شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 72)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 72)
- المحتوى
-
ثالثاً القضايا الامنية
على الرغم من ان هذه القضاياء بشقيها الخارجي والداخليء اتسمت بقدر من الوضوح في «أطا
السلام في الشرق الاوسطه المتفق عليه في كامب ديفيدء فقد حدث خلاف في المفاوضات المصرية
الاسرائيلية حول قضية الامن الداخلي بصفة خاصة: أي الحفاظ على الامن العام في المرحلة
الانتقالية. فبالرغم من ضعف قدرة أي مفاوض اسرائيلي على انكار المغزى الواضح لما نص عليه الإطار
في «تشكيل قوة شرطة محلية قادرة»؛ فقد جادل في مدى اختصاصات هذه القوة» وزعم انه لن يكون
باستطاعتها التعامل بفاعلية» مع ما يعتبره «أعمالاً ارهابية» قد تقع داخل منطقة الحكم الذاتي.
وقدّم المثال التالي: : فلنفترض ان أحد سكان بيت لحم سرق دراجة وقادها الى القدس حيث ألقى 3
على منشأة اسرائيلية, قهل تتعامل معه الشرطة الفلسطينية باعتباره سارقاً أم قوات الامن الاسرائيلية
التي تقوم بدوريات لضمان أمن الحدوب؟2('). وقد أراد المفاوض الاسرائيلي بذلك محاولة اثبات وجود
تداخل بين الامن الداخلي والخارجي . وقد أصرّت مصرء من جانبهاء على مسؤولية الشرطة الفلسطينية,
التي ستنشأ ضمن أجهزة سلطة الحكم الذاتي» عن كل ما يتعلق بالامن الداخلي. ورأت ان محاولة
حصر هذه المسؤولية في الاعمال الجنائية والاشراف على السجون تنطوي على خرق لنص واضح في
أطار كامب ديفيد . وأكدت ان جدية اسرائيل في الالتزام بهذا الاطاروفي توفير الظروف الملائمة لنجاح
تجربة الحكم الذاتي هي المدخل الاكثر فاعلية لضمان الامن خلال المرحلة الانتقالية. كما ان بناء
الثقة: تدريجياًء بين اسرائيل وسلطة الحكم الذاتي سيؤدي الى تعاون تلقائي في هذا المجال» وليس
مفروضاً كشرط مسبق. وسعت مصرء أيضاًء الى قيام الولايات المتحدة الاميركية بدو في تدعيم الثقة
بين الجانبين» وهو ما اقترحته؛ مرة أخرىء دراسة اميركية حديثة طرحث امكان قيام واشنطن بتمكين
الطرفين من معرفة الخطوط الحمر في المجال الامني؛ وحتى تزويد اسرائيل بمعلومات تجمعها الاقمار
الصناعية الاميركية عن أي تحركات في الارض المحطة(؟").
خائمة 3
لقد كان من الطبيعي ان تصل المفاوضات المصرية - الاسرائيلية الى طريق مسدود منذ وقت مبكر,
على الرغم من كل المحاولات التي بذلت لاستمرارها . وعلى الرغم من ان مصير لم توققها نهائياً بصفة
رسمية الآ في آب (اغسطس) 19/7. فقد توقفت أكثر من مرة قبل ذلك.
ومن السهل ملاحظة تزايد قلق مصر, منذ أوآخر 2.١94١ من احتمال ان تؤثر تلك المفاوضات
سلبياً على استكمال الانسحاب الاسرائيلي من سيناء والذي كانت مرحلته النهاتية قد تحدّد لها نيسان
(ابريل) 1187. لكن لم تكن مصروحدها الحريصة على عدم تأثير مفاوضات الحكم الذاتي على مسار
السلام الثنائي. فقد كانت اسرائيل حريصة: كذلك؛ من جانيها على ألا تؤثر قضية الحكم الذاتي على
علاقة السلام الناشئة, والتي اعتبرتها انجازاً يخرج مصر من دائرة الصراع. وهذا ما دفع الطرفين
الى التأكيد, بشكل متكرر, على عدم وجود صلة مباشرة بين معاهدة السلام الثنائية ومفاوضات الحكم
الذاتي. وعلى الرغم من ان «اطار السلام في الشرق الاوسط» وداطار السلام بين مصر واسرائيل» كانا
مرتبطين: فالثايت ان لكل منهما طابعه ومجاله المستقلين. كما اتفقت الولايات المتحدة الاميركية مع
اتجاه مصر واسرائيل الى اعطاء الأولوية للمعاهدة الثنائية بيذهما(*'). وقد أدى ذلك الى تدعيم
الاعتقاد في بعض الاوساط العربية بأن مفاوضات الحكم الذاتي بين مصر واسرائيل كانت مجرد
7 نوين فلسطنية العدد ١8 755, كانون الثاني ( يناير ) -شباط ( فيراير ) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)