شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 68)
- المحتوى
-
اماكن المذفى في الرواية الكنفائية...
«الزمن الملحمي» دافعاً رئيساًء وأصيلاٌء لانتقال الرواية الكنفاتية من الدرامية الى الملحمية؟ إن «أم
سعد» كرواية ملحمية مفتوحة؛ تتجاوب مع واقع ملحمي مفتوح» تظل؛ حتى هذه اللحظة من تاريخناء
وحتى ينتهي التاريخ أو ينغلق تاريخنا قابلة لاحتضان ايقاع الخطوات الفلسطينية في رحلتها الملحمية
باتجاه الوطن؛ وفيه؛ وهي تدعوناء باستمرار, لأن نرى الى الدّالية التي برعمت وآن نتعهدها بالسّقاية,
وبكل ما يجعلها قادرة على ترسيخ جذورها في الارضء وعلي النمووالاخضران ومواصلة الصعوب» إنها
تدعوناء الآن: الى التأمل في مسار الرحلة» والى قراءة ما أجري ويجرىء وتحثنا على مواصلة الخطى
كي نقطف ثمار الدّالية التي برعمت قبل ربع قرن أو يزيد.
على هذا النحى من التواشج العميق بين أسئلة الروايات وإجاباتهاء وللأسباب والعوامل التي
بيثاهاء تبدى كل واحدة من الروايات الأربع وهي تؤسسء عبر شفرتهاء وجودها الخاصء قيما تشير,
في الوقت ذاته؛ الى احتمال روائي جديدء آتء يقوم فور انجازه, بإثراء دلالي للرواية السابقة؛ ويتطوير
للسياق الروائي وإعادة بنينة له. وفي هذاء وفي التواصل والتفاعل الجدلي الخلاق؛ وفي مواكبة الرواية
الكنفانية لمأساوية الواقع الفلسطيني؛ لدراميته التي عكستها الروايات الثلاث الاولى وهي تصوغ
حكايات أفراد يواجهون أقدأرهم. ولاحميته التي عكستها «أم سعد» وهي تصوغ مسيرة شعب باشر
في إعادة صوغ هويته. وعثر على جدارته في الحياة, وعلى حضوره في العالم, في كل ما سبق» تكمن
بالضبطء خصوصية السياق الروائي الذي حفرته الرواية الكنفانية لنفسهاء وفي هذه الخصوصية
تكمن أهمية الرواية الكنفانية في صلتها بمقولتي الهوية والمنفى؛ أو لنقل: «القومية والمنفى»: على حد
تعبير ادوارد سعيد» وعلى ما بين الهوية والقومية من تمايزء فالثانية حاضنة الاولى» يقول ادوارد سعيد:
«المثفى والقومية... لا يمكن فصلهما أبداً. وفضلاً عن ذلك فإن المصطلحين يتحدران من أكثر المشاعر
الجماعية جماعية» ومن أكثر التجارب الخصوصية خصوصية.... ولنأخذ السرد الروائي مثالا لا
أحاول أن أصفء فكما اقترحت من قبل نجد كل شعب أو أمة تبني وعيها الجماعي بذاتها حول رواية
قومية تفسر ما نفعله «نحن» وكيف صرنا ما «نحن» عليه؛ وإلى أين نتجه «نحن». ويهذا المعنى فالسرد
الروائي في قول فردريك جيمسون هو عملية اجتماعية رمزية مركزية» وهي ليست في متناول كل فرد من
أفراد الأمة بتفاصيلها»!؛"). وفي هذه الصلة العميقة بين مقولات الوطنء الهوية؛ المنقى: السرد
الروائي» الوعي القائم والممكن, والرؤية للعالم التي تعاملنا معها في الصفحات السابقة: وهي المقولات
التي تتفاعل معأ في صوغ السياق الخاص بالرواية الكنفانية: عبر حيازتها على معاد لاتها الموضوعية
الفنية. يكمن مغزى دخولنا الى قراءة أي من تمظهرات المكان الروائي في الرواية الكنقانية.
اللكان الروائى: آليات انبثاقه: بثيته؛ ومجالاته
إن قطبي التضاد: الوطن والمنفى, في مفاهيمها المتغايرة, والمتحولة عبر ما يقع بينهما من جدل
يحركه سؤال الهوية والانتماء. وسؤال مواجهة الضرورات الحياتية وشروط الحياة القاسية الناجمة
عن الاقتلاع من الوطنء والانقذاف في المنافيء أو البقاء في الوطن تحت شروط ضارية هي شروط
الاحتلال» هما -أي الوطن والمنفى القطيان المتضادان اللذان تتحرك بينهما الشخصيات الروائية 3
بحثاً عن إجابات أسئلتها؛ وهما اللذان يعطيان للسرد الروائي علة وجوده وآليات انبثاقه: وهويته.
وهما » تاليأء وعير السردء اللذان يحددان مواقع الرؤية, وطبيعة الرؤى للعالم» التي تحمل الوعي
القائم وتؤشر. دائماًء الى الوعى الممكن. الذي نعوب فنجده وعياً قائماً يشي بوعي ممكن آخر تنهض
عليه الرواية التالية كوعي قائم... وهكذا.
العدد 71-5157-1518 تشرين الأول (أكتوبر)- تشرين الثاني (توقمبر) كانون الأول (ديسمبر) 1955 لقْرُون فلسطفية /1” - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10404 (4 views)