شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 135)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 135)
- المحتوى
-
لا زالت أزمة المبعدين الفلسطينيين من سكان
الضفة والقطاع المحتلين تتفاعل؛ ولكن دون ان يبدى
في الافق المنظور أي حل وشيك لها. وخلافاً لتقديرات
رئيس الحكومة الاسرائيلية, اسحق رابينء لناحية
قعالية عقوبة الابعاد السريع؛ من جهة؛ وامكان
التغلّب على الآثار السلبية التي قد تترتب عليها على
غير صعيد؛ من جهة أخرىء فان الاتطباع المتولد
من متابعة تقارير المراسلين وتعليقات المعلّقين
السياسيين: لا يشير الى ان تقديرات رابين
وحساباته قد حققت كل أهدافها. فمن بين امور
اخرى. رأى رابين ان تنقيذ عملية الابعاد بسرعة,
كفيل بتحويل المسألة. برمتهاء الى امر واقع جديد
وحقيقة منتهية, سوف يضطر العالم وكل الاطراف
المعنيّة الى ابتلاعهاء كما سبق وابتلعوا العديد من
«الضفادع» الاسرائيلية في الماضي القريب والبعيد
على حدّ سواء. كذلك جاء في سياق المبررات دقاعاً
عن عملية الابعاد, انها لن تؤثر. سلباًء على عملية
السلام والمفاوضات الثنائية الجارية دون تقدم
يذكرء منذ أكثر من عام. لكن الاحساس بوحدة
المصير الفلسطيني كان أقوى من اغراءات الوقوع
في شباك سياسة «فرق تسد» التي انتهجها تحديداً
«اليسار» الصهيوني في حكومة رابين لتبرير دعمه
لقرار الايعاد؛ فتم تعليق المفاوضات. آلى حين عودة
كل المبعدين الى ديارهم. وآخيراً أخطأً رابين, أيضاًء
في حساباته باعتقاده انه كلما كانت ضربته (قرار
الابعاد) سريعة ومباغتة ومؤلة أيضاً؛ كلما قلّصٍ
بذلك, ليس مدة انشغال وسائط الاعلام: محلياً
ودولياً. بحيثيات ودوافع وأبعاد عملية الابعاد» بل,
أيضاًء بحجم وجوهر ذلك الانشغالء ويالتالي الآثار
السلبية التي قد تترتب على عملية الابعاد. واخفاق
رابين» في هذا المجال؛ كان صارخاً؛ اذ لا تزال قضية
المبعدين محور اهتمام الاوساط الاعلامية المختلفة,
وكذلك المحافل الدولية في نطاق الامم المتحدة
وخارجها. مع ذلكء لا يبدى أن رابينء على الرغم
من ادراكه للعديد من العيوب والآثار السلبية للقرار
الذي اتخذه؛ بصدد التراجع عن قراره بهذ! الشكل
أى ذاك. فعلى حدّ قول المعلّق السياسيء عوزي
بنزيمان» فرايين «رجل عذيدء ولن يتراجع...» ولكن
«من أجل انقاذ ماء وجهه؛ يفتش, الآن: اسرائيليون
ومصريون وفلسطينيون؛ ويالذات: أميركيون؛ عن
طرق ملتوية لمساعدته على الانفصال عن قراره
بالتدريج» (هآرتس, ١1/؟/1157).
أجواء وخلفيات
في الواقع لم يكن لجوء حكومة رابين الى الابعاد
كعقوبة رد فعل غاضب على مقتل شرطي حرس
الحدوبء نسيم طوليدانى. هذا على الاقل ما يتضح
من مختلف التقارير الصحفية التي تناولت
الملوضوع:ء قبل ويبعدء الاعلان عن القرار.
فالاختطاف والتهديد بالقتل ثم التنفيذ؛ على
خطورتهماء كتحد لهيبة وقوة السلطة الاسراكيلية,
شكّلا الذريعة المباشرة لعملية الابعاد التي كانت
السلطات الامنية وُعلى راسها وزير الدفاع رابين»
تخطط لها مع تعاظم المقاومة للاحتلال؛ المدنية
والمسلّحة, على حدّ سواء.
وفي سياق التحدث عن اللجوء الى عقوبة
الابعاد في السابق» أشار بعض مراسلي الصحف الى
ان الحكومات العمالية يقيادة حزب العمل» كانت
الاكثر استخداماً لسلاح الابعاد كعقوية فعّالة
ورادعة. فابتداء من العام /19717 وحتى صعود
الليكود الى الحكم في العام 151/9 تم أبعاد 11417
شخصاً من سكان الارض الفلسطينية المحتلة. وفي
سنوات الذروة -ما بين العامين 1959 151/153 ثم
ابعاد مئات من الكوادر النشطة سنوياً (يديعوت
احرونوت, 14/؟١1/؟155).
أمّا حكومات الليكود فقلّلت جداً من اللجوء الى
سلاح الابعاد كأسلوب للعقاب. فمنذ صعودها الى
السلطة وحتى العام ,١5486 عتدما أصيسح
العدد *54 5*؟؛ كانون الثاني ( يناير ) شباط ( فبراير ) 11577 شُرُون فلسطزية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22393 (3 views)