شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 14)
- المحتوى
-
الديمقراطية الفلسطينية في الممارسة
بين القوى الفلسطينية كافة. واذا كانت الاتصالات التي تعجلت انشاء المنظمة لم تتح الوقت الكافي
لتحقيق هذا التوافق» فان الطموح ذاته يقي بعد التأسيس وما اعتوره من سلبيات؛ وظظل يفعل فعله.
هنا تبرز حقيقة ان التوافق الارادي مطلوب لانجاح أي تحالف من أي نوع؛ سواء في تنظيم واحد أى
تجمّع تنظيمات أو جبهة وطنية» ولكن مشروع م.ت.ف. لم يكن مجرد شيء من هذا القبيل فحسبء بل
كان أكبر, وكان لا بد من التغلّب على عقبات لاحصر لها قبل الوصول اليه. وقد تطلّب الامر تحقيق
جملة متصلة من الخطوات؛ والمواءمة بين خصوصية الوضع وعموميته والتداخل القائم بينهما حتى
يتوافق الجميع على العيش في كيان واحد.
ولأن من المستحيلء حتى في كيان له أهمية الكيان الفلسطيني وواجباته التحررية الكبيرة؛ تذويب
الفروقات القائمة في المجتمع والمنعكسة في بناه السياسية؛ ثم لأن تأثير هذه الفروقات يشتد في الساحة
الفلسطينية بوجوب أطراف كثيرة جاهزة لاستغلالهاء فقد اشتدت الحاجة الى التوافق الطوعىء أولنقل
الى الالتزام الارادي لكي تقوم المنظمة؛ ثم لكي تنشطء ثم لكي تتطور وتلعب الدورين المنوطين بهاء
كهيكة سياسية وككيان في آن.
والواقع: كما أظهرته التجرية؛ ان انشاء المنظمة؛ في حد ذاته, كان هو المكسب الاكبر الذي حققه
شعب فلسطين منذ تشرده. أمّا العثرات التي واجهتها المنظمة, منذ تأسيسها في العام ١178 حتى
قيام حرب حزيران ( يونيى) 2157177 فكانت كبيرة» وكان من الطبيعي ان لا تكون المنجزات المتحقّقة
على الارض كثيرة» اذا ما راعينا حجم الاعتراضات الفلسطينية المتنوعة؛ والمصاعب العربية؛ والعداء
الاسرائيلي.
لقد أفرزت الشروط التي تأ سّست فيها | المنظمة قيادة تمكّلت أغلبيتها التجرية الديمقراطية
للحركة الوطنية الفلسطينية قبل العام 2155/4 وأضافت اليها الموقف المعادي أو غير المحبّد للحزبية,
أي للتعددية؛ والميال الى الهيئات ذات التكوين الفضفاض أو الهلامي؛ حيث يتم التستر على الفروقات
الحقيقية بالتشبت بالشعارات العامة واستدراج الولاء الجماهيري لاشخاص القادة. وضمّت القيادة,
بحكم شروط النشأة, أيضاً. أقلية من ممثلي القوى المستجدة التي حملت طموحات بتثوير المنظمة
واقامة هياكل تنظيمية ديمقراطية تدعمها. ومنذ البداية؛ نشب الصراع بين الجانبين» وأثمر هذا
الصراع منجزات ت قليلة تمثّلت في حمل المنظمة على انشاء ما عرف باسم التنظيم الشعبي الذي يجرى
بناؤه بالانتخاب من قبل المنتسبين اليه طوعاًء وحملهاء كذلك: على تشجيع تطوير الاتحادات القائمة
وانشاء اتحادات قطاعية جديدة. غير ان الغلبة تحققت, في نهاية المطافء للاغلبية المحافظة؛ فبهت
دور التنظيم الشعبي وتوقف تطوره عند خطوات التأسيس الاولىء ووجدت الاتحادات القائمة نفسها
في صراع» من هذا النوع أوذاك؛: حول هذه المسألة أو تلك؛ مع المتنفذين في القيادة. ويالاجمال؛ لم
تتمكن قيادة المنظمة من اجتذاب القوى الفلسطينية المشبعة بروح عصرهاء والرافضة لأسس الولاء
الشخصي أو البلدي أو العشائري؛ كما لم تنجح في اجتذاب القوى الراغبة في العمل المسلّح والتي
شرع بعضها في ممارسة هذا العمل بالفعل مع مطلع العام ١141 وهكذا بقيت قوى فلسطينية كثيرة
وهامة خارج اطار المنظمة ومعارضة لسياسة قيادتهاء وأظهرت قوى من التي عملت في اطار المنظمة
ضيقها بممارسات القيادة, وانصبٌ جانب كبير من الانتقادات على غياب السلوك الديمقراطي في
العلاقات داخل 'م.ت.ف. والتصرّقات الفردية لقيادتهاء وكان الكثير من هذه الانتقادات» الى
العدد +57 554؛ آب ( أغسطس ) أيلول ( سبتمبر ) 1557 تين فلسطزية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 13628 (4 views)