شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 7)
- المحتوى
-
فيصل حورائي سس
ولكي لا نحمّل الامور أكثر ممّا تحتمل أى نسقط مفاهيم قائمة الآن على حالة انقضتء تجدر
الاشارة الى أن الجمهور. الذي كانت درجة وعيه على الحقوق الديمقراطية ابنة الوضع الذي يعيشه,
لم يشكُ من نقص هذه الحقوق . واذا كان ثمة شيء من التشكّي قد ظهر هذا أو هناك فمن قبل أقراد
أو تكتلات صغيرة لم تتمكن من أن تجعل المطالبة بالحقوق الديمقراطية داخل المنظمات الوطنية حركة
قوية التأثير. أما مطالبة قيادة الحركة الوطنية بحق تمثيل الشعب الفلسطيني لنفسه في مؤسسات
منتخبةء وهي مطالبة رفعت في وجه سلطات الاحتلال» فكان الداقع الواضح لها هى الرغبة في تأكيد
وجود عرب فلسطين كأغلبية كاسحة في البلاد» في مقابل الاقلية اليهودية.
حرمت البلادء اذأء من الحريات الديمقراطية العامة أومن كثير منهاء فغاب حق الانتخاب كلية:
وضيّقت حقوق تشكيل الجمعيات والاحزاب بارادة المستعمر الذي كان يبادر الى حل ما سمح ياقامته
منها حين تشكّل خطرأ على مصالحه . وقيّدتء كذلك: حريات الاضراب والتظاهر. واخضعت الصحافة
الى رقابة كانت تصبح حاجبة تماماً للرأي المعارض, في أوقات الازمات. آمّا الحركة الوطنية؛ فلم تول
اهتماماً كبيراً بتطوير وتعميم الممارسة الديمقراطية داخل هيئاتها وفصائلها.
هذا القول لا يعني ان الساحة خلت تماماً من المماررسة الديمقراطية. فقد عرفت فلسطين منن
السنة الاولى لابتلائها بالاحتلال البريطاني المؤتمرات الوطنية العامة التي تتصدى لتمثيل الشعب
بأسره. وتشكّلت هذه المؤتمرات, وعددها سبعة انعقدت في عقد العشرينات: ليس على أساس تحيين
المندويين اليها من قبل القيادة, بل على أساس اختيارهم من قبل النشطاء في الصف الوطني في المناطق
التي يجيئون منهاء وأخذ موافقة من يرغب من أبناء الجمهور على اختيارهم. فكانت الجمعية
الاسلامية المسيحية؛ في كل قضاء من آقضية فلسطين» تحدّد اسماء مندوبي القضاء الى المؤتمر
العام » وتجمع تواقيع وبصمات الموافقة على تحديدهم: فيوقع أوييصم كل راغب في ذلك .والمؤتمر العام
اللكوّن بهذه الصيغة التمثيلية الاولية هى الذي يختار اللجنة التنفيذية أي القيادة العليا للحركة
الوطنية؛ بالانتخابء واللجنة تنتخب رئيسها. وفي عقد الثلاثينات: قررت اللجنة التنفيذية حت
الوطنيين على تشكيل احزاب تمثل تياراتهم المتعدّدة, فتشكلت بضعة أحزاب كبيرة واخرى صغيرة,
واجتمع ممثلو قيادات الاحزاب فاختاروا اللجنة التنفيذية. وفي اختيار المؤتمر العام أى هيئة قيادة
الاحزاب للقيادة الولنية العلياء كانت تتم, بالطبع, المراعاة الكاملة للاستحقاقات التقليدية: لمكانة
القائد الاجتماعية أى الدينية اى الاقتصادية, لتمثيل مختلف التيارات المستجدّة, ولتمثيل مختلة
المناطق. وفي أكثر من مرة؛ عرّرْت القيادة صفتها التمثيلية أو مظاهر تأييد الجمهور لسياستها بعقد
مؤتمرات تمثل قطاعات من الجمهورء فانعقدت مؤتمرات عامة للجان القومية في المدن ومثلها للجان
القومية في القرى» كما انعقدت مؤتمرات عامة للشباب أو للنساءء أو للتجار واصحاب المهن الاخرى:
من دون ان يصل الامر في أي مرة الى حد اتتخاب المندوبين الى هذه المؤتمرات من جمهورهم
بالتصويت العام. واذا كانت الهيئات الوطنية ضمّت» على الدوام» أغلبية؛ كبيرة أو محدودة؛ حسب
الاحوالء موالين للقيادة الوطنية النافذة, فقد ضمّتء على الدوامء أيضاً كتلاً وتيارات تعارض هذه
القيادة عن يمينها أى عن يسارها. وانسحب هذا الوضع على التشكيلات المسلّحة, فكان منها ما هو
تابع كلية للقيادة وما هو معارض لها . وي تفسير ذلك ترب أسباب عديدة:؛ منها اقرار الحركة الوطنية
بالتعددية التي تعكس تنوع المصالح؛ ومنهاء أيضاً؛ وجود سلطات الاتتداب والعدو الصهيوني الذين
يشجعون المعارضة بهدف اضعاف الحركة الوطنية وزعزعة صفوفها والتأثير على مكانة قيادتها
وتفوذها.
3 اشؤُون فلسطزية العدد +97 - 5754 آب ( اغسطس ) أيلول ( سبتمير) 153515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10281 (4 views)