شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 47)
المحتوى
د. مصطفى عبدالغئي سح
الوحيد (التراث) للتمسّك بالهوية العربية. فنحن في «زغاريد الانتفاضة» ازاء هذا الحس القومي
المتوتب, النابع من التراث والملامح الشعبية. فالبطل» هناء ليس شخصاً بذاته درغم أننا لا نعدم
ابطالاً كثيرين...». وانما البطل هو الانتفاضة نفسهاء لتتسع دوائر الأفعال الايجابية حتى نصل الى
المقاومة المسلّحة.
لقد أطلق محمد وتد «زغاريده» في بانوراما شاملة في عوالم التجربة النضالية المتجددة في
الانتفاضة الشعبية, «فعكست حالة اسطورية راقية تجِسّدت في عزيمة ابطالها ويطولاتها الخارقة
التي وإِنْ أدّت الى الموتء الا انها تظل تمثّل لعبة جماعية تلعبها الارادة في جموحها المتوهج مع ذاتها».
غير ان شحاتة راضي في روايته «الجراد...» يدا أكثر حرصاً بقيمة هذا التراث؛ بوجهه الشحبى؛
ومن ثم فهى استخدمء منذ البداية» ذلك الشكل الملحمي المعروف في التراث الشعبي ب «السيرة
الهلالية».
وا معروف أن الملحمة عند العرب ليست غير تعبير قومي. وهيء لذلكء تستلهم. دائماً » ماضياً
قومياً وبطولياً وجذوراً تأسيسية. انها تمثّل عالم بدايات وأزمنة قممء عالم الآباء المؤسسين. وانها
لفارقة خصبة أن يكون «الآباء اؤسسون للسيرة ة الفلسطينية هم أطقال الانتفاضة وشباب الثورة في
احضان قدامى المحاربين بطبيعة الحال»("). ان نصّور ويركات هما استمرارء على أعلى مستوى,
لعجاج والبرجاوي. وينطبق ذلك على سيرة عنترة وحمزة العرب والظاهر بيبرس والاميرة ذات الهمة.
كما ينطبق؛ بوضوح. على السيرة الهلالية: بطولات قومية في مراحل مختلفة من التكوّن ضد التمرّق
الداخلي في مواجهة الاغتصاب الاجنبي» سواء الفرسء أى الغارات الرومية» أى التتار أى الصليبيين»
أى الصليبيين الجدد الآن ‏ الصهيونيين. ويمكن ان نمضي في ذلك أكثر. حين نوغل في لعبة التناظر
والتشابه؛ لنرى الى أي حدّ تمثّلت الرواية السيرة الملحمية وعيّرت بها عن الراهن عبر نص يمضي الى
صيرورة اسطورية, لكنه لا يجاوز الواقع قط.
الأغانى الوطنية
والأغاني الشعبية في الارض ال محتلة لم تنل الاهتمام الكافي حتى اليوم. فالى جانب انها تضرب
في جذور التاريخ» فهي تضربء كذلك, في جذور النفس البشرية؛ في مواجهتها لقوى الاحتلال. انها نتاج
هذا المد الشعبي بكل ما فيه. ويلاحظ هناء أن الأغنية الشعبية تتحلق» في المقام الاول؛ حول الشهيد.
فهى يقابل بنازعين: الأسى والفرحء البكاء والزغاريد. نحنء اذاًء أمام أغاني شعبية تقترب من نبرة
«التعديد» في الريف العربي. ان «زغاريد الانتفاضة» هي العزاء الذي يعيش فيه أهل خرية الزبداوي
أمام رحيل «ابى العبد»؛ وفي «الجراد...» أمام الموقف المروّع الذي يقفه آهل مدينة مثل نايلس أمام
رحيل أشجع ابنائها نصّور, في اثناء تظاهر طلبة جامعة بيرزيت في مواجهة العنت الصهيوني. انناء
هناء أمام التياع الأم التي تتمتم بأسى بعد أهالة التراب على جسد الابن ‏ الشهيد:
«يا دار يا دار لوعدنا كما كذا... كما كا... لطليك يا دار بعد الشيد بالحمًا... بالحنًا...»
ومع توالي أيام الانتفاضة: وسقوط الشهداءء هدر صوت تقوسء الزوجة القلسطينية الصابرة,
فيما يشبه «التعديد»: «وأنا لا أبكي عليهم طول عمري... على اللي ما زعلوني بطول عمري...»
ويتوالى الحس الشعبي الملتاع في فورة انتفاضة جديدة؛ فيسقط نصور. فهذا الشاب الذي
استشهد في «الجراد...» يمكن ان تعبر عنه القريحة الشعبية المكلومة. فبينما يصيح الآخرون:
21 شيون فلسطزية العدد 257-554-/707/ء تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمير) 14517
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)