شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 52)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 52)
- المحتوى
-
فيصل قرقطي
حينذاك بدآت أصوات أدبية تسأل عن حتمية هذه الحربء وجدواهاء وكذلك عن مدى |
الواقع الاسرائيلي وتطوراته المرتهنة باستمرار التعلّق بالحرب. وتواصل اليقظة الدائمة؛ وار
العداء الدائم للفلسطينيين والعرب عموماً . فكان تفجر الازمات الداخلية العميقة داخل |
الاسرائيلية متطايقاً مع الازمات في الفضاء الادبي» لأن المجتمع الاسرائينيء ابان الاجتياخن
حقيقياً بسقوط عدد كبير من ابنائه.
ونلمس مثل هذا التطابق في تفجّر الازمات, في التأثيرات التي أحدثتها الانتفاضة |
الضفة الفلسطينية وقطاع غزة المحتلين: حيث عمقت الانتقاضة:؛ منذ اندلاعهاء الشعور
الاسرائيلي بضرورة البحث عن خلاص؛ وكشفت نوايا الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة؛ ور:
للسلام؛ ولايجاد تسوية حقيقية للمشكلة الفلسطينية. فاصطدم الادب الاسرائيلي بأزماته القد
الجديدة المتعلقة بالهوية والعلاقة مع الآخرء لأن «خزان الانصهار» الذي سعى الى تلفيق هوية جد
مصطنعة في هويات متناقضة:» متغايرة لم يفلح في خلق «اليهودي الجديد»: بل على العكس من
أصطدمت محاولته هذه بهوية «يهودي الغيتى»: فلا «مرح باريس وفينا» و«كفاءة لندن» ولا «عظمة
برلين العسكرية» استطاعت ان تبني «اليهودي الجديد» وذلك لسبب بسيط هو ان ميد ان الواقع عكس
الاكذوية الصهيونية التاريخية في ان «الارض بلا شعب».
ومع تواصل الانتفاضة, تعمّقت حركة الاحتجاج ووسعت من طروحاتها الادبية والسياسية
ونوّعتهاء ونادت بوجوب الدخول في محادثات سلام حقيقية مع الفلسطينيين». ذلك لأن الانعكاسا
التي احدثتها الانتفاضة على المجتمع الاسرائيلي قرّبت الصورة اكثر وعمّقت تركيز النظر اليها. 1
أكدت استحالة استمرار حالة اللاحرب واللاسلم. ولأول مرة شعر الاسرائيلي العادي بأن خرياً
نوع آخر قد بدأت ضده؛ جاءته من الداخل هذه المرة» مما ضاعف من شعوره بحجم الخطر الذ!
ووجد نفسه وجهاً لوجه قبالة حالة جديدة من الصراع الد امي والمتواصلء ويد يدفع هو ثمن ما قامت
به المؤسسة العسكرية من أعمال وممارسات قمعية ضد الفلسطينيين؛ ووضعته في مواجهة مكشوفة
مع معاناة الآخر الفلسطيني التي طالما تهرب من مواجهتها. 7
أدّت هذه التطوّرات الى اهتزاز بعض قناعات الاسرائيليين بالشعارات القديمة» وتراجع الحلم
بتواصل الاحتلال الى الأبدء أوضمٌ الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل. فظهرت أصوات أدبية عكست
صحوة مفاجئة على حقيقة الاحتلال الاسرائيلي ل «الغوييم» الفلسطيني الذي كان يحيي في داخل
الاسرائيلي الصورة المشرقة و«العظيمة» للصهيوني «المتميز», المتفوق» المليء» بنشوة الانتصار. كما
انعكس من خلال الادبيات العبرية على امتداد قرن من الزمان. فقد أدَى تراكم الاحداث والصدامات .
اليومية التي أخذت تضرب في عمق تلك النزعة الى اسقاط هامشية الشك وأوقع المهاجم في شباك
المهاجم. 1
ويفعل الانتفاضة وبتأثيرهاء أيضاًء أخذت بعض الاتجاهات الادبية تتلمّس حقائق الصراع
بشيء من الاضطراب, وبدا الوعي الشقي المكبوت: اعلان الحقيقة الواقعية بأساليب مختلفة؛ ذلك
لأن الانتفاضة اختصرت الصراع بمختلف اتجاهاته؛ وطرحت على الفكر الاسرائيلي تحديات
الاستجابة والتفسير السليم؛ فتداعت تصريحات وكتابات الشعراء والادباء الاسرائيليين؛ لتعكس حال .
من محاكمة الذات الشقية التي لا مفر لها من رؤية الواقع المتفجر, المرقبط بالمصيرء وتلمس الطريق
الصحيح حيث برز السؤال الاصعب: الى متى يستمر الاحتلال؟
ان مْيُون فلسطزية العدد 574 785, كانون الثاني ( يناير ) شباط ( فبراير) 1151 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)