شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 54)
- المحتوى
-
ويجرأة أكثر يتجسم الروائي» عاموس عون مع نفسه؛ وتتجسد لديه النظرة العقلانية بعيداً
عقدة الذات والهوية فيعلن, «انني أؤيد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب اسرائيل في أقر,
فرصة, غداً صباحاً. انني أؤيد ذلك ليس بسبب معاناة الفلسطينيين: بل لأن هذه هي الطريق
الحياة»("). واته لا يطالب «الفلسطينيين بالبرهنة على سمى أخلاقهمء بل يجب مطالبة الاسرائيليين
بالبرهنة على ذلك»(")
ويدخل الروائي عاموس كينان الى جوهر المشكلة والحل معاًء مطالباً بالانسحاب من المناطق
المحتلة؛ منتقداً أخذ الجيش للدور السياسي المفقود: «ان الهدوء سيعود الى الضفة [الفلسطينية]
وقطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي الذي سيعقب مفاوضات سلمية مع منظمة التحرير الفلسطينية.
مادام الجيش الاسرائيلي يحل مدل السياسة فلن يسوب الهدوء أبدأً. لأن الشعب الفلسطينيء بمدنه,
وقراهء والمنظم بشكل جيد؛ قد أدرك ما لم يُدرك لديناء وهى: لا يمكن الاعتماد على اسرائيل والثقة بها .
وهي تدعي أنها تريد الدخول في مفاوضات سياسية؛ عندما يعوب الهدوء والنظام على الرغم عنهم
[الفلسطينيين] ان الدور الوحيد الذي فعلته اسرائيل هو زيادة القمع والسلب وفقدان الاملء وهذا ما
ستفعله, أيضاًء اذا ساد الهدوء والنظام الجديد»0).
وينبه الاديب داني هوروفيتش الى ان «الفلسطينيين هم شركاوّنا الحقيقيون في المفاوضاتء وان
القيادة التي ستتجاهلهم ستكون مسؤولة عن الخسارة التي ستحدث نتيجة لذلك»().
لكن هذه التصريحات الانطباعية؛ وعلى الرغم من وضوحهاء وتلمسها. جذور المشكلة؛ والحل معاً؛
فإن التدقيق في خلفياتها يظهر ان السعي الى الخلاص مرتهن أولاً, وأخيراً. بالمرارة الشقية للاسرائيلي
من الوضع القائم, كما يظهر في جانب آخر من هذه الخلفيات ان الخطاب العقلاني الذي تعكسه هذه
الاقوال وردود الفعلء لا يصل الى كماله في النصوص الادبية والشعرية التي ظلت تابعة لحالة العذاب
الانساني الوليدة من ا موت وليس أي موت, انه موت الجندي الاسرائيلي ومعاناته في إطار المعاناة
الاسرائيلية العامة جراء فعل الانتفاضة بشكل عامء هذا على الرغم من ظهور أصوات تجاوزت هذا
المفهوم» وصولً, الى موت الفلسطيني - في النصوص - وإِنّ بصورة محدودة جداً وموجزة.
صدمة الانتقاضة
فاجات الانتفاضة الوعيٍ الاسرائيلي القلق أساساً ما بين منعطفات التاريخ الراهن والصورة
المثلى المجتمع الاسرائيليء هذه الصورة التي طمح الوعي الاسرائيي الى بلوغها في الواقعء, المليء
بتناقضات الصراع الفلسطيني الاسرائيي» وما نتج عنه من مفاهيم ورؤى طاما حاول ذلك الوعي
تغييب حقائقها أو التهرب منها.
وفي الواقع» ومنهء تفجّرت الانتفاضة التي أريجعت مؤشرات ذلك الوعى القلق الى مساراته
الصحيحة: وأرشدته إلى سبل الخلاص من هذا القلق الوجودي والحياتي عند بعض الشعراء.
ومن الطبيحي والحال هذه ان يتأثر الادب بطقس الانتفاضة الذي فتح الابواب على مصراعيها
للوعي الاسرائيلي» كما للسياسة والادب على السواءء للدخول في حالة مراجعة شاملة, وعامة لمختلف
توازع الحياة: بل لمختلف نوازع الوجود نفسه.
وطالما ان الشعر هى الوسيلة الاكثر حساسية لجهة التاثر والتأثيره والاسرع انعكاساً
ليك نون فلسطزية العدد 554 - 715, كانون الثاني ( يناير ) شباط ( فبراير) 15517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)