شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 96)
- المحتوى
-
اماكن المنفى في الرواية الكنفانية...
يوصلها الى الطريق العامء للحيلولة دون الناطور, الذي كان ينتظرها عند منعطف زقاق بيتهء
والاحتكاك يأم سعد تكون أم سعد قد أبلغت الراوي بكل ما جرىء أي بكل ما أعاد قصّه عليناء وما
أن يصلا الى الطريق العام حتى تكون إعادة تذكرها لهذه الوقائع المؤلة قد فجرت في نقسهاء فكرة
مضيئة تشي بأنها - أي أم سعد كانت تتأمل في كل كلمة تقولهاء وتعيدها الى داخلها لتفكر فيها من
جديدء فهي تقول للراوي: «إنني أصاب بالارتجاف حين أرى ذلك الناطور يتعقبني من قرية الى
أخرىء يريدون ضربنا ببعضناء نحن المشخرين كي يربحوا ليرتين... وهم لا يهمهم... أن يدفعوا
واحدة مذا لتقطع رزق الاخرىء وأنظر ماذا يفعل ذلك الناطور! ذلك الناطور الكريه! أنه يستجيب لهم,
ويظل طول النهار يكرج على البسكليت ليوفر لهم ليرتين!»(/04.
عبر التجربة وعير ادراكها العميق التضاد الحادّ بين واقعها القائم؛ وواقع الآخرين القائم؛ تدرك
أم سعد أن وعي الققراء (المشحرين) القائم ينطوي على ممكنات كوامن, يمكن تفجيزهاء لتحويل هذا
الوعي من وعي قائم؛ راهنء الى وعي ممكن: وعي يكون مدخلا أصيلاً, وضرورياً. لتحويل الواقع لقانم
الى واقع ممكن... تقول للراويء في نهاية اللوحة: «لى أنا والناطور والحرمة قلنا للخواجا...,(5؟0,
وتترك أم سعد الكلمة الاخيرة في هذه العبارة للفقراء كي يقولوها... أو يترك غسان للفقراء ان ينطقوا
بهاء أو يخطوها في المساحة المخصصة لها في بياض الصفحة.
والحق أن تطور وعي أم سعد.ء لا يتأتى من تجربة واحدة؛ مفردة: بل إنه ينبع من تراكم تجارب؛
ماضية وحاضرة: إنها تعيد قراءة الماضي في ضوء وعيها الحاضس القائم الآن» وهي في فطرتها وصفاء
رؤياهاء تستلهم دروس الماضي لتقرأ الحاضر في ضوء من مغزاهاء وتتد اخل في هذه القراءة أبعاد شتى
قيكون الوطني انعكاسه على الاجتماعي» ويكون للأخير أثره على الاول؛ ولا تجد أم سعد عبر اسئلتها
التى تحمل فحوى الاجابات أية امكاتية لفصل هذا عن ذاك؛ فهى في اللوحة الخامسة «الذين هريوا
والذين تقدموا» تخرج مع نساء المخيم لتنظيف الطريق طريق المطار من شظايا القنابل التي ألقتها
الطائرات الاسرائيلية» وتتساءل عن أولئتك الذين تركوا سياراتهم في عرض الطريق وهربواء وبعد ان
تحاول والنسوة ازاحة السيارات ويفشلن في ذلك لثقلهاء يخفن أن يراهن أحد أصحابها قيتهمهن
بالسرقةء فيتوقفن عن المحاولة, ومع إعادة سرب هذه التجريبة للراوي يقول الاخير لأم سعد: «غلطانة
يا أم سعد... أنت تقومين بعمل عظيم...»19'7). فتجيب أم سعدء ببساطة عميقة: ٠ أعرف؛ ولكنني
يا ابن العم لا أستطيع ان أثق برجل ترك سيارته في عرض الطريقء تسدّ الدرب» وهرب...(1*'). إن
أصحاب البيوت المترفة هم أصحاب السيارات تلك ومظما تنظف أم سعد وأمتالها بيوتهم وهم
نائمونء كذلك ينظقن الطريق» وهم هاربون» فالبيوت أمكنة والطرق أمكنة؛ وفي كل مكان ترتسم
علامات التضادء وتولد الاسئلة, ويولد الحاضر أسئلة تعيد محاكمة الماضيء ففي اللوحة السادسة
«الرسالة التي وصلت بعد ؟؟ سنة»» تنيثق من ذاكرة أم سعد ذكرى أحداث وأناس ظلوا غائبين عن
ذاكرتها عشرين سنة؛ فهي تتلقى رسالة من إبنها سعد وحين تعرف ان سعدا يطلب اليها في الرسالة
أن تذهب الى أهل البيت»: جيرانهم في المخيم» وأن تثنيهم عن الاتصال بعبد المولى؛ النائب العربي في
البرمان الاسرائيلي للتوسط بشأن ليث الذي وقع في الأسر تنبثق في ذاكرتها ذكرى ثورة 215195
ويرتسم في مخيلتها مشهد ينطوي على تضاد مكاني دال على المستويين الاجتماعي (الطبقي)
والسياسي (الوطني):
في ساحة قرية تقع الى الشرق من «الغبسية» كان عبد المولى» زعيم حمولته والرجل ذى الارزاق
الذي يملك زيتوناً وتيا يقف على المنصة:, و«يصعد الى الطاولةء ويبدأ بالحكي»(؟*)ء بينما كان
العدد 737517-576؟: تشرين الأول (اكتوير)- تشرين الثاني (نوفمير)- كانون الأول (ديسمبر) 1155 لتُثُون فلسطؤية 46 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4112 (7 views)