شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 11)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
وفيما أخذت جهود كيسنجر تتعثرء وخصوصاً بعد الرفض السوريء كانت موسكى تعمل
جاهدة؛ على تحسين مواقعها في أماكن أخرى : التقرب من ليبيا القذافي التي كانت خياراتها الاسلامية
تتجسّدء في الأمس القريبء بعداء شديد ازاء الاتحاد السوفياتي «الملحد». وأكثر من ذلك؛ أيضاً,
كانت موسكو تعمل على التقرب من ملك الاردن» حسين: الذي طالما اتهمته وسائل الاعلام السوفياتية
بالولاء للاميريالية. كما أبدت استعدادها لتقديم الخبرات التقنية اللازمة لبلدان الخليج النفطية» اذا
ما أرادت هذه البلدان؛ يوماً الاستغناء عن الشركات الاجنبية. وعبر هذه الثغرة, حاولت موسكق
الدخول في مجمل النظام الاقتصادي الشديد الحيوية للمصالح الاميركية في الماطقة. فاذ! ما ترددت
الولايات المتحدة الاميركية في تزويد الكويت ببعض الاعتدة العسكرية؛ فالاتحاد السوفياتي لن يتردّد ؛
واذا ما تردّدت واشنطن في المساهمة في عملية التنمية الصناعية في الخليج: فان موسكى شأنها شأن
باريسء مثلاً, » مستعدة لتقديم الخبرات التكنولوجية؛ التي قد لا تكون بالغة التطوّر, ولكنها أقل كلفة
بالتأكيد. كما عرضت موسكو خدماتها التقنية على دولة الامارات العربية المتحدة التى كانت تحظى
باعتراف رسمي من الحكومة السوفاتية('). ويبقى أهمّ من هذا كله استمرار التقرب السوفياتي من
سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
تدهور اللكانة السوفياتية
لا شك في ان الابتعاد المصري التدريجي من الاتحاد السوفياتي: الذي بدأ منذ العام 2151١
والازدياد في سرعة تحؤل القاهرة نحو الولايات المتحدة الاميركية» أسهماء بصورة جدّية؛ في اضعاف
وتدهور المكانة السوفياتية في الشرق الاوسط. وازاء ذلك حافظت موسكى على خيارات دبلوماسية
محدودة» طوال العام 151؛ حيث استمرت في التشديد على دور منظمة التحرير الفلسطينية في أي
مباحتات مستقبلية تتعلق بالتسوية في الشرق الاوسط؛ وحدّت المنظمة على رص صفوفهاء والتعاون مع
الانظمة العربية «التقدمية». كما أولت وسائل الاعلام السوفياتية سورياء أهمية أكبر وزادت المعونة
العسكرية السوفياتية لهذه الدولة الوحيدة من بين دول المواجهة, التي حافظلت على علاقات وثيقة
بها9).
وبالفعل» فقد ظلّ المسارٍ المتأرجح للعلاقة السوفياتية المصرية ما بين الجمود والترذي وال ميل
نحو الانفراج والتحسّنء قائماً منذ نهاية العام 1515. في حينه, ظهرت دلائل هامة تشير الى اتجاه
هذه العلاقة نحى الانفراج والتحسّنء وتمكّل ذلك؛ في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصرية,
اسماعيل فهميء الى موسكوء وفي أعلان الموعد الرسمي لزيارة كانت مقررة للزعيم السوفياتي» ليونيد
بريجينيف الى القاهرة. غير ان العلاقة عادت الى التدهور, من جديد, في مطلع العام ,11٠0 وظهر
ذلك, جلياً. في الزيارة المفاجئة التي قام بها قهمي» مجدداًء الى موسكوء. وأسفرت عن اعلان تأجيل
رحلة بريجينيف الى كل من مصر وبسوريا والعراق» من دون ان تذكر الاسباب التي دعت الى ذلك7).
وعلى الرغم من انه قد قيل ان هذه الزيارة سوف تتم في موعد لاحقء وان السبب في الغائها ربما ارتبط
بالعلاقات السوفياتية العراقية أى بالعلاقات السوفياتية السورية» أو حتى بتعقيدات مبهمة من
الجائب السوفياتي نفسه؛ فان ثمة عوامل دعت الى الاعتقاد بأن تدهور العلاقات السوفياتية
المصرية هو الذي أدّى» على الارجح:» الى الغاء تلك الرحلة!*). فقد أجمعت التحليلات كافة على ان سبب
التأجيل؛ في الدرجة الاساسء كان يتعلق بخلافات أساسية في وجهتي النظر السوفياتية والمصرية حول
بل التحرك نحى التسوية السلمية في المنطقة. في مقدم الخلافات,ء الموقف من
1 نشوُون فلسطيزية العدد ٠4؟5-١15, آذار ( مارس ) نيسان ( أبريل ) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1567 (13 views)