شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 82)
- المحتوى
-
م.ت.ف. والانتخابات الاسرائيلية...
الوطني الفلسطيني في دورته العام 1537/7 بخصوص العلاقة مع بعض القوى اليهودية. فقد شهدت
عناصر الرفض السابق لديها قدراً كبيراً من التآكلء وتبدّد بعضها مع متعطفات المسيرة. الأهم من
ذلك» أن الخط المتشدّد في م.ت.ف. والذي تمثّل الجبهة الشعبية احد رموزه, بات خطأ ضعيفاً لا
يشكّل تهديداً كبيراً على تيار الواقعية السياسية الذي يحتل وزتاً حاسماً فيها.
بدوره» لم يكن موقف تيار الواقعية في ترحيبه الضمني والمباشر بنتائج الانتخابات الاسرائيلية
خالياً لدى بعض الاطراف والقيادات من تناقض في الموقف نفسه؛ كما كان هناك تبايناً واضحاً بين
بعضها والبعض الآخر, اضافة الى ان مجمل هذا التيار حاول تغطية مواقفه بقدر من الحذر, واحياناً
التشكيك لأهداف سياسية وجماهيرية مباشرة.
في هذا النطاق» كان الرئيس الفلسطيني؛ عرفات, من أبرز المشكّكين بنوايا رأبين. فحاول التميين
باستمرارء بين نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي أكدت رغبة الناخب الاسرائيلي وبين رابين الذي قد
يحاول الالتفاف على هذه الرغبة. وقال؛ ان رابين يقدّم «أكثر من اشارة ودليل على ان خطاب الوصول
الى السلطة شيء وخطاب السلطة شيء آخر»ء واعتبر أن رابين اصبح «الآن» هو رمن الاحتلال ورمز
العدوان؛ فحزيه هو الذي ضمٌ القدس والجولان» وارتكب كثيراً من الجرائم ضد شعبنا وأرضنا
ومقدّساتنا كلها», وحذّر من ان «اصابع رابين تتحرّك في الخفاء ساعية لدقّ اسفين: بل وأسافين بين
الاطراف العربية المشاركة في موتمر السلام»7"”). هذا التشدّد الواضح ازاء رابين ريما كان لأسباب
تتعلّق بضرورة الحفاظ على عناصر الحذر قائمة في الوضع الفلسطيني في مواجهة أية احتمالات سلبية
لخطوات حكومة رابين القائمة؛ كما قد يكون لغرض تكتيف الضغط على رابين في إطار جهود مواصلة
مفاوضات السلام. وجوهر الامرء ان الرئيس الفلسطيني الذي أعلن استعداده للاجتماع مع رابين
يحاول ان يضع هذا الاخير أمام تحدي: «هل سيكون رابين ديغول آخر يصنع معي السلام كما صنع
ديغول السلام مع الجزائريين؟,(08).
وباستثناء محدوب» فان عنصري التشكيك والحذر من سياسة رابين شكّلا قاسماً مشتر . كأ لدي
معظم القوى والقيادات الفلسطينية في م.ت.ف. التي رأت في نتائج الانتخايات تغييراً ايجابياً هاماً.
وعلى سبيل الذكر لا الحصي, اعتبر حواتمة ان «رابين يعملء الآن؛ على محاصرة وتطويق نتائج
الانتخابات الاسرائيلية,» يهدف اخضاعها لبرقامج «صقور» حزب العمل الذي يتزعمه: والذي يطلق
عليه شمعون ببرس تعبير «برنامج الليكودب سا نب » )05 .ورأى بشير البرغوثي «ان الحكومة الاسرائيلية
[الجديدة] لم تضع شيئاً على طاولة المفاوضات بعد حتى يحكم عليها. وما طرحته؛ إِنّْ في بيانها
الوزاري أو من خلال تصريحات رئيسهاء يشير الى أن الهوة ما زالت كبيرة وعميقة بين موقفها وموقفنا
حتى ولى بدت فوهة الهوة مغطاة بالورود»(""). لكن عضى اللجنة التنفيذية (ابى مازن)؛ وجد أن
الخطاب الذي ألقاه رابينء بعد فوزه في الانتخابات أمام الكنيست, تضمُن «نقطتين ايجابيتين»
وخصوصاً التزامه باقامة نظام للحكم الذاتي في الأرض الفلسطينية المحتطة. وقال: «ان رابين تطرّق»
في كلمته؛ الى موضوعين اساسيين هما: نقل السلطة للحكم الذاتي الانتقالي والانتخابات في الارض
المحتلة». وأوضح ان «هاتين النقطتين ايجابيتين؛ ويجب أن تكونا الموضوعين الاساسيين في المقاوضات
لثنائية العربية الاسرائيلية»(13),
والواقع؛ ان تصريح (أبى مازن) هذاء بالرغم من انة يبدى استثناءاً في إطار ربو الفعل
الفلسطينية التي اتسمت بوجه عام بالحذر الا انه يشكّل الاتجاه الغالب في المنظمة: وهو
العدد 757 7718 آب ( اغسطس ) - أيلول ( سبتمين) ١557 يون فلعطيزية 3م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)