شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 10)
- المحتوى
-
الديمقراطية الفلسطينية ف الممارسة
الروايط الفاسطينية انشئت بمبادرة قوى معارضة أو غير معنية بأن تتطابق مواقفها مع مواقف
النظامء وخصوصاً في مسالة الحريات الديمقرطية. وتشدّد المؤسسون في مقاومة تدخل أجهزة السلطة
في شؤون روابطهم, وفي اختيار قيادات الروابط بالانتخاب المباشر السري بصورة تكاد تكون مثالية,
وتجلى أثر هذه المقاومة وصمودها ونجاعتها في نتائج الانتخابات. ففي كل الدورات الانتخابية جاء الى
قيادة الروابط ناس من غير الموالين للنظام, ولم تقلح جهود السلطة في منع وصولهم أو في اسقاطهم في
الانتخابات التالية. وعندما تشكّل الاتخاد العام من مجموع الروابط؛ في العام :١1109 ظفرت
المعارضة بأغلبية كبيرة من مقاعد قيادته؛ مثلما احتفظت بالاغلبية في قيادات الفروع. وتكرّر الامر في
السنوات التالية من عمر الجمهورية العربية المتحدة, وما بعدها.
لا يعني هذا القول ان الامر كان على ما يرام في كل مكان وفي كل تجربة. فقد شهدت الساحات
الفلسطينية المشئّتة تجارب علنية من النوع الآخرء نسجت على منوال ما كان يجرى حولها في بلدان
اللجوء. فقد انشيء في كل من قطاع غزة وسورياء في عهد وحدتها مع مصرء اتحاد قومي فلسطيني؛ على
غراى الاتحاد القومي العربي. وعرف الاردن وغيره تكتلات فلسطينية موالية للانظمة ومفتقدة لأسس
التنظيم الديمقراطي. بل ان الهيئة العربية العليا لفلسطينء التي تواصل بعض نشاطها بعد النكبة,
احتفظت بتشكيلها كما كان عليه قبل العام /154» وتعززت فيها سلطة الرئيس الزعيم, ولم تقم بأي
شىء لتعزين تمثيلها لجمهورهاء لا بالانتخابات ولا بغبيها حتى من الوسائل الاولية التي اتبعت في
الماضي.
وقد تزامن انشاء الاتحادات العلنية مع انشاء المنظمات السرية التي كانت في عقد الخمسينات
كثيرة العددء وهي كثرة عكست تأثير التشنّت بمقدار ما عكست تعدد الآراء والتيارات, والتي كان
أغلبها صغير الحجم. وقد أمكن لعدد من هذه المنظمات أن يستمر ويتطور ويكير فيشتهر بالاسماء
التي عرفت في عقد الستينات. في هذه المنظمات, تباينت اشكال الممارسة حين تعاق الامر بديمقراطية
التنظيم وتفاوتت؛ فكان منها من اعتمد الصيغ التقليدية التي عرفت من قبل فتشكل حول شخص
أو نواة من الاشخاص المقتدرين؛ وقام على أساس الثقة بهم والولاء لهم؛ ولم يعرف من أشكال
الممريسة الديمقراطية الا أقلهاء وهو صيغة اتخاذ القرارات في القيادة بالتصويت. كما كان منها من
تمثّل روح العصر وعرف ممارسات ديمقراطية أرقىء وان تأدّرتء جميعهاء بمقتضيات السرية: فحال
ذلك دون توطد الممارسة الديمقراطية داخلهاء وأدىء بين ما أذّى اليهء الى تغليب الاعتماد على الثقة
الشخصية: وتغليب الولاءات المبنية على هذا الاساس. أمّا الناشطون من أعضاء المنظمات السرية في
الاتحادات العلنية, فكانوا ملزمين, بالطبع باتباع الصيغ الديمقراطية المعتمدة في الاتحادات. واذا
توقفنا عند تجربة حركة «فتح» الاولى» باعتبارها التنظيم الذي سيصير له أكبر دور في م.ت.ف.»
فيجب ان نتذكر ان خبرة معظم مؤسسيها وقادتها اللاحقين حملت؛ في ما يتعلق بالديمقراطية» تأثيرات
من تجريتهم في الاتحادات, وخصوصاً اتحاد الطلاب: ومن تجاريهم الحزبية السابقة على «فتح»»
مثلما حملت آثار العمل السري الذي لجؤوا اليه عند تشكيل فصيلهم الجديدء فجاءت الحصيلة
خليطاً من هذه التجارب.
صراع الارادات العربية
في هذه الظروف التي تحول فيها التململ الفلسطيني باتجاه بناء الكيان الوطني الجديد الى تيار
حازم الارادة» نشأت أوضاع وجد فيها تيار عربي راغب في تحقيق الهدف ذاته لأسياب
العدد +5؟ 184, آب ( أغسطس ) أيلول ( سيتمير ) 1551 لُوُون فلسطزية 9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2096 (11 views)