شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230 (ص 91)
- المحتوى
-
د. ذبيل حيدري
الفترة الحرجة في التاريخ الفلسطيني, ولديهم امكانات منهجية ومعرفية» إن في التاريخ العثماني» أى حتى خبرة
في التعامل مع أساليب الاحصاء العثماني.
في هذه النقطة, بالذات, تتضح احدى ميّزات الكتاب؛ ان العثمانيين لم يتبتّواء في عملياتهم الاحصائية,
الوسائل الحديثة. فقد اقتصر التعداد» على سبيل المثال؛ على الذكور دون الاطفال احياناًء ودون الاناث في معظم
الاحيان. وظل هذا الواقع مستمراً طوال سبعينات القرن التاسع عشي اضافة الى غياب شامل للأبواب السائدة
في العمليات الاحصائية الراهنة؛ وفوق ذلك كله؛ الاقتقار الى معرفة الحدود السياسية لأرض فلسطين في اطار
الامبراطورية العثمانية (ص 5 - 0).
ومهما يكن من أمرء فان مكارثي دأب, على الدوام, على تذكير القارىء؛ في هذا الشأن؛ بأن ثمة تعديلات
جوهرية جرى ادخالها في سياق هذه العملية, من شأنها ردم الفجوات الحاصلة؛ حتى لو أدَى ذلك الى اثارة بعض
الجدل إِنْ لم يكن التقليل من أهمية بعض العناصر الخصوصية لمعطيات تلك الحقبة.
أمَا خارج هذا الاطار, فاتنا نعثر على معطيات في غاية من الأهمية, اذا ما قورنت مع أي مصدر آخر.
واستناداً الى المعطيات العثمانية, فان الارض التي سوف تعرف, لاحقاً. باسم فلسطين, بلغ عدد سكانهاء في
العام 411 -181748» نحى +4886 نسمة؛ ارتفع الى نحى 7/7111 نسمة في العام 1515 1916 (انظر
الجدول في الكتاب. ص .)٠١
بعد هذه الجولة في المجال الاحصائي الشامل» حاول مكارثيء في معالجة تحليلية رصد التناقض الكبير بين
المعطيات العثمانية للسكان اليهود في العام 151١5 ١514 ويين المعطيات التي أوردها آرثر روبين في مؤلفه
المنشور في العام .١114 واستخلص نتيجة مفادها: اذ! كانت الاحصاءات العثمانية السكان اليهود في فلسطين
مقبولة» الى حدّ ماء وهي 54 ألفأء فانه ينبغي اضافة ان بعضاً منهم ليسوا من مواطني الدولة العلية, بل من
المهاجرين الجدد الى أرض فلسطين. وأشار الى ان المعطيات الرسمية لهؤلاء نشرت, لمرة واحدة فقطء في العام
6 وتِضمّنت رقم يريو على الأربع الاف مهاجر يهودي.
وبالطبع» فان استعراضه لهذه المعطيات كان مخمّصاً. بالدرجة الاساسء للردَّ على الرقم الذي أورده
رويين (85 ألفاً من السكان اليهود للفترة عينها). واستناداً الى مكارثي, فان روبين تلاعب في معطيات تلك
المرحلة, حين ادّعى بأنه استند الى السجلات الرسمية العثمانية, على الرغم من ان الرقم الذي عضّده
الصهيونيون أنفسهم ليهود الدولة العثمانية قارب الستين ألفأ (ص 5١ - 5؟).
ولا ريب في ان مكارثي» من خلال تجواله الدقيق في مسار هذه المعطيات: سعى الى دحض فكرة ايديولوجية,
لا أساس لها في الواقعء ترى أن الديمغرافيا اليهودية في فلسطين. ابّان العهد العثماني كانت ذا وزن يعتدٌ به.
بل حاول بناء معطياته على عدد كبير من المصادر الرسمية العثمانية الضيّقة الانتشار, للبرهنة على ان اليهود
الذين شاءوا ان يصوروا الكثافة السكانية التي تمتّعوا بها في فلسطينء في تلك الفترة, لم تكن سوى مغالطة
تاريخية.
على ان هذا الاكتشاف أضاف ميزة أخرى الى مجرى النقاش مع المعطيات التي أوردها رويين؛ اذ ان
الاصرار على ان يهود فلسطين قد انخفض عددهم الى الريع تقريياً خلال الاعوام 215181514 كنتيجة
للتهجير أو الموت» لم يكن صحيحاً على الاطلاق. ذلك أن مكارثيء في محاججته الجديدة, أكّدء بما لا يدع مجال
للشكء ان هذا الرقم مبالغ به الى حدّ كبير؛ اذ ان عدداً غير قليل من اليهود الذين رحلوا الى الاسكندرية؛ مثلاً,
عادوا الى فلسطين» بعد ان وضعت الحرب العالمية الاولى أوزارها (ص ١؟).
وبالطبع» فان مكارتي لم يتوقف عند هذا الحدء بل أضاف, نوعياًء ما قام به بالنسبة الى نتائج الاحصاء
البريطاني للعام 1577. الذي يعد حتى الآن, مرجعاً شمولياً وموثوقاً به الى حدّ بعيد. وعلى كل حال؛ فانه على
الرقم من ان هذا الاحصاء «حديث». بالمعنى السائد للكلمة, الآ ان الاسلوب الذي جرى اتباعه, في رأيه,
5 يُون فلمطزية العدد 715 - ,57٠ نيسان ( ابريل ) أيار ( مايى) 19517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 229-230
- تاريخ
- أبريل ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22742 (3 views)