شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232 (ص 21)
- المحتوى
-
د محمد عبدالعزيز ربيع سس
وتجدّد الخلافات ذات الطبيعة المصلحية بين الدول الصناعية الرئيسة.
من ناحية أخرى؛ شهدت فترة السبعينات والثمانينات فشل التكنولوجيا الحديثة في تطوير بداثل
حقيقية وعملية للنفط كمصدر للطاقة. وهذا ترتب عليه تبلور النفط كاهمٌ موارد الطاقة على الاطلاق,
وأبرذ عوامل الحقاظ على نمط الحياة الراهنة في مجتمعات الغرب الصناعية وتأمين استمرار نمو
اقتصادات تلك المجتمعاث بوجه عام .
أن أهمية الاقتصاد كمصدرقرة عسكرية ونفون سياسي ونظام انتاج واستهلاك من جهة, واعتماد
الاقتصاد الغربي عامة والامييكي خاصة على النفط من جهة اخرى, يجعل النفط العربي مصدر طاقة
وأداة تحكم ونفوذ دولية في غاية الاهمية. وفي ضوء المنافسة التي تزداد حدة؛ يوماً بعد آخر, بين
الاقتصاد الاميركي والاقتصادات الاوروبية والآسيوية الصناعية, واستحواذ دول الخليج العربية,
بما في ذلك العراق, حوالى ٠١ بالمثة من الاحتياطي النفطي المعروف في العالم, أصبح هدف السيطرة
على منابع التفط العربية من اهم اهداف الولايات المتحدة الاميركية على الساحة الدولية. وتشير
الدراسات والتحرّكات السياسية والعسكرية الى ان الهدف الامييكي تجاه النفط العربي يرمي الى
ضمان الحصول على الحاجة منه, في المدى الطويل؛ واستخدام امكاناته المتعدّدة للضغط على الحلفاء
والاعداء معأ واحتواء قوتهم التنافسية.
ونا كانت ملابسات ونتائج حرب الخليج الاخيرة أدخلت المنطقة العربية, بوجه عام, في اطار
النضوذ الاميركي؛ فان تكريس الامر الواقع في الشرق الاهسط اصبح اقصر الحلرق لضمان تحقيق
الأهداف الاميركية النفطية وغير النفطية. ومن اجل تثبيت الامر الواقع وتحقيق الاستقرار من دون
الاخلال بموازين القوى القائمة, اصبح لزاماً على واشنطن معالجة ثلاث قضايا رئيسة كانت ولا تزال
من أبرز اسباب عدم الاستقرار واثارة المشاكل السياسية والاجتماعية والحروب الاهلية والاقليمية,
أما تلك القضايا فهي: ١ القضية الفلسطينية؛ " - دود اسرائيل الاقليمي في المنطقة العربية؛ ؟-
احتمالات بروز قوى اقليمية عربية مناوئة للمصالح الاميركية.
لعبت القضية الفلسطينية؛ منذ العام 15141, دوراً هاما في تكوين الوعي العربي بوجه عام,
وتوجيه التطؤرات السياسية والثقافية في غالبية الدول العربية بوجه خاص. ورغم حرب الخليج وآثارها
المدمّرة على التوجهات الوحدوية والمشاعر الاخوية بين شعوب الامة الواحدة, ال أن العداء العربي
. لاسرائيل لايزال مستمرأًء كما ان الالتزام العربي بدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني لايزال
قائماً. وحيث ان الولايات المتحدة الاميركية كانت احدى اهم القوى التي ساهمت في اقامة وتدعيم
اسرائيل» والقوة الوحيدة القادرة على ترويضها وكبح جماحهاء؛ فان مشاعر العداء العربية تجاه
أسرائيل لا تزيد كثيراً عن مشاعر العداء تجاهها.
أن بقاء القضية الفلسطينية من دون حل من شانه الاسهام في تعميق اسباب التوتر في المنطقة
العربية؛ وتكريس مشاعر العداء للولايات المتحدة الاميركية ولحلفائها العرب في المنطقة . وهنا من شانه
التأثير في التوجُهات الفكرية والثقافية والسياسية لي المنطقة العربية بما يتعارض» تماماًء مع المصالح
الاميركية في المدى البعيد. كما ان بقاء القضية الفلسطينية من دون حل؛ من شأنه, ايضاً, تكريس
عوامل عدم الاستقرار في المنطقة. وهذا يعني» من وجهة النظر الاميركية, ان استكمال متطلبات
اخضاع المنطقة العربية للاراذة الاميركية اصبح يستدعي, بالضرورة. ايجاد حل للقضصية
الفلسطينية يكون كفيلاً بانهاء دورها كعامل اثارة سياسي وعنصر ومي ثقافي.
0 ُبُون فلسطذية العدد 5١ 713, حزيران ( يوني ) تموز ( يرليى) 1447
000ص - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 231-232
- تاريخ
- يونيو ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 13923 (4 views)