شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 27)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
وآخرهاء ازدياد الهيمنة الاميركية في المنطقة بصورة عامة نتيجة دبلوماسية كيسنجر, الرجل الذي
تمكن من تحقيق هدف ابعاد السوفيات: الى أقصى الدرجاتء من المنافسة الثنائية الجادة في
المنطقة.
اعادة تأكيد الحضور
لقد تكرّست هذه الاتجاهات, في خلال العام 19175: حتى بات من الممكن وصف هذه السنة بسنة
التدهور الشامل في التفوذ السوفياتي في العالم العربي. وبالطبع؛ فان من أهم ملامح هذا التدهور,
خلال السنة المعنية. حدثان بارزان: الغاء معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفياتيء في آذار
(مارس)؛ من قبل القيادة المصرية» والتي وقعت بين الطرفين في العام ١/41!؛ والمجابهة العسكرية في
لبنان بين حليفي موسكو: سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية, تلك المجابهة التي امتدت من حزيران
(يونيو) وحتى تشرين الاول (اكتوير) 04(19175),
ويالفعل» فقد طغى الغاء مصر لمعاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفياتي؛ بعد أقل من
خمس سنوات من ابرامهاء على ما عداه من التطورات الاخرى في العلاقات السوفياتية العربية. وقد
تم هذا الالغاء في ١5 آذار (مارس) ,١9195 بعد أن شن السادات؛ هجوماً عنيفاً على الاتحاد
السوفياتي في خطاب له في اليوم السابق في حضور مجلس الشعب المصري. وأتى هذا الخطاب على
ذكر قضايا عدّةء من بينهاء مثلاً. ان 55 بالمئة من الاوراق في المنطقة في يد الولايات المتحدة الاميركية:
مهما يكن رأي موسكو في ذلك» وأن السوفيات ارتكبوا سلسلة طويلة من الاخطاء على امتداد السنوات
الماضية. ومنهاء كذلك. خلق المحاور في العالم العربي» والعمل لخدمة مصالحهم القومية الضيقة,
واتهام السادات للسوفيات بأتهم كثيراً ما خذلوا مصر عسكرياًء وانهم خذلوا الرئيس المصري الراحل,
جمال عبد الناصي. في العام ١157؛ وطالبوا بوقف اطلاق النار. ولم تكد تعضي بعد على نشوب حرب
تشرين الاول (اكتوير) 11/7 سوى ثماني واربعين ساعة. واتهمهم اخيراً. بأنهم قطعوا امدادات
السلاح بعد الحربء ولم يرسلوا سوى باخرة سلاح واحدة منذ كانون الثاني (يناير) :151٠ كما
أنهم طالبوا بالفائدة على القروض العسكرية. وأضاف الساداتء انه نتيجة هذه الامور كلها وهي
تشكل محاولة ترمي الى تركيعه, فهو اعلن ان المعاهدة لم تحترم من قبل الجانب السوفياتي وطالب
مجلس الشعب بالغائها(؟").
كان لا يد ان يولد ذلك ارباكاً في أوساط صانعي القرار في الكرملين حيث ساد التردّد والنقاشات
المحتدمة التي تواصلت قرابة اسبوعينء جاء بعدها ردّ الحكومة السوفياتية على شكل مذكرة
دبلوماسية سلّمت الى السلطات المصرية» حمّلتها موسكو فيها المسؤوليات الخطرة المترتبة على عملها
هذا وعلى سعيها لتعقيد العلاقات السوفياتية المصرية والقضاء على التعاون بين البلدين. واتهمت
المذكرة الزعامة المصرية بالانحراف عن مبادىء المعاهدة, كما اتضح من سياسة مصر حيال موضوع
التسوية في الشرق الاهسط. وزادت المذكرة «ان الصفقات التي تمّت من وراء ظهر الدول العربية عزلت
مصى بشكل فعّالء عن النزاع العربي الاسرائيلي». الآ ان الموضوع الاكثر حيوية؛ بالنسبة الى
موسكو, هى أن هذه «الصفقات تمّت سرأ وفي معزل عن أصدقاء الشعب المصري الحقيقيين [أي
السوفيات]؛ على الرغم من «ان معاهدة الصداقة تنص على ضرورة المشاورة بين الطرفين بشأن الامور
الهامة». ويبدو ان هذا الامر هى من أكثر الامور التى أثارت حفيظة صانعى السياسة السوفياتية
حيال سياسة السادات بعد العام 197/7, كما اتضح من حجم الانتقادات السوفياتية بشأن
5 شُؤون فلمطيزية العدد 54١-755٠ آذان ( مارس ) نيسان ( أبريل ) 1955 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)