شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 64)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 64)
- المحتوى
-
أماكن المافى في الرواية الكتفانية
علاقاتها وتحولاتها الد لالية
عبد الرحمن يسيسو
تتداخل النصوص الروائية لغسان كنفانى لتشكّلء عبر تضافر شفراتها وتشايك علاقاتها
وتفاعلها المفتوح» سياقها الخاصء في إطار السياق العام للرواية الفلسطينية؛ الذاهبة نحى تأسيس
مسارها داخل السياق العام للرواية العربية؛ والعالمية أيضاً. وتتأكد جدارة هذا الافتراض حين
نتعاملء مباشرةء مع النصوص الروائية الناجزة لغسان كنقاني؛ الاربع الروايات المعروقة(') والتى
كان غسان قد أتمّها ونشرها قبل استشهاده: فلقد جاءت كل واحدة من هذه الروايات وهى تحمل
سؤالهاء وتترك الاجاية عنه مفتوحة, لنعثر عليهاء أو على اتجاه البحث عنهاء في الرواية التالية: فأبطال
الرواية الاولى «رجال في الشمس» المقتلعون لتوهم من الوطنء والمقذوف بهم الى شراسة المنفىء
والمدفوعون؛ قسراً وعنتاًء الى الانخراط فيه يتساءلون عن علّة وجودهم في هذا الكون» ويبحثون تحت
ضغط الضرورات الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية والسياسية... الخ. عن حلول فردية لمآسيهم
التي نظروا اليها على نحوفرديء فيذهب بحثهم نحو الاتجاه الذي تفرضه طبيعة هذه النظرة الفردية؛
اتجاه الانخراط في المنفى: والبحث عن منفى آخر في المذقى: اتجاه يسير في الاتجاه المعاكس للوطن,
وهى مسكون بوعي عاجز عن وعي عقابيل الاذعان لسطوة القوى المروجة لفكرة وجود علّة للوجود,
ولبناء المستقبل الفردي أو الجماعي» خارج الوطن؛ وخارج الانخراط في حركة جماعية تعمل» بد أب»
من اجل استعادته وبناء مستقبله ومستقبل الانسان فيه . وإذ تنتهي «رجال في الشمس» بموت رجالها
الشلاثة داخل م«خزان» وهم يحاولون اجتيان «الحدوب» البعيدة عن «حدود» الوطنء نهاية فعلية,
منطقية» لرواية درامية ولسار الاحداث فيهاء فإنهاء أي الرواية؛ تعود لتحفر مساراً جديد ا ينطلق من
نهايتهاء من الموت لتلقى عبر مفصلها الاخير: القبر بالجثث الثلاث في «مزبلة» في عراء الصحراء
ومحرقة الشمسء ولتغرس سؤالها في صحراء الذات الفلسطينية الهارية» وفي الكون: «لاذا لم تدقوا
جدران الخزان؛ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟2(2). وهى السؤال الفكرة التي
تنزلق من رأس أبي الخيزران سائق الشاحنة. لتتدحرج على لسانهء ولتبدا «الصحراء كلها تردد
الصدى»().
ينسل سؤال النهاية الثانية للرواية الاولى: «رجال في الشمس» ليحفر لنفسه مساراً في الرواية
الثانية: «ما تبقى لكم», بحيث يتطور الآخر من مجرد السؤال عن علّة الوجود» وعن مسارب البحث
عن مستقيل في المنفى: وعن الموت الذي نجم عن العجز عن دق جدران الخزان القبر, الى السؤال
عن الهوية: مَنْ أنا؛ وهو سؤال مسكون بالاسئلة السابقة؛ بالقدر نفسه الذي ينفتح فيه على
العدد 177510-/111, تشرين الأول (اكتوير)- تشرين الثاتي (نوقمبر)- كانون الأول (ديسمير) 1555 شْْينُ فلعطفية 137 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)