شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 10)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ سم
إذن, ما تقترحه هذه الدراسة هو ابرام اتفاقية فلسطينية اسرائيلية توفّر «صفقة» متكا
للجانبين كليهما("'). ان اجراءات الامن الشاملة ستضمن متطلبات الدفاع الخاصة باسرائيل, و,
ثم تجعل تقديم امتيازات للفلسطينيين امأ ممكذاً ومأمواً على حدّ سواء. ان اقامة الدولة الفلسطينية
ستدعم الامن المتبادل وتوقر الاستقرار في العلاقات بين الشعيين ما دامت ستوفر قيام سلطة شر
ومسؤولة عن مواطنيها. وستوفّر الدولة, أيضاًء آلية ادارة العلاقات الثنائية المستقبلية والتحكّم؛ عند
الضرورة بالازمات والحل الاقليمي للنزاعات.
وعلاوة على ذلك فان تقسيم الوطن المشترك الى دولتين محددتين ذاتي سيادة يتيح
واحد من الشعبين ان يمارس تقرير مصيره (بما في ذلك حق العودة المقدس)» ويضمن استمراره.
في البقاء على الجزء الخاص به من أرضه ومن دون ان يشكّل خطراً على الشعب الآخر. ويعد
الحصول على الضمانات الاساسية الخاصة بالامن العسكري والسيادة» فان كل واحدة من
الدولتين تستطيع ان تتيح حريات أوسع للتحرّك والعمالة والاقامة لمواطني الدولة الاخرى
وستكون الممارسات السياسية لكل من الشعبين محدودة في نطاق الدولة الخاصة بكل وأخد
منهماء وذلك للحيلولة دون اختلال التوازن السكاني بين اليهود والعرب والذي قد يتيح الفرصة,
في المستقبل, لأي من المجموعتين لاستخدام الوسائل القانونية البرلمانية لتعكس» عن عمد, شكل
الدولتين ضد رغبة المجموعة الاخرى.
ان تفاصيل هذا المشروع قد تتفاوت . ولكن: من حيث الجوهرء فان هذه الصفقة المتكاملة ستتيح
لكل من الشعيين التنقل بحرية في كل أنحاء فلسطين وأرض - أسرائيل, وذلك بموجب حق متفق عليه
ومن ثم يوضع البعد الانساني الحيوي في صالح دعم الامن المتبادل.
توحيد الامن
ان اسلوي المعالجة الذي قدّمناه, هناء له ميزة خاصة وهي انه منسجم, تماماء مع التوجهات .
المعاصرة للنظام الدولي. فهنالك تطورات استراتيجية كبيرة غيرت ميزان القوى العالمي وأثرت على .
الطريقة التى تدار بها السياسة العالمية. كما أدّت الثورة التكنولوجية الى تغييرات جوهرية في طبيعة
الاقتصاد العالمي والشؤون المالية, ونجم عن ذلكء في المقايل؛ المزيد من الاعتماد المتبادل الواسع ..
النطاق, والتهديدات البيئية والتنافس على المصادر (ويصورة خاصة:. المياه في الشرق الاوسط) تؤكد؛
بشكل واضح, العلاقة المتبادلة في النظام العالمي في كل أبعاده. وهذه التوجهات مهيّئة, الآن» لتهيمن
على جدول أعمال العلاقات المتبادلة بين الدول في المستقبل المنظور.
والمعنى الضمني ذو الصلة, في هذا السياقء هو ان الدولة القفلسطينية يجب ان
تحدّد أمنها بمصطلحات مفاهيمية تأخذ في الاعتبار الحقائق العالمية المتطورة. والامر الاكثر وقوعاً في
صميم الموضوع هو ان العامل المؤثر الاساس في أمنها واستقرارها ورفاهيتها سيكون قدرتها ليس
فقطء على التفاعل مع العالم الخارجيء وانما على ان تنتهز الفرص» بصورة نشطة؛ للحصول على ..
الفوائد المتاحة لها. وبصرف النظر عن الشروط المحددة لاتفاقية السلام التي ستعقد مع اسرائيل أو
البروتوكولات الخاصة التي ستعقد مع العرب أو الدول الاخرىء فان الدولة الفلسطينية ستعكس
انماط الاعتماد المتبادل العالمي في علاقاتها الخاصة السياسية ية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وعوضاً عن اعتبار ذلك انتهاكاً لاستقلالهاء فان عليها ان تعتبر هذا التشابك في المصالح ضماناً
لاستمرارها المادي على قيد الحياة, ومصدراً لاأمن أشد قوة من أي دفاع عسكري تستطيع ان
4 يون فلسطنية العدد 55 555 كأنون الثاني ( يناير ) شباط ( قبراير ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1192 (15 views)