شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 79)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو حل
أحد الابطال الخمسة في الرواية: حامد ومريم وزكريا والساعة والصحراءء فالساعة على صلة عميقة
بالاحداث التي تجريء مثلما هي على صلة بالاحداث المستدعاة وبالشخصيات الحاضرة في البيت,
أى القائبة عنه, واستناداً لهذا الدور التأسيسي والبنائي العميق الذي تلعبه الساعة في الرواية,
ولكونها تتحول لتصبح مكاناً دالا فإننا نوجل الحديث عنهاء إلى ما بعد الفروغ من معالجة المحتويات
الأخرى للبيت وهي : الراديى والأسرة» والطاولةء ومقاعد الجلوس.
تجيء الاشارة الى الراديوء مرّة واحدة فقطهء عبر تداعيات مريم بشأن الورقة التي أرسلها حامد
مع صبي الخباز متضمنة قراره بالمغادرة الى الاردن؛ الى حيث أمه؛ فهي تقول: «ثُمّ جاء التوقيع
الصغير: «حامد» مكتوياً بهدوء تماماً كما كان يكتبه على قفا عُلبة تبغه حين كان يغادر البيت لسبب
من الاسباب: «ساعود بسرعة حامد», ثم يترك العلبة متكئة فوق الراديى. كان يعرف أنني أتجه الى
الراديى أول ما أصل الى البيت»(54) . وتكشف الجملة الاخيرة عن الصلة الحميمة التي تصل بين مريم
والراديى وتتكشف دوافع هذه الصلة حين نعرف أن حامداً ومريم كانا يتلهفان» لأعوام طويلة, الى
سماع خبر عن أمهما الغائبة التي لم تتمكن من اللّحاق بهما وخالتهما الى القارب الذي قذف بهم
خارج يافاء وتتعمق صلة الراديى بالاحداث حين نعرف أن إمرأة عجوزاً متدثرة ببطانية كالحة قد
جاءت الى البيت لتخبر الخالة بان اسم أختها أم حامد قد جاء في الراديى وسألت عنها «وعن حامد
وعن مريم وطلبت أن تقولوا لها أين أنتم»(؟”). وحين نعرف ان مريم وحامد قد بعثا ربسالة للاذاعة بحثاً
عن مزيد من المعلومات عن أمهماء وأنهما تلقيا جواباً على رسالتهما يفيد بأنها تعيش في ال
لدينا ضرورة حضور الراديى. وأهميته بالنسبة لانبشاق الاحداثء وللقرارات التي تتخذ
الشخصيات: وخاصة حامدء الذي بدا بعد أن عرف أين أمه «يدق بثبات أرضاً بعيدة. ا
وصلباً... وحيداً أبداً. وريما ضائعاً أيضاً؛ ومهجوراً(” '), إذ عبر هذه الملامح التي تراها مريم في
عيني أخيها الغاضبتين اليائستين:ء تتبدى نيوءة الحدث الآخر الذي يتفجر مع وقع خطوات حامد في
الصحراءء وايغاله فيها. ولِئّن بدت وظليفة الراديى أساسية في تفجير حدث تتفجر بعده أحداث الرواية,
فإنه يغيب تماماً بغياب وظيفته, ولكنه يظل د الا على الوظيفة الواقعية التي لعبها في تلك المرحلة حيث
كان هى الوسيلة الوحيدة بالنسبة للاجئين لالتقاط كلمة أى خبر عن أهلهم وأقاربهم الهائمين في
الارضء ويظل دالاء أيضاًء على انشغال الرواية الكنفانية في تكثيف الايحاء بالتمزق الذي طال الأسر
الفلسطينية بسبب احتلال الوطن واقتلاعهم منه.
أما الأسرّة فإنها تلعب دوراً في أحداث جزئية ذات مغزي ودلالة, وثمة ثلاث إشارات تتوارد:
جميعاً. عبر تداعيات مريم عن خالتها وعن حامد وعن زكرياء وعن العلاقة التي بين الساعة والسرين.
ويسين السرير وحادثة استسلامها لزكرياء وبين السرير وموت الخالة» وبين ذلك كله والموت بهيمنته
واطلاقيته. تقول مريم: «هذا سريره هو. لقد نمنا معاً في هذه الغرفة حين كانت خالتنا تنام في الغرفة
الاخرى قبل أن تموت. وكان سريري يمتد تحت النافذة» وسريره في الجانب الآخر مقابل الساعة. ثم
نقلت سريري الى الغرفة الخارجية يعد أن ماتت خالتنا وبقي هو هناء مقايل الساعة؛ على هذا السرير,
يستمع أغلب الظن الى دقاتها المعدنية المبتورة تخطو قوق الجدار حول نفسها دون لحظة توقف
واحدة... وحين ماتت خالتى ماتت على سريره... ويخيل ال الآن أنه قصد الى ذلك قصداًء فحين كانت
طريحة مرضها الاخير قرر فجأة أن ينقلها من الغرقة الاخرى الى سريره» ولم يقل قطلماذ؛ وقد ماتت
هناك بعد أن دقت الساعة دقة واحدة» في الليل...»(١١). وتقول مريم عن سريرها في سياق تداعياتها
عن استسلامها لزكريا: «وسقطنا معأ فوق الكرسي الطويل الذي كان سريري»(07.
8 لون فلسطرزية العدد 597-554-/5519, تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمبر). كانون الأول (ديسمير) 1955 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22321 (3 views)