شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 71)
- المحتوى
-
عوض خليل حل
مواقف الفصائل الاخرى بطرح برنامج اتطوى على اضفاء طايع قومي على الاسرائيليين. وفي لحظة
مبكرةء في حزيران ( يونيى ) ١1577 أي قبل أن تنفصل الجبهة الديمقراطية عن الجبهة الشعبية(4),
اقترب نايف حواتمه من الدعوة لقيام دولة ثنائية القومية في فلسطين. فقد طالبء في لقاء له مع صحيفة
«لوموند» الفرنسية:» باقامة دولة ديمقراطية وشعبية في فلسطين «تضم العرب واليهود في اطار نظام
اشتراكي: مع حق كل جماعة في الاحتفاظ بثقافتها الخاصة والعمل على تنميتها»» وذكر «انه ليس
هناك ثمة مشكلة بالنسبة [الى] الشكل الدستوري للدولة الجديدة؛ فبامكانها التبصّر بالنموذج
اليوغسسلافي» وايجاد حكومتين مستقلتين ترتبطان د بسلطة واحدة في مجالات الاقتصاد والامن
والسياسة الخارجية»(5) . كما دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطينء في الاول من ايلول
( سبتمبر) 1555, الى «النضال من أجل حلّ ديمقراطي شعبي للمسألة الفلسطينية والمسألة
الاسرائيلية»: يقوم على ازالة الكيان الصهيوني ممثلاً بمؤسسات الدولة كافة «الجيشء الادارة
والبوليس» والمؤفسسات السياسية والنقابية الشوفينية والصهيونية كافة: و«انشاء دولة فلسطينية
ديمقراطية شعبية يعيش فيها العرب واليهود [من] دون تمييزء ودولة ضد الوان القهر الطبقي والقومي
كافة؛ مع اعطاء الحق لكل من العرب واليهود في تنمية وتطوير الثقافة الوطنية لكل منهماء(” ).
وتميّزت الجبهة الديمقراطية: في حينه؛ بأنها الفصيل الوحيد الذي بادر الى توجيه دعوة مباشرة
ل كافة «العناصر والتجمعات الاسرائيلية واليهودية المعادية للصهيونية والاميريالية كافة؛ الى
الالتفاف حول هذا الحل والتضال المشترك الفلسطيني المسلح والجماهيري من أجل تنفيذ هذا الحل
الديمقراطي الثوري.(١2). كما بادرت باجراء أول حوار مع منظمة اسرائيلية» هي منظمة «ماتسبن»,
في العام 19535. وأكد حواتمه على «حق العرب واليهود في تطوير ثقاقتهم الوطنية ضمن نهج تقدمي
وديمقراطي ينزع عن الثقافة العربية النهج العنصري والرجعي تجاه اليهود» وينزع عن اليهود النهج
العنصري والرجعي ممثلاً بالثقافة الصهيونية»: واعترف «بشرعية اعتيار اليهوبية كثقافة للتجمعات
اليهودية» وبيشكل خاص للتجمع الاسرائيلي الموجود على أرض فلسطين. وبشكل خاص الجيل الذي
ولد بعد العام 5544١؛ ونشأ على الارض الفلسطينية. ولهذا الجيل «الحقء في تقديرناء بالعيش المشترك
والمساواة التامة في الحقوق والواجبات مع شعب فلسطين: في ظل دولة ترفض ألوان القهر الطبقي أى
القومي كافة»90).
وهكذاء فان تغييراً هامًاً أجري في الفكر السياسي الفلسطينيء لم يتجاوز سقف برنامج تحرير
فلسطين واقامة دولة ديمقراطية مكانها على رافعة الكفاح المسلح الفلسطيني ورفض كل الحلول
السلمية» لكنه كان تغييراً جوهرياً في التمييز بين كل من اليهود والصهاينة والاسرائيليين» وفي اعتبار
اليهود الموجودين في فلسطين, سواء من هم من أصل فلسطيني, أومن جاءوا اليهاء جزءاً من المجتمع
الفلسطيني المقبل في اطار دولة فقلسطينية ديمقراطية. وبدأت فكرة تحرير فلسطين وازالة اسرائيل
تأخذ معنى جديداً يقوم على تجريد الاسرائيليين من ايديولوجيتهم الصهيونية وتحطيم المؤسسات
الصهيونية والنظم والادارات والمؤسسات والاجهزة لدولة اسرائيل. وتلمسش بعض القوى طريقه
للاعتراف بان الاسرائيليين يتميزون بخصائص قومية تتطلب الاعتراف بحقوقهم وثقافتهم في اطار
التعايش ضمن الدولة الديمقراطية. وساعد ذلك كله على بداية فتح قنوات اتصال مع قوى اسرائيلية.
وكانت المعضلة؛ في هذا السياق» ان القوى الاسرائيلية التي كان يتطلع الفلسطينيون الى الاتصال
بهاء ضمن شروط اتفاقها على مواقفهمء. كانت ضعيفة. فلم تلق فكرة الدولة الديمقراطية قبو عند
الغالبية العظمى من القوى الاسرائيلية» بما في ذلك الحزب الشيوعي الاسرائيلي (راكح). في هذا
07 نون فلسطيزية العدد 57 14؟, آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمبر) 19515 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6630 (5 views)