شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 15)
- المحتوى
-
فيصل حوراني سس
حدّ ماء صحيحاً.
فلما وقعت حرب العام 1971 وتلاها الانطلاق الواسع لمنظمات العمل المسلّحء أى الفدائي»
أصبحت الدول العربية بما فيها التي عادت المنظمات الفدائية قبل العام /1171, بحاجة لهذا العمل,
ووجد فلسطينيون كثيرون أنقسهم منجذبين الى ساحة العمل الوطني. وبالشعبية المتحقّقة للعمل
الفدائي والنفوذ المتحقّق لمنظماته, تمكن العمل الوطني الفلسطيني من كسر العديد من القيود التي
كانت تحد من الاتصال بين التجمّعات الفلسطينية. وظفر العاملون في هذا الحقل بامكانيات كثيرة
للتنقلء فساعد ذلك على بلورة حركة شعبية عامة وواسعة ملتفة حول منظمات العمل الفدائى.
واتجهت الانظار فوراً للاستفادة من كيان م.ت.ف. الشرعي ليصبح اطاراً لهذه الحركة؛ وعنى هذا
أن يتولى قادة العمل الفدائي قيادة المنظمة وهذا ما تم بين العامين ١5748 و535١, حين تنحّى
المريحوم أحمد الشقيري عن رئاسة المنظمة وحل محله رئيس موّقت. ثم تقدّم «حملة البنادق» لأخذ
مكان الصدارة في الكيان الفلسطيني.
حتى هناء كان الجميع قد تعلم ان الالتزام الطوعي هى حجر الزاوية في بناء م.ت.ف. كله
وتفعيل نشاطهاء سواء تعلّق الامر بدورها كجبهة سياسية أو ككيان. ومنذ انتقال حملة البنادق
الى صدارة الصورة وانجذاب الأحزاب والمنظمات السياسية الى العمل المسلّح وتحولها الى
منظمات فدائية» وما تبع ذلك من تعاظم المسؤوليات وتعاظم المخاطر, تركز البحث في وسائل
تحقيق هذا الالتزام.
على ان 'الحوارات الجادة التي شهدتها الساحة الفلسطينية بين يدي انتقال حملة الينادق
الى قيادتها وبعد هذا الانتقال» استهدفت, في المقام الاول» تحقيق التطابق بين الحجم الآخذ في
الاتساع للحركة الوطنية والقوى الشعبية التي تدعمها وبين الاطار الذي يضمها وهو م.ت.ف.
وكانت هذه. في جوهرهاء عملية ديمقراطية. بصرف النظر عن الصيغ التي تمت يها وسواء
تطايقت هذه الصيغ من احدت الممارسات الديمقراطية اى اتخذت اشكالاً تقليدية. واذا ما توخينا
الايجان هناء فانه يصح القول ان أهم مجريات هذه العملية الكبيرة. كان تحقيق مطلب انتقال
حملة البنادق الى قيادة المنظمة وحلولهم محل قيادتها التقليدية. وكان هذا يعني» في حسابات
القوى القائمة, ان تتولّ «فتح»: وهي أكبر المنظمات الفدائية, القسط الاوفر من المسؤولية» وان
ينشا تحالف يضم المنظمات كافة. وكانت «فتح» تضم خليطاً من الآراء والتيارات: بيتما وجدت
منظمات انبثقت مباشرة عن احزاب أ كانت في ذاتها احزاباً سياسية تحولت الى منظمات فدائية»
فكانت في داخلها أشدّ تجانساً ولكنها كانت اصغر من «فتح». وهكذا احتدم الجدلء أساساًء
داخل «فتح»؛ وكان فيها من يرى ان مجيء «فتح» الى اطار م.ت.ف. خطيكة. كان هذا الرأي»
في جوهره» رأياً متهيباً من العمل السياسيء وغير محبّذ للتحالف الوطني الذي سيفرضه الوجود
داخل المنظمة2 أي غير ديمقراطي. . وبعد عملية حوارات واسعة داخل «فتح», حسم الامر في
المنظمة الكبيرة لصالح الانتقال الى م.ت.ف. ولصالح التحالف مع الآخرين.
وقبل اتمام الاجراءات الدستورية لعملية الانتقال» أجريت مشاورات واسعة بين المنظمات
الفدائية والاوساط المعنية الاخرى, وتركز جزء من هذه المشاورات؛ جزء هام منها في واقع الامن
حول المسائل ذات الصلة بالممارسة الديمقراطية» وتمٌّء بنتيجتهاء تثبيت أمرين في غاية الاهمية:
مبدا! الالتزام الطوعي والتعددية: مثلما تمّ تحديد أسس تمثيل الاطراف المتعدّدة في
1 ون فلسطزية العدد 77 - 555, آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمبر) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1272 (15 views)