شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 23)
- المحتوى
-
د. ثبيل حيدري سس
القرارات التي تنص على انسحابات مماثلة على الجبهتين السورية والاردنية». وعشية توقيع الاتفاقية؛
شنت اذاعة السلام والتقدم أعنف هجوم على اتفاقية سيناء؛ فقالت ان الاتفاقية «تتضمّن نصوصاً
سياسية... تسمح لاسرائيل بأن تفتح ثغرة في صفوف الجبهة العربية الموحدة». واستشهد التعليق
ذاته بكلام وزير الخارجية السوريء عبد الحليم خدام: الذي وصف الاتفاقية بأنها «خطوة نص
الحرب». وفي هجوم آخر على الاتفاقيةء استشهد التعليق الاذاعي بقول عرفات انه لايحق «لأي زعيم
أى يجل دولة عربي» ان يوقع اتفاقية كهذه, متجاهلا بذلك قرارات مؤتمر الرياط التي تدعو الى
المفاوضة في شأن الانسحاب الاسرائيلي على الجبهات الثلاث(؟).
هكذاء استمر التركيز الاعلامي السوفياتي على الفلسطينيين في الفترة التي تلت توقيع الاتفاقية
مباشرة. ففي أيلول (سبتمير) 1570. على سبيل المثال» برّرت اذاعة السلام والتقدم المعارضة
العربية والفلسطينية الشديدة للاتفاقية باعتبار هذه الاخيرة «ضرب لكرامة العرب القومية»؛ أن انها
تجاهلت قرارات مؤتمر الرباط كما تجاهلت المواقف التي اتخذتها الدول العربية في محافل الامم
المتحدة. ونقلت الاذاعة عن عرقات قوله» ان الولايات المتحدة الاميركية لن تنجح في خططها للتسوية
في الشرق الاوسطء وان «الفلسطينيين سوف يواصلون نضالهم من أجل التحرير حتى يتحقق النصر,
وان المؤامرة الاميركية التي تسعى الى تصفية الثورة الفلسطينية سوف تتحطم على صخرة صمود
المقاتلين الفلسطينيين»(5؟)
ان هذا الموقف السوفياتي الخافت, نسبياً. ضد اتفاقية سيناء, المميّرْ بتدخلات خفية: لم يتبدل
الا في أواخر تشرين الاول (اكتوير) 15170: مع تسارع جهود الوسيط الاميركي لوضع الترتيبات
الذهائية بشأن تنفيذ بنود الاتفاقية المصرية - الاسرائيلية. من هناء تبدّد الصمت السوفياتي في مقال
طويل ظهر في صحيفة «برافدا», بتاريخ 5؟ تشرين الاول (اكتوبر)؛ تحت اسم «مراقب»؛ كرّر الموقف
السوفياتي في ما يختص بالتسوية في الشرق الاوسطء وأشار الى ان الاتحاد السوفياتي لم يعارض
التسوية الجزئية بحد ذاتهاء لكنه أراد ان تكون مثل هذه الاجراءات جزءاً من عملية شاملة تتم في
إطار مؤتمر جنيف للسلام؛ ملمّحاً الى دور سوفياتي تلعبه موسكو داخل أروقة المؤتمر. لكنه اضاف,
أن الاتحاد السوفياتي يعارض استخدام مؤتمر جنيف غطاء للموافقة «على خطوات تتخِذ عوضاً عن
المؤتمر»؛ وهي خطوات ترمي؛ في جوهرهاء الى «تجميد الموقف في المنطقة». وأضاف المقالء ان الانتقاد
العربي لاتفاقية سيناء تركز. في أغلبه الأعم؛ على ان هذه الاتفاقية «قللت من أهمية» تحرير التسعين
بالمتة الباقية من سيناء تحت السيطرة الاسرائيلية؛ وتحرير باقي أراضي الدول العربية التي تحتلها
أسرائيل؛ كما انها سدّدت ضربة «الى الجهود المبذولة من أجل تأمين حقوق الشعب العربي
الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف». وخلصت الى القول ان السوفيات بذلوا قصارى جهدهم
لخلق وحدة عربية على أساس مناهضة الاستعمار وان «المحاولات الرامية الى اهانة الموقف
السوفياتيء في هذا الشأن, لا تكشف الآ عن انعدام الاخلاص ف النية عند أولتك الذين يبذلون مثل
هذه المحاولات(63).
من الجليء ان موسكو شعرت بأن العلاقة مع المقاومة الفلسطينية أصبحت أوثق من ذي قبل,
بسبب معارضة الفريقين لاتفاقية سيناء, كما ظهر ذلك, بوضوحء من خلال تعليق لاذاعة موسك,
وصف تعزيز العلاقة بين المقاومة الفلسطينية والجناح اليساري لحركة التحرر العربية والمنظومة
الاشتراكية, بأنه «تطور لا رجعة فيه». وأشار تعليق سوفياتي آخر الى ان منظمة التحرير الفلسطينية
تدافع عن صداقة العرب مع الاتحاد السوفياتيء وتعتمد عليه حليفاً لها. وإذاء فلم يكن
55 شْيُونُ فلسطيزية العدد 54١.54٠ آذار ( مارس ) نيسان ( أبريل ) 19901 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)