شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 74)
- المحتوى
-
ل الأبعاد الاجتماعية لهجرة اليهود...
ويبدى ان النزوح عن اسرائيل هى الخيار الأمثل بالنسبة الى قسم كبير من المهاجرين السوفيات
في مواجهة الصعويات والتعقيدات الشديدة التي يواجهونها في اسرائيل. وقد بدأ المسؤولون
الاسرائيليون يتحدثون: مؤخراً. عن الآلاف من المهاجرين السوفيات الراغبين في النزوح عن اسرائيل.
وفي هذا الصدد» أشار رئيس دائرة الهجرة والاستيعاب في الوكالة اليهودية» اوري غوردونء الى «ان
هناك خطراً من تزايد ظاهرة المهاجرين الراغبين في مغادرة اسرائيلء حيث ان الآلاف منهم تقدّموا
بطلبات من أجل الحصول على جوازات سفر تمكٌنهم من مغادرة اسرائيل» أى البقاء خارجها». وأعلن
غوردون ان عدد الذين تقدموا بطلبات بهذا الشأن, خلال الريع الاول من العام ١1555١.ء بلغ 5514
مهاجراً. وان 5١ بالمئة منهم تتراوح أعمارهم بين 5١ ٠١ سنة[").
ومن جهة أخرى, أعلن نائب القنصل السوفياتي في اسرائيل ان عشرات من المهاجرين يقومون
بمراجعته يومياً من أجل العودة الى وطنهم الاتحاد السوفياتيء وان قسماً منهم قد عاد فعااً(" 6).
وخلال النصف الاول من العام .١151١ بلغ عدد المهاجرين الذين قدّموا طليات لمغادرة اسرائيل 6 055١
مهاجرين, حسب ما أعلنه رئيس دائرة الهجرة والاستيعاب في الوكالة اليهودية(١*). ومن المعروف ان
السلطات الاسرائيلية تتكتّم على العدد الحقيقي للمهاجرين السوفيات الذين يرغبون في النذوح عن
اسرائيل» والذين نزحوا قعلاً. ولكن بالنظر الى حجم المشكلات التي يواجهها المهاجرون الجددء والتي
تدفع بالعشرات منهم الى الانتحار» يمكن التقدير ان الرقم الحقيقي للراغبين في النزوح من اسرائيل
هى أكبر يكثير مما تعلنه السلطات الاسرائيلية؛ وا ن ما يمنع نزوح هؤلاء المهاجرين هى انسداد أبواب
الدول الغربية أمامهم » والتعقيدات التي تحول دون عودة قسم كبير منهم الى وطنهم الأصلي.
على أن أحد الاسئلة الهامة التي تطرحها مسألة الهجرة اليهودية السوفياتية الواسعة الى
اسرائيلء يتعلّق بالتأثيرات الاجتماعية بعيدة المدى, التي يمكن ان تتركها هذه الهجرة على التجمّع
اليهودي الاسرائيي. ومن الطبيعي ان متل هذه التأثيرات تتعّق, أولاء بطبيعة التجمّع اليهودي
الاسرائيي» باعتباره تجمّعاً للمهاجرين المستوطنين, وشكل استجابته وتفاعله مع موجة الهجرة
اليهوبية السوقياتية؛ وثانياًء بطبيعة موجة الهجرة اليهودية الراهنة وسماتها الاجتماعية وحجمها
وسرعة تدفقها على اسرائيل.
أن ظاهرة التنافسء وريما الصراعء بين قدامى المستوطنين وبين المهاجرين الجدد على فرص
العمل والسكن وخدمات الدولة, ستظل قائمة لفترة طويلة: وقد تكتسب مضامين اجتماعية عميقة في
المستقبل. فمحدوبية امكانات اسرائيل المادية» واستمرار تدقّق المهاجرين بوتائر عالية. سيؤديان الى
تصعيد هذا التنافسء» حتى بعد ان تحصل اسرائيل على الضمانات الاميركية لقرض بقيمة عشرة
مليارات دولار. فالكلفة الاجمالية لاستيعاب المهاجرين السوفيات: كما أعلنت عنها الدوائر الاسرائيلية
المختصة, ستصلء خلال السنوات المقبلة: الى مبلغ يتراوح بين ٠ - 75 مليار دولار!؟؟).
غير ان هذا الصراع المحتمل في المستقبل لن يكون ذا طبيعة طبقية كما يحدث في المجتمعات ذات
النشأة الطبيعية؛ بل سيحافظ على طابعه التنافسي» أى التناحري بين المستوطنين الاسرائيليين
والمهاجرين السوفيات من أجل الحصول على المكتسبات المحدودة المتوفرة في كيان صغير مثل اسرائيل.
وهكذاء تكون الهجرة الجديدة قد وضعت الكيان اليهودي في فلسطين المحتلة على محك التجرية.
فلقد تهاوت الشعارات الصهيونية الكبرى حول الأخوّة اليهودية, وأصبح المهاجر الجديد يجد نفسه
وسط تجمّع بشري غريب يناصبه العداء والكراهية؛ ويدأ التوبّر الاجتماعي داخل التجمّع
العدد 9؟؟ 55١ نيسان ( ابريل ) - أيار ( مايو ) 1551 لشن فلهسيزية ارفك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230
- تاريخ
- أبريل ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22741 (3 views)