شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 6)
- المحتوى
-
الديمقراطية الفلسطينية ف ا ممارسة
المستعمرون: لصالح هذا الجانب؛ أي تطوّر في المجتمع العربي في فلسطين.
وهكذا لم تشهد فلسطين الحركة الدستورية التي شهدتها جارتها مصر, مثلاً؛ ولم تنشا أوتتطور
في فلسطين تلك المجالس التشريعية والبرلمانية التي نشت وتطوّرت؛ حتى مع وجود الاحتلال الاجنبي,
في العراق أو لبنان أى سورياء ولم تتأسّس فيها بدايات التقاليد الديمقراطية العضرية التي شهدتها
هذه البلدان . وفي حالات بعينهاء ناجمة عن جعل الدفاع عن الارض ومنع انتقالها الى اليهود هدفاً
جوهرياً للحركة الوطنية؛ قاومت الحركة الوطنية؛ بتأييد شعبيء بعض مظاهر التطوير التي حاولت
سلطات الاحتلال فرضهاء لا لشىء الا لأن فرضها كان يستهدف تسهيل تحقيق الوطن القومي
اليهودي. وللتذكير, هناك أمثلة بارزة وشهيرة, ققد حاولت الحركة الوطنية أن تحول دون الغاء نظام
شيوع الارض العثماني لأن الغاءه يعمّم الملكية الفردية فيسهل على اليهوب شراء الارض التي يتعذر
عليهم شراؤها في ظل الملكية المشاعة البدائية ثية. ورقضت الحركة الوطنية, بتأييد شعبي كاسح» عروض
بريطانيا بانشاء مجالس تشريعية, معيّنة أو منتخبة, لا لشيء الا لآن بريطانيا أعطت اليهود» في هذه
المجالس؛ ما يسهل جعل الصهيونيين مهيمنين عليها. هذا الرفض جعل الحركة الوطنية حذرة حتى
ازاء اجراء الاحصاءات العامة للسكان لارتباط هذه الاحصاءات باجراء الانتخابات.
بهذا كله ويتضافره مع تأثير ا موروث الاجتماعي المتخلف, بقيت الولاءات في فلسطين: بما فيها
الولاءات الوطنية؛ قائمة على الاسس التقليدية التي لم يمتزج بها من مفاهيم الديمقراطية المعاصرة
الا أقلّها؛ فلم تعرف فلسطين. في عهد الانتداب البريطانيء أيّة انتخابات عامة, لا صحيحة ولا مزورة؛
ولم تجر أية انتخابات قطاعية يشترك فيها ناس القطاع كله, كما لم تتشكّل الهيئات التمثيلية القليلة
الموروثة او الناشئة, كمجالس الاختيارية في القرى أومجالس البلديات في المدن» من طريق الانتخابات
العامة» بل من طريق انتخابات يشترك فيها الوجهاء في القرى ومن تنطبق عليه شروط بعينها في الحدن.
وانسحب الامر ذاته على الهيئات التي أنشأتها الحركة الوطنية. فالجمعيات الاسلامية المسيحية,
التي شكّلت طيلة عقد العشرينات قاهدة البناء التنظيمي للحركة الوطنية في المدن» ضمّت نخبة من
النشطاء, وكان هؤلاء هم الذين يختارون مندوبي مدنهم الى المؤتمر العربي الفلسطيني الذي ينتخب»
بدوره اللجنة التنفيذية» أي القيادة الوطنية العليا. أمّا الاحزاب: وقد تأخْر تشكيلها حتى عقد
الثلاثينات» فقد بقيت احزاباً للنخبة التي يحظى ناسها بالتأييد الشعبي بسبب المنزلة المتحققة لهم
نتيجة عوامل غير حزبية» فبقي الولاء فيها قائماً على الاسس التقليدية. وقد تفيد الاشارة هنا الى ان
أكبر هذه الاحزاب وأوسعها شعبية وهى الحزب العربي الملتف حول زعامة الحاج أمين الحسيني أصرّ
في نظامه الداخلي على حصر حق انتخاب هيئته القيادية بعدد محدوب. من اعضائه ممن تبيح القيادة
ذاتها لهم هذا الحق» أي للنخية؛ وحجب هذا الحق: صراحة: عن الاعضاء الآخرين/ أي عن معظم
الاعضاء. أما حزب الاستقلال: الذي مثّل أكبر العناصر القومية استنارة في حينه؛ فقد جهر برأي
أعلنه مؤسسوه وهى أن الانتخابات مفسدة لأنها قد تجيء الى القيادة بالعناصر التي يراها هؤلاء
المؤفسسون غير صالحة؛ فبقي هذا الحزب؛ على الرغم من تأثيره الفكري الواسع في تطوير المقاومة
الوطنية للاستعمار البريطاني, محصوراً بالعدد المحدود من العناصر التي أسسته. ثم لم يلبث أن
تلاشى قبل انقضاء سنتين على تأسيسه؛ بسيب قلة مواردهء من دون ان يتخلى أصحابه عن حرصهم
على النخبوية . والمنظمة الوحيدة التي نشات في البلاد بعيدأ عن الاسر الطاغي للوجاهات التقليدية,
وهى المنظمة العمالية العريية؛ أى جمعية العمال العرب؛ لقيت معارضة قاسية من قيادة الحركة
الوطنية, وانتهى أمرها بالتبدّدء واغتيل مؤسسهاء وتشرد أى طوّع أعوانه.
العدى 777 558, آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمير) 1157 نتُؤون فلسطزية 0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)