شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 16)
- المحتوى
-
1 ام
د.علي الجرباوي سس
ألاهم الى خسائر داخلية مستمرة. ليست مادية وحسب ٠ بل تجاوزت ذلك الى النواحي المعنوية . فقد
أدى انتشار المواجهات في الارض المحتلة وداخل اسرائيل الى فقدان الاسرائيلي* جميعاً؛ وليس
المستوطنون وحدهم, الشعور بالأمن والأمان, اللذين يمقّلان الضرورة التي برّرت استمرار الاحتلال.
ومع استمرار الانتفاضة وتغيّر أتماط مواجهتها وفشل مختلف أساليب القضاء عليها وانهائها؛ بدات أ
الاولويات الاسرائيلية في التحول تدريجياً. وقد أظهرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية قناعة الاغلبية بأن
تحقيق وضعية «اسرائيل - الكبرى»؛ وضمان الأمن معأ ليست سوى حلم بعيد النال . فاختارت رابين ١
لكي يتخذ قرارات بهذا الاتجاه, ويحقق لها ما تصبى اليه. ا
لقد خاض رابين معركته الانتخابية وقد مضى على المفاوضدات بين الاطراف العربية واسراثيل اكثر
من نصف عام؛ دون ان تحقق أي تقدّم ملموس. وظلت على الرغم من جولاتها الثنائية الخمسء تراوح
في مكانها وتتعامل بالاجراءات والشكليات. وقد فهم رابين ان الناخبين اعطوه اصواتهم على اساس
يعدهم بقلب الارلويات والتقدم في اتجاه الصراع وايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية. لكن
التصريحات التي اطلقها رابسين, بعيد انتهاء الانتخابات؛ حول طبيعة الحكومة العريضة التي
يستهدف تشكيلها تلقي ظلالاً على حقيقة نواياه المتعلقة بماهية التسوية السياسية التي يسعى اليهاء
وتعطي اشارات ينبغي عدم اغفالها.
وبساستقراء دوافع رابين وراء تشكيل حكومة عريضة يمكن تحديد عاملين اساسيين: الاول
حزبي» » ويتلخّص بأن رابين اراد بعد فور حزب العمل»؛ الذي بات يتزعمه, اعطاءه سمة «حزب الدولة»,
وتمكينه من العودة الى السيطرة على الحياة السياسية في اسرائيل؛ كما كان عليه الحال حتى العام
5171. ولكي يحقق ذلك؛ سعى الى تغيير موقع العمل في خارطة الاتجاهات السياسية الاسرائيلية,
وذلك من طريق ازالة الانطباع السسائد بأنه حزب «يسار وسطه؛ وتعديل صورته أمام الناخب
الاسرائيني ليصبح «المجِمّع» الرئيس للقوى السياسية في اسرائيل؛ والجامع المشترك الاعظم لأية
حكومة اسرائيلية مستقبلا. ولهذا سعى الي ضضم احزاب من اليمين واليسار والمتديّنين.
أمّنا العامل المحرّك الثاني فيتعلق بمسيرة التسوية السياسية. فرابين لا يريد تراس حكومة 8
عريضة ومستقرة تحقق «التوازن» الداخلي بين معسكري اليمين واليسار, كي يلغي امكانية تعرضه
وحزبه لعملية «ابتزان مستمرة من قبل «ميرتس» والجبهة التقدمية للسلام والمساواة (حداش)
والحزب الديمقراطي العربي. فتشكيل حكومة تعتمد في بقائها على المشاركة الفعلية ل «ميرتس»,
والسلبية للحزبين الآخرين؛ وهي الاحزاب التي تدعو الى حل الصراع من طريق الاعتراف بالحقوق
الوطنية والشرعية للشعب الفلسطيني, وإلى الانسحاب من على الارض المحتلة واقامة دولة فلسطينية,
تعتبر من وجهة نظر رابين «وصفة ضغط وتوريط دائمة» باتجاه تقديم تنازلات تفوق ما يريد بالفعل
تقديمه للفلسطينيين تحديداً: وللعرب عموماً. على طاولة المفاوضات ٠ فمثل هذه الحكومة الضيقة
ستؤديء بالنسبة لرابين؛ الى منح احزاب اليسار في اسرائيل رونت سياسياً كبيراً ومؤثراً. وتعزن من
مكانة «الحمائم» داخل حزب العمل, وترفع ميزان التوقعات الخارجية بشأن شروط التسوية
السياسية, وتخلق معارضة قوية وفمّالة داخل الكنيست وفي الشارع الاسرائيلي على السواء. أما
انضمام احزاب ديئية الى الحكومة فسيؤدي لرابين غرضاً حيوياً يتمثّل بتحقيق موازنة داخلية؛ تمنع ا
وقوعه «رهينة» بيد اليسار, وتلغى امكانية توريطه بما لا يريد تقديمه من تنازلاث: وتمنحه مساحة
واسعة للمناورة السياسية د اخلي وخارجياً. فعلى الصعيد الداخلي» سيتربع رابين على راس حكومة ا
تضم في جنباتها؛ المتناقضات من المواقف السياسية:؛ ويكون باستطاعته, بسبب ذلك؛ ان يكون في
موقع المسيطر على هذه التركيبة؛ و«الوسيط» الذي يمتصٌ الحدّة من الجانبين من طريق التوفيق, -0١
1 شْبُون فلسطنية العدد ١"؟ . :57 حزيران ( يونيي ) تموز ( يوليو) 15931
سس د07 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 23816 (3 views)