شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 74)
- المحتوى
-
أماكن المنفى في الرواية الكنفانية...
الرواية, وفي سياق علاقات المكان المتعددة, يمكنناء عبر ادماجها واعادة بنائهاء الحصول على صورة
المشهد الخارجي كما تقدمها الرواية» قفي إشارة أولى» سابقة؛ نعرف ان حامد قد ابتعد عن مدرسته
وبيته في المخيم, إذن» ثمة بيت ومدرسة .وف إشارة تالية, عبر تداعيات مريم» نعرف أن حامد قد بعث
إليها مع صبيّ الخباز قائلاً «ساغادر مع غروب شمس اليوم وسأكتب لك من الاردن إذا
وصلت»(! "), إذن ثمة مخبز. وتجيء الاشارة الثالثة لتضيء شيئاً عن زكريا والمدرسة: في آن معأ فعبر فعير
تداعياتهاء ومخاطبتها لزكريا الناكم الى جوارها تقول مريمء مؤكدة أن زكريا لم يعرف حامد جيداً وأن
حامد لم يعرف زكرياء وأتها هي وحدها التي عرفتهماء وذلك على الرغم من أنهما عملا معاً في «الخيمة
التي كنت (تقصد حامد) تسميها مدرسة المعسكرء("). إذن: المدرسة محض خيمة . وفي إشارة رابعة
تقول مريم عبر تداعياتها عن علاقتها بزكريا: «ولم أعرف قطلماذا مررت ذلك المساء من أمام المقهى
الذي تجلس فيه؛ كأنما بالمصادفة...4(2). إذن: ثمة مقهى» وفي إشارة خامسة؛ عير تداعيات حامد
هذه المرةء نقرأ: «يا إلهي! كان الجدار عالياً وراء المعسكرء وقد اقتادونا جميعاً إلى هناك: وفيما كنا
نتزاحم على الممر الضيّق المؤدي الى ذلك البناء المهدّم كانوا يزجروننا تارة بالعبرية وتارة بالعربية
المكسّرة, ثم أوقفونا صفاً واحداً, وانصرفوا يدرسوننا بإمعان واضعين فوّهات رشاشاتهم تحت آباطهم,
موسعين ما بين أقدامهم, وفجأة أخذت السماء تندف رذأذها يبطء وكآبة: فيما غاص المعسكر وراعنا
بصمت أسود. وعند الظهيرة تقدم الضابط ونادى سالم... وغاب وراء الجدار هنيهة. ثم جاء صوت
طلقة واحدة»(3"). إذن: ثمة بناء مهدّم يقبع خلف جدار عال » وثمة زمن محدد لهذا الوصفء إنه شتاء
عام ١1551 حيث احتلت اسرائيل غزة في سياق العدوان الثلاثي على مصرء وثمة ارتباط لا ينفك بين
المكان والاحداث والشخصيات:؛ وثمة مأساوية للاحداث التي تقع خلف الجدار! وفي إشارة سادسة,
نعود معها الى مريم, نتعرف على اللحظة التي جاء فيها زكريا الى البيت في غياب حامد. لتسلّم نفسها
اليه. مدفوعة بعطشهاء وتحمل منه سقاحاً ونعرف من خلال الحوار الذي جرى على باب البيت أن
زكريا قد استقسر عن وجود حامد فقالت مريم: «لقد ذهب ليأتي بالاعاشة, أنت تعرقفء أنه أول
الشهر»! ؟). وأوضح زكريا: «كنت ماراً بالصدقة قرب المركز ورأيت ازدحاماً لا يصدق. صحيم. انه
أول الشهر»(!). ثمة إذن مركز للاعاشة التي يجرى توزيعها مع مطلع كل شهر على اللاجئين من
سكان المخيم المنفيين عن الوطن. وفي إشارة سابعة نطل مع مريمء ودائماًء عير تداعياتهاء من خلف
شباك المطيخ فيرتسم أمامهاء وأمامنا المشهد التالي: «ووقفت أرشف الشاي الساخن أمام شباك
المطبخ قيما مضت عربة خشبية محطمة يجرها حمار صغير تتدحرج متعبة في أول الطريق» ويهتز
فوقها رجل نائم» وكان الحيوان المتعب يسير بطيئاً في خط متعرج » ويشمشم الطريق ملتقطاً شيئاً بين
الفينة والاخرىء وبدا مسيرهما المستسلم طوافاً قوق تيار مخيف يسوقهما معاًء وكان قرع الحوافر
البعيدة يختلط بصورة مشوشة مع خطوات الساعة تدق في الجدار البعيدء دائرة حول نفسها؛ء هي
الاخرى» محمولة فوق سطح تيار لا يكبح ولا يسبر غوره»("*). ثمة إذن : طريق غير معبد» أزقة ملأى
بالتفايات» وعربة خشبية محطمة يجرها حمار متعب هي وسيلة نقل, وانتقال. و في إشارة ثامنة, ينبثق
مشهد بيوت المخيم» وذلك من خلال ما ترويه مريم عن زكريا بعد استيقاظه, وعبر تد اعياتها : «واقترب
بطيئاً كمن يستكشف المكان. ثم وقف وأخذ يحدق في النافدة الى الطريق» ثم الى السماء السودباء
الجائمة فوق سطوح البيوت الواطئة, وأكواخ التنك وغرف الطين في الجهة المقابلة»(*). تلك هي بيوت
المخيم: بيوت واطئة, أكواخ تنك وغرف طين. وفي إشارة تاسعة» وعاشرة؛ وعبر تداعيات مريم تتكرر
الصورة السابقة لبيوت المخيم: «ووراءه؛ عبر النافذة» ارتفعت السماء فوق السطوح الواطئة لبيوت
الطين والتنك تاركة خطأً رمادياً كثيفاً»!؛؛). وتبدو لحظة انبثاق واحد من «نهارات» المخيم:
العدد 773-774-/5517, تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاتي (توفمبر)- كانون الأول (ديسمير) 1151 شُيون فلسطزية ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)