شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 18)
- المحتوى
-
لح رابين واستراتيجيات التفاوض هد
الذي يحتاجه جميع الشركاء لحل الخلافات السياسية. اما على الصعيد الخارجي» فإن وجود طيف
سياسي واسع في الاثتلاف الحكومي الاسرائيلي يضمن لرابين «الاحتماء» خلف تشدّد اليمين كلما
واجه مطالبات خارجية تحكّه هلى تقديم تنازلات لانجاح التوصل لعقد تسوية سياسية.
بناء على ذلك؛ من المتوقع ان يبني رابين استراتيجيته التفاوضية على الاستغلال المباشر
للافضلية التي يتمتع بها الآن على الصعيد الدولي لمجرد أنه تمكّن من ازاحة شامير من الحكم؛ ويعمل
على تغيير صورة اسرائيل السلبية العالقة في اذهان العالم من جهة؛ وتمرير برنامجه للتسوية السياسية
على أساس « خطة شامير» لعام من جهة أخرى؛ بخطوات تستهدف انتزاع المبادرة التفاوضية
والقاء الكرة في الملعب الفلسطيني. اما المحاور الرئيسة لاستراتيجية «الهجوم التفاوضي» فتتلخص في:
اولا - تفتيت العملية التفاوضية بنزع فتيل الصراع العربي الاسرائيلي» المتمثل باعتراف رابين
بالقضصية الفلسطينية, والاهتمام بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على أساس أن ذلك سيزيل من
أمام اسرائيل «موائق» عقد اتفاقات مريحة مع الاطراف العربية الاخرى. ومن هذا المنطلق» يريد رابين
اتّباع سياسة «الخطوة خطوة» في المفاوضات بادثا بالجانب.الفلسطيني الذي يعتقد بأنه بات في
وضع حرج يملي عليه التوصل الى اتفاق الحد الادنى بصورة سريعة؛ ليصلء في نهاية المطاف» الى
التفاوض مع سوريا بعد ان تصبح وحيدة في الميدان, سهلة المنال. وتتعدّى سياسة التفتيت ذلك؛ الى
تركيز رابين على فصل «الداخل» عن «الخارج» الفلسطيني. فقد كان رابين يرى باستمرار اضعاف
مءت .ف. وتجزثة القضية الوطنية الفلسطينية وحصرها بمسألة سكان المناطق لن يتحقق الا بالتعامل
مع قيادة وطنية محلية تتمتع بصدقية. لذا سيحاول التركيز على التعامل مع الوفد الفلسطيني
المفاوض باعتباره «الشريك الفلسطيني الوحيد» في عملية المفاوضات. ومن المتوقع ان يقوم بمبادرات
على هذا الاساس قد تكون محرجة للجانب الفلسطيني . ولكي يُضعف موقع ومكانة الوفد الفلسطيني»
ويوجّه صفعة عملية لعلاقته المباشرة والعلنية ب م.ت.ف» سيحاول جاهدأ تفتيث «الداخل»
الفلسطيني» بأن يفتح العديد من قنوات الحوار الرسمية وغير الرسمية؛ وبواسطة اجهزة «الادارة
المدنية» تحديداً؛ مع فئات وشخصيات مختلفة داخل الارض المحتلة؛ بهدف ابراز «زعامات» جديدة
تنافس القيادات المرتبطة بالمنظمة عضوياً. ويأمل رابين ان تؤدي التنافسات؛ وربما الصراعات؛ بين
هذه «الزعامات» والقيادات الى ايصال الوضع هناك الى درجة من التفكك والانفلاش التي يقبل معها
الفلسطيذيون بابرام اتفاق بأدنى متطلبات.
أمّا على صعيد الاتتفاضة التي سيعمل رابين على 3 تصفيتهاء فمن المتوقع ان تعمد حكومته الى
اتخان اجراءات من شأنها تخفيف بعض اشكال المعاناة عن مجموع أهل الارض المحتلة, وذلك من
خلال محاولة اقناع قطاعات فلسطينية محدّدة, خصوصاً بين التجار والصناعيين» ومن مدخل تحسين
الاوضاع الاقتصاية؛ بأن برنامج حكومته يحمل امكانيات مفتوحة لتحسين الاوضاع بعد سذوات من
انتفاضة عانى فيها الفلسطينيون من تصاعد قمع السلطة الاحتلالية ومن تفشّي مظاهر سلبية ذاتية.
ويأمل رابين من خلال استخدام «العصا والجزرة» في انكفاء العديد من القطاعات الفلسطينية ذات
الاهمية السياسية الخاصة وانطوائها باتجاه التركيز على تحقيق مصالحها الذاتية الضيقة؛ فيوفر
مدخلا سهلا لتحقيق الاختراق. وفي المقابل, وارضاء لليمين الاسرائيلي» وسعيأ وراء توفير الامن
للاسرائيلين؛ سيكدف من استخدام اسلوب «العصاء ضد قطاعات فلسطينية اخرى داخل الارض
المحتلة . فالنواة الصلبة للانتفاضة, والمناطق المحتلة التي لا زالت تشهد نشاطات انتفاضية مستمرة,
ستتعرّضان للاحقات وممارسات قاسية؛ وسيتم «معالجتهما» تحت ضريات «القبضة الحديدية».
فرابين يريد ان يترك انطباعاً سريعاً ومؤثراً, في الداخل والخارج معأ بأن استعداده للتفاوض
العدد -557/ حزيران ( يوثيى ) - تموز ( يوليو) 1147 الؤون فلسطاية 1١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 13922 (4 views)