شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 67)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو ح
في سديم المنافيء وفي عتمة الاحتلال» في اغتراب عن المكان الوطن: وفي اغتراب مضاعف د اخل المكان
الوطن, المحكوم بالاحتلال(١"). وإذا كانت درامية الحياة في كلا المكانين: الوطن المحكوم بالاحتلال»
والمنافيء قد فرضت أسئلة شديدة الدرامية, كسؤال التعرف على هوية الذات القردية والجماعية,
وسؤال علّة الوجود» ومغزى الحياة في عالم يمضي مسرعاً بينما الفلسطيني يقف في عرائه أمام قدر
غامض فنٍ الاجابة الفلسطيذية الفردوية عن هذه الاسئلة, يتطورها وتفجيرها لأسئلة جديدة: أعطت
تنويعاً درامياً ونموٌاً جعل من وقوف الفلسطيني في ظاهر الحياة والواقع؛ حركة شديدة التوتر, في باطن
الحياة؛ وفي أعمق أغوار الذات؛ وهى الامر الذي نجده جلياً في الروايات الثلات الاولىء التي بدأت من
البحث عن الذات وعن حضورها في العالمء خارج الذات وخارج الوطن: فانتهى بحثها الى موت مهين
«رجال في الشمس»ء ثم غيرت اتجاهها قراحت تبحث عن الذات, وعن حضورها في العالم, داخل الذات,
وداخل الوطن ».جاعلة من الذات مجالا حيوياً للسؤال والبحث عن اجابته؛ موضوعاً للتامل والاكتشاف
والكشفء ومن الوطن مجالاً حيوياً لوقع الخطوات التي تحفر مجراها فوق ترابه» فيلتقي الفلسطيني
عدوّهء غاصب وطنهء سارقهء ويهذا اللقاء ينبثق زمن آخرء هى «زمن الاشتباك» الذي تبد؟ الذات
الفلسطينية؛ مع بداياته» طريقها في العثور على أصوب الاجابات» وكأنما الدخول الى الوطنء ددخول
الى الذات» ٠ وكأئما الوطن لا يثق بمن يدخل اليه وهى خارج ذاته؛ أى هو يدفعه الى الدخول اليهاء
فيكون هودائماً أي الوطن » المجال الحيوي .الوحيد لتحقيق الهوية؛ بمغزاها العميق» وهو وحده الذات
الكلية العميقة للانسان الفلسطيني: : ماضياً وحاضراً؛ ومستقبلاً مفتوحاً على أفق لا يُحد. وهذا شيء
مما تقوله «ما تبقى لكم» وما تقوله «عائد الى حيفا». واذا ما كانت الرواية الاخيرة قد أكدت؛ عبر تجربة
شديدة الدرامية؛ أن النضال خلاق هوية؛ وأنه الطريق» فإن العبور الجماعي: الذهاب الجماعي الى
الوطن, عبر النضالء هو ذهاب نحى الالتحام بالذات الكلية الجامعة» خلوصاً من تشظيات الذوّات
وهوياتها الممزقة, وكأن تماسك الهوية الفردية لاايكون. ولا يتحققء الآ بكونها تجلياً عميقاً للذات الكلية
الجامعة. وهذا هو بالضبطما يقف وراء «أم سعد» كشخصية ملحمية» تعكس من خلال خصوصيتها
وتقردهاء وارتباطها الجذري بالوطن» وحدة الخاص والعام؛ فتوجز في تكوينها سمات الشعب الذي
تنتمى اليه. وِئن كانت أم سعد صوتاً صافياً للطبقة الباسلة؛ المسحوقة والفقيرة والمرمية في مخيمات
اليؤى» فيقها في الوقت نفسه؛ كانت حاضنة صادقة للاصوات التي تجيء من مختلف فكات الشعب
وطبقاتهء توحدها وتضفرها في سياق ملحمي وإحد؛ ويكفي أن نشير, هناء الى حميمية الصلة التي
ربطت الراوي؛ المثقف الثوري البرجوازي؛ ب «أم سعد» كام ومدرسة وصوت للشعبء وكيف كانت
ترى إليه كإبن وكناطق باسم وجدانها الأصيل. لقد جسدت «أم سعد» الشعب والوطن في لحظة
التحامهما الملحمي حيث لا يمكن لقوة, مهما بلغت, أن تفصل بينهما مرة أخرى.
إن تحول الاجابات الفرديةء أى الكشوفات الفردية للاجابات» عبر تراكماتها وتحولاتها النوعية,
الى اجابة جماعية» ثم الانخراط الجماعي في حركة جماعية تحيل هذه الاجابات الى واقع يتواصل»
يقتضي» كي يتم تحويله من «الواقع» الى «الفن» بناء ملحمياً يتصاعد ايقاعه مع تصاعد حركة النضال
وهي تجيب عملياً عن سؤال الهوية والطريق» وذلك لأنّْ الأدب والفن هما «إعادة خلق اللواقع على
اعتباره امكانية... [و] إن أي شيء لا يمكن ان يوجد في الواقع لا يمكن ان يكون أدبياء("". أي أن
«الجمال لا يتحقق في الفن إلا إذا تحقق الاصل الذي يصوغه في الواقع فعاً. 97 فهل كان لرواية
«أم سعد» أن توجد في يُنيتها الملحمية لولم يكن الواقع الذي سعت الى تحويله؛ فنياًء واقعاً ملحمياً؟
أى لم يكن التحول الذي شهده الواقع الفلسطيتي بالخروج من «الزمن المأساوي» الى
شْيُون فلسطزية الحدد 287-75-/77ء تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر)- كانون الأول (ديسمير) 1555 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10401 (4 views)