شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 63)
- المحتوى
-
سح القصور المصري للحكم الذاتي الفلسطيني...
النمط الثاني» فقد نشاء تاريخياً, ؛ في إطار السياسة الاستعمارية (البريطانية أساساً)؛ كصوغ للعلاقة
التي تريط الدولة المستعمرة بأخرى خاضعة لها في مرحلة معيّنة سابقة على حق تقرير المصير. وقد
إنطلق التصوّر المصري من أن هذا النمط الاخير هى الذي ينطبق على الحالة الفلسطينية: في مواجهة
تصور اسرائيلي جادل بأن النمط الاول هى الاقرب لهذه الحالة؛ على الاقل حتى يحسم التناقض على
الوضع النهائي للضفة الفلسطينية وقطاع غزة المحتلين. وثانيهماء ان «اطار السلام في الشرق
الاوسط»» الذي أجريت على أساسه المفاوضات:, اقتقد الى الوضوح الكافي في تحديد أسس الحكم
الذاتي» فقد أدّت الخلافات الواسعة خلال مفاوضمات كامب ديفيد وما قبلها الى اللجوء لقدر من
الغموض,ء الذي يسمّىء احياناًء في اللغة الدبلوماسية, «غموضياً بنَاة», بما يتيح التوافق على صياغات
. معيّنة يستطيع كل طرف تجييرها وفقاً لوجهة نظره .وقد تركّز هذا الغموض في قضايا عدة أهمهاء طابع
ومدى صلاحيات سلطة الحكم الذاتي» والارضء والمياهء والمستوطنات.
ولذلك انطلق التصوٌّر المصري في تحديده لأسس الحكم الذاتي من التمسّك بما تضمُنه هذا
..الاطار من حكم ذاتي كاملء والاصرار على انه لا يمكن ان يكون كاملا الآ اذا شمل السكان والارض
. في آن. وفي المقايل» تمسّك المفاوض الاسرائيلي يما اعتبره النص الحرفي الذي يقول: «حكم ذاتي كامل
لسكان الضفة الفلسطينية وقطاع غزة العرب». وكان هذا خلافاً جوهرياً؛ في الواقع» يرتبط بتصوّرين»
لا بل بمفهومين متعارضين . وهذأ ما أقر به احد الباحثين الاسرائيليين عندما وصف التعارض بين
المفهومين بأنه جوهريء وقال: «بالنسبة لمصر, يعتبر الحكم الذاتي مرحلة وسيطة نحو اقامة دولة
فلسطينية مرتبطة بالاردن» فيما تقتضي مصلحة اسرائيل الحيلولة دون نشوء سيادة أجنبية في ' يهودا
والسامرة” (الضفة الفلسطينية) وقطاع غزة. لقد اعتبرت مصر التقدّم نحو حل نهائي للمشكلة
الفلسطينية الزامياً بحيث يبدأ بصيغة للحكم الذاتي» أمّا اسرائيل فقد نظرت الى الفكرة كلها كثمن
تقدّمه لمصر في مقابل السلام وتطبيع العلاقات معها . ولذلك سعت الى حكم ذاتي بحد أدنى من
الصلاحيات التي لا تتجاوز ادارة الشؤون اليومية لحياة السكان العرب؛ في الوقت الذي رغبت مصر
في حكم ذاتي يتضمن أقصى قدر من الصلاحيات»27). وفي هذا السياق يمكن التمييز بين مستويين
للأسس التي انطلق منها التصوّر المصري9!: 0
أولاً - أسس حل الشكلة الفلسطينية
1- ان الاساس المتفق عليه للتسوية في كامب ديفيد هو قرار مجلس الامن الدولي الرقم 5857
بأجزائه كافة» ونصوص ميثاق الامم المتحدة ومبادىء القانون الدولي. وهذا الاساس يفتح الباب أمام
| لشعب الفلسطيني ليستعيد حقوقه في أرضه وتقرير مصيره, وأمام اسرائيل لضمان أمنها في إطار
نظام للأمن المتبادل.
ب - ان «اطار السلام في الشرق الاوسطه هو أول وثيقة توقعها اسرائيل وتتعهد فيها بالتفاويض
حول القضية الفلسطينية بجوانبها كافة؛ وباحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ ويسحب
الحكومة العسكرية واداراتها المدنية من الارض المحتلة ضمن اجراءات انتقالية.
ج - ان القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة؛ ومن ثم فلا بدٌ من حلها اذا أردنا
الوصول الى حل شامل لهذا الصراع.
د - ان هذه القضية متعددة الجانب ومعقّدة, الامر الذي يتطلب عدم ترك أية فرصة دون أن
نستثمرها حتى لا نسهم؛ مرة أخرىء في سياسة الفرص الضائعة.
العدد 5128 71714: كانون الثاني ( يناير ) - شياط ( فبراير ) 1597 رون فلسايؤية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)