شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 61)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 61)
- المحتوى
-
راسم المدهون
الجائزة الاولى في مهرجان للمسرح العربي في المغرب, في العام 1577, نهضت على ثلاث
شخصيات فقط وديكور لم يتعد كرسياً نالا من تلك التي يستخدمها المقعدون الامر الذي
لفت انتباه النقاد العرب والأجانب, فكتبوا بكثير من الاعجاب عن ذلك العرض الذي صاغه
للمسرحية المخرج الفلسطيني خليل طافش.
وإزاء هذه المواصفات المتقشفة لمسرح معين؛ فإن الشاعر تقصد أن يقدم في حواراته الشعرية
المكثفة, والحادّة في الوقت عينه؛ تعويضاً فكرياً يشدّ انتباه المتفرجء ويمنحه شغف المتابعة. ان كثيراً
من حوارات الشاعر في مسرحياته وهي كلها مسرحيات شعرية أتى بمثابة قصائد جارحة في نقد
الواقع ويفنية عالية لا تسقط في الاطالة أى الرتابة ولا تفقد العمل صفة المسرحء كما حدث؛ ويحدث,
في أعمال مسرحية كتبها كثير من الشعراء. فالحوار عند معين غالباً ما أتى قصيراً مكثّفاً. ويندر أن
نعثر في حوارات شخوصه على مطولات ينسي فيها المؤلف نفسه ككاتب مسرحي ويتحول الى شاعر. وفي
هذاء فإن بعض الحوارات الطويلة نسبياً جاءت, باستمرار. منسجمة مع البناء الدرامي للحدث»
وأسهمت في تطويره وتصعيده: ولم تأت» أبداٌ » على حساية.
في مسرحية «شمشون ودليلة»: التي يشير اسمها الى الحكاية المعروفة, تعمّد الشاعر أن
يعيد ترتيب الشخوصء وحجم الادواره وأسماء الابطال. وفي مقابل الحكاية المعروفة التي منحت
شمشون دور البطولة التي انتهت بتحطيم المعبدء مطلقاً صيحته الشهيرة معلّ وعلى أعدائي»»
فين الشاعر كتب حكاية مسرحية جديدة من وحي هزيمة حزيران ( يونيى) 15717., وما أعقبها
من تفجّر المقاومة المسلّحة في وجه المحتلين, ٠ وشي المقاومة التي لا تدع لشمشون فرصة التقاط
الانفاس والتمتع بفاكهة انتصاره المسموم. «شمشون» في مسرحية معين لا يكاد يظهر إِلَا في
اللوحة الثانية من الجزء الثاني من النص. إنه يتوارى في جزء المسرحية الاول. وهى حين يحضر
يعلن عن حضوره من خلال مكبّر صوت يدعو سكان العربة رمز العرب الى الاستسلام وعدم
المقاومة. ولعل الشاعر قصد بذلك الترميز للاحتلال الذي لم تجر بينه وبين الجماهير العربية أية
مواجهة مباشرة في العام 19717. وهى إذ أعلن عن وجوده من خلال مكيّر صوتء إنما فعل ذلك
كرمز متعاكس مع الاذاعات العربية التي كانت تذيع أناشيد الانتصار والأغاني الحماسية
اللاهية. قالشاعر إذ استعار شخوصه من التاريخ أى من حكايات شهيرة؛ أعاد تكوين هذه
الشخوص ملمحاً وفكراًء وكأنه لا يريد أن تأتي استعارته حرفية تقليدية» بل يريدها متفاعلة
خاضعة لمنطق الحياة. حيث البشر يقبلون التطور والنموء كما يقبلون التراجع. انها شخصيات
افتراضية؛ أكثر منها استحضارات مباشرة. ونعتقد بأن منبع هذه الرغبة» يكمن في انتقال هذه
الشخوص من ماض سحيق ويمواصفات حضارية وفكرية معيّنة إلى راهن حديث يفترض
مواصفات حضارية أخّرىء وحيث بين الزمانين تتحرّك ملامح التغيير
هذه «اللعية» التقنية نجدها بوضوح شديد في «شمشون ودبليلة». حيث عمد الشاعر ان يضع
ضمشون وبليلة (شخصيتين من الحكاية القديمة) في مواجهة شخوص من العصر الراهن (ريم,
عاصم, الأب, الأم) . أي أنه تقصّد ان يضع شمشون اليهوديء الطالع فكراً وعقلاً من ظلام العصور
القديمة؛ في مواجهة أبطال ينتمون الى الحياة بكل تطوّرها وحركتها الدائبة. وفي ذلك إشارة واضحة
الى الصراع الذي احتدمء ولا يزالء في فلسطين بين منطقين متضاريين: منطق الحلم التوراتي
والمشاريع اللاهوتية التي لا تسندها حجة ولا تتماشى مع منطق العصي وبين جموع الشعب
الفلسطيني بوعيها الوطني الطالع من زماننا الحاضرء زمان تحرر الشعوب؛ وتقرير مصيرها بحرية.
1941 شين فلسطرزية العدد 5-770-/51, تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمير)- كانون الأول (ديسمير) ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10399 (4 views)