات.
وقد فير وزير الاستيعاب» الحاخام اسحق بيرقسء قنبلته الاولى في وجه المهاجرين السوفيات,
عندما أعلن في تشرين الثاني ( نوفمبر) 155١ ان «ما يتراوح بين 75 - ٠؛ بالمئة من المهاجرين
السوفيات الذين وصلوا اسرائيل هم من غير اليهود». وتعرّض الحاخام» الذي عبّر في موقفه عن
تخوّفات اليهود المتديّتين من المهاجرين المشكوك في يهوديتهم؛ لحملة قاسية شدّتها الصحافة
الاسرائيلية ضده؛ وضسد المتديّنين الاسرائيليين الذين نادى عدد منهم يتطبيق مقاييس صارمة للتأكد
من يهودية المهاجرين السوقيات.
ويعد أسابيعء عاد الحاخام بيرتس الى طرح مسألة تعديل قانون العودة بسبب ما أسماه
«صناعة كاملة في الاتحاد السوفياتي لتزييف اليهودية», باعتبار ان الهجرة الى اسرائيل هي الفرصة
الوحيدة المتاحة للمواطنين السوفيات لمغادرة بلادهم. وقد أيّد نائب وزير العمل والرفاه مناحيم بروش
أقوال بيرتس وحذَّر من ان هجرة من الاتحاد السوفياتي الى اسرائيل ستضع أمام الاسرائيليين
مشكلة جديدة في المستقبل روسية المضمون الى جانب القضية الفلسطينية(4).
وعلى الرغم من الجدل الواسع الذي أثارته أقوال الحاخام بيرتس, فقد عاد بعد أيام, الى تأكيد
أقواله السايقة. مؤكداً «أن لديه وثيقة شخصية 2 جداً؛ وهذه الوثيقة تحدّد ان اسرائيل تسلّمت
تقريراً يوضح ان 5 بالمئة من المهاجرين ليسوا يهود أ" *'), وانهم قد حصلوا على شهادات مزورة تقول
انهم يهود لقاء مبالغ تصل الى ١٠6٠١ رويل»(:"
أن موقق الحاخامية الاسرائيلية والقوى الأصولية في اسرائيل يعكس المخاوف التي تنتاب هذه
القوى من طفيان المدّ العلماني على اسرائيل؛ وبالتالي تراجع النفوذ الاصولي الذي بدأ يتغلفل في
أوبساط الاسرائيليين» ويقترب من مركز القرار في اسرائيل.
أمّا من الجهة المقابلة: فان حماس الصهيونيين العلمانيين لاستقبال المهاجرين السوفيات,
وتساهلهم في تطبيق المعايير الدينية على هوّلاء المهاجرين؛ انما يعكس خوف العلمانيين من تزايد نفوذ
المتديّنين» ورغبتهم في تريسيخ الطابع العلماني للمشروع الصهيوني.
الأساس السياسي
نظر المستوطنون الاسرائيليون» تاريخياً: الى الهجرة ياعتبارها رافدا هاماً من روافد القوة
للمشروع الصهيوني . ففي كيان استيطاني يعيش في حالة صراع داكم مع محيطه الاقليمي, ويوظف
معظم طاقاته البشرية والاقتصادية لادارة هذا الصراعء قان الهجرة تحمل مضموزاً أيجابياً لهذا
الكيان» حيث تزيد في قدرته على الصمودبء وتعرّزْ قوته العسكرية: والاقتصادية: والبشرية.
العدد 599 ١1؟: نيسان ( أبريل ) آيان ( مايى ) 11517 لشزون فلمحيزية 15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230
- تاريخ
- أبريل ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11178 (4 views)