شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 46)
- المحتوى
-
رواية الانتفاضة
على انسان الانتفاضة ان يدرك ان الفرصة تكون سانحة للغرب لتمزيق العرب في حالة واحدة هي
حالة الفرقة التي نعيشها. فالهزيمة أتت ليس لأن قدراتنا أقل من ارادتناء ولكن لأن قدراتنا أقل من
تماسكنا؛ وهو ما أدركته احدى نساء الارض المحتلة حين صاحت: « هم العرب لو انهم أيد واحدة
كان ما عمر دولة أجنبية هزمتهم»(04.
بيد ان أهمّ صور الانتفاضة على الاطلاق تظل ارادة الشعب الفلسطيني. وهي الارادة التي تزيد
مرجل الغضبء وتسعى بامكاناتها الذاتية» الى تحدّي عدى غادر مدجج بالسلاح من قمّة رأسه الى
أخمص قدميه.
وبعد ان كان يردّدء من قبل, المثل الفلسطيني «كف ما بتلاطم مخرن»؛ برهنت الحركة الشعبية
الآن على خطأ هذا المثل. فالمواجية الفعلية عند محمد وتد تأخذ شكلاً متحدياً حتى لتقايل جثة
الشهيد «بزغاريد الانتفاضة», وهوما نراه في عديد من المواقف, كصياح الشيخ في المختار المتخاذل:
« -وتقول الحيط الحيط... بعد ان قلت كف ما يلاطم مخرز هل هذه شهادة المخترة!».
وظهرت صورة الارادة في موقف الفدائى جابر في رواية «الجراد...»؛ اذ تيقن جلادوه؛ بعد
جرعات هائلة من العذاب» انه لن يعترف على زملائه, فراحوا يصرخون فيه من آن الى آخر:
« - أنت راسك عنيد... وراسك يابس... وين اصحابك؟ احكي ويتخْلّيك تروح عند أولادك».
ويعود صوت جابر بسرعة: « - أنا معرفش ولا إشي»(*'). لقد قرّر جابر ان يموت ولا يوشي بزملائه: مما
دفع الجنوب المسلّحين الى ان يشيروا الى المعتقلين» ويصيحون في أسى: « هدول كلهم نفس الشيء...
رأسهم يابس»().
علامات فنية
ولا يمكن ان ننتهي من بعض صور الانتفاضة دون ان نشير الى بعض هذه الصور, عبر
التشكيل الدلالي في النص الروائي
اننا في نص «الانتفاضة».: بوجه خاصء ازاء علامات فنية تفوق الحصرء بدءاً من العنوان؛ وصول
الى النهاية المفتوحة, مروراً بكل الملامح الفنية التي تثري المضمونء..كاستخدام التراثء وكثافة
استخدام العامية الفلسطيتية؛ وتناثر الأغاني الشعبية والامثلة العامة, والاضفاء الملحميء وتميّز
الاسلوبء وتعدّد الرمنء وتكاثر أشكال الصيغة: الى غير ذلك مما يمكن به الاقتراب أكثر من دلالة
المعنى. وسوف نكتفيء هناء بثلاثة فقط من هذه الملامح التي يمكن ترتيبها على النحى التالي:
التراث
ان استخدام التراث لا يأتي منفصلاً عن الحس القومي؛ اذ ان ايثار التراث؛ وخاصة النواحي
الاسلويية: يمنح صاحبه حرصاً على الهوية وإيثاراً لها .ولِعلٌ أميل حبيبي (سنوات ما قبل الانتفاضة)
كان أكثر الروائيين القلسطينيين استخداماً لهذا الحس . وتعدّدت صوره في أعماله وتباينت بين شكل
السخرية وعبر المقامات وحول الاستقلال النسبي لمغامرات البطل وإيثار الاسناد الشكي التقليدي
المعروف في علم الحديث «كتب الى سعيد...», ثمٌ تطريز النص بكتابات الجاحظ وابن عبد ريه والقرآن
الكريم.
وقد كان الواقع تحت نير الاحتلال يفرض على رواية الانتفاضة الاستجابة لهذا الخيار
العدد 957-518-/117؟, تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الآول (ديسمير) 1597 شين فلسطزية 50 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 737 (19 views)