شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 109)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 109)
- المحتوى
-
ندوة
الأدبي الذي يتخذ من المسألة القاسطينية موضوعاً له. ولكنه يتخذ غير العربية لغة له لأن منتجه غير
عربي أصللاء وبالتالي هو من فلسطينيي الولاءء وإِنّ كانت درجة موالاته أو ولائه أدنى من درجة
الكاتب العربي . ان تحديد أيعاد مصطلح «الأدب الفلسطيني» عملية معقدة ة وشائكة إذا أخذنا بعين
الحسبان كل ما تقدم. ومع ذلك, فإنه يبدى لي أننا يمكن ان نتخذ من عملية المواجهة الشاملة التي
يعيشها الفلسطينيون (بالنسب أو بالولاء بالمعنى المجازي لا بالمعنى العرقي) أساساً في تحديد هوية
الأدب الذي ينتجونه. وبذلك يمكن ان نقول ان الأدب الفلسطيني هى آدب ينتجه الفلسطينيون (نسباً
وولاء) في سياق مواجهتهم للعدى الصهيوني» وأنه وجه هام وأساس وحيوي خطير في هذه المواجهة لأنه
يعمل على تأكيد الوجود القلسطيني الحيء ونشر الاحساس به في الوطن - الرقعة المقتطعة؛ والوطن -
الأم بلاد الشام وسائر أقطار الوطن العربيء وفي العالم حيث ينتشر فلسطيذيى الشتات. مرة ثانية
أعود الى المكان: فلما كان مصدر هوية هذا الادب هو هذه الرقعة فإنه مرتبط بها ارتباطاً عضوياً. من
هنا كان عنص الارض مكوزاً أساسياً فيه وخيطاً من أبرز خيوط نسيجه . ونحن نجد ذلك حتى لد
فلسطينيي الولاء. كما هو شأن أعمال الدكتور بديع حقي بعناويتها الموحية: التراب الحزين» وحين
يورق الحجرء على سبيل المتال. وهذه الارض تمثل فسحة الحياة الوحيدة الممكنة كما يتضح ذلك من
قصيدة محمود درويش «تضيق بنا الارض» التي يتمنى فيها لى أنه قمحها حتى يموت ويحيا بوصفه
جزءاً منها. وعلى الرغم من استنكاره لضيق الارض بوصفه أمراً غير طبيعي» فانه يتمسّك, مثل
العصافير والنبات بحقه في الحياة ويؤكد ان دمه المراق بغير حق سيخط اسمه باللون القرمزي في
الفضاءء وسيغرس زيتونه ليتحدى الفناء في الأرض. وكذا الشأن بالنسبة الى غسان كنفاني الذي أكد
في روايته القصيرة «رجال في الشمس» ان كل الطرق التي تمضي بعيداً عن الارض لن تؤدي الا الى
الموت؛ بل وربما تنتهي بالفلسطينيين على اختلاف مشاربهم ودوافعهم وتطلعاتهم الى الرمي في مقلب
للقمامة في العراء بعد سلبهم من كل ماله قيمة ولو كان عرضاً بسيطاً من أعراض الدنيا. ان هذا
التمسّك بالأرض التي تمنح الهوية للوجود المهدّد من جانب الآخر, هو. في جوهره, التمسّك يفسحة
الحياة» ولذلك فإننا نرى الارض تتخذ أبعاداً أسطورية في الأدب الفلسطيني, ويرتقي التمسّك بها
بالوجود والتحدي الفلسطينيين» وما يمثلانه بالنسبة الى الآخر - الخارجي» الى مستوى الاسطورة
التي تتحدى الزمان. وآخيرًء أؤكد على مقولة ان الأدب الفلسطيني نش ونما وتطور في ظل المواجهة
- التحدي لاإخر, ولذلك فإنه مرتبط بعملية المواجهة الشاملة هذه بوصفها كلا متكاملاً, والوجوه
السياسية لهذه المواجهة هي جزء منها.
دن. ياغي: ان ما يحدّد قيمة أي عمل أدبي هو مدى دخوله في حالة جدل مع الواقع وخروجه
منه الى إعادة صياغة مواده بصورة فنية أكمخرج : الواقع المألوف ف ليصبح واقعأ فنياً غير مألوف, ولا
يعني تحطيم المألوف وإنما يمضي به بعيداً الى أن يمنحه بعداً جديداً» وقيمة جديدة:؛ ومذاقاً جديداً.
فحينها يدخل المبدع الفلسطيني في حالة جدل مع واقعه في بعده الزماني وأحداثه ويعيد تشكيل هذا
البعد وينسجه في شبكة علاقات جديدة» بحيث يعطي الزمان والحدث والمكان والانسان ملامحهم
الخاصة: وتأتي اللغة لتتشابك مع هذا كله ولتأخذ ملامحها من هذا كله, ولتمنح ملامحها لهذا كله.
ومن هناء نجد طعماً خاصاً للغة في الابداع الفلسطيني, بحيث نراها هي البطلة في رواية بكاملهاء
ونراها على لسان المرأة المكافحة في المخيم لها طعمها ومذاقها ولها معناها وقيمتها الخاصة:» تمتد حتى
تبلغ الابعاد الانسانية في اللغات. وأصبح للحجر في الانتفاضة. وفي ابداع الانتفاضة حضور
كحضور الانسان؛ وأصبح الحجر يحمل قضية كقضية الانسان, بل بديلاٌ للانسان: ولم يعد
1951 شين فلعطنية العدد 5519/577-1270: تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (توفمير)- كانون الأول (ديسمير) ٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1887 (13 views)