شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 31)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
صانعي السياسة ووسائط الاعلام السوفياتية. فمنذ نيسان (ابريل) 157 وحتى مطلع العام
كانت هذه الحرب. في المنظار السوفياتي, «حرباً واضحة المعالم تشنّها قوات يمينية؛ بمساندة
الرجعية العربية واسرائيل والولايات المتحدة الاميركية» على حركة المقاومة القلسطينية والحركة
الوطنية الابنانية ونصيرتهما سوريا». وقد عبّر مقال أصدر في صحيفة «برافدا»: في نيسان (ابريل)
5 , بامضاء «مراقب» عن الموقف السوفياتي شبه الرسمي من الازمة اللبنانية, انتهج كاتبه النهج
المألوف الذي يلقي اللوم على «نشاطات القوى الامبريالية والرجعية الداخلية» بالنسبة الى ما يجرى
من احداث على الساحة اللبنانية. وربط هذا الامرء بصورة تلقائية, بمناورات الاسطول الاميركى
السادس في مياه البحر الابيض المتوسط؛ وبتهديدات اسرائيل وتحرشاتهاء وكذلك بالمحاولات المبذولة
من جانب «جميع اولك الفرقاء وأنصارهم من الرجعية العربية من أجل إلهاء الحعرب عن صراعهم مع
اسرائيل». وبعد ان أشاد المقال ب «الوساطة السورية»؛ ويوقف أطلاق النار الذي حققته واصفاً اياه
بأنه «تطوصر جديد وايجابى», وبأنه «أمر لا يسعنا الا ان نرخب به»ء: أكد على أهمية انهاء الازمة
بالطرق السامية على أساس وحدة لبنان ووحدة كيانه(05.
وبالطبعء ققد أثار هذا المقال» الاهتمام لا بسبب ما ذكره فحسبء بل» أيضماً بسبب ما لم يأت
على ذكره؛ ان أنه اغقلء تماماً. أي ذكر للفلسطينيين» مع العلم بأن اشارة كانت وردت قبل ذلك في
صحيفة «براقدا» في شباط (فبراير) 11/1؛ في ما يتعأق بدور منظمة التحرير الفلسطينية. حيث كتبت
الصحيفة ان المنظمة «تلعب دوراً ايجابياً في تطوير عملية العودة الى الحياة العادية» في لبنان. وكانت
صحيفة «ازفستيا» استعملت عبارات مماثلة في مقال سابق عن لينان. ولم يأت مقال «مراقب», أيضاً:
على أي ذكر للحركة الوطنية اللبنانية وبرنامجها الاصلاحيء وتجاهل التناقضات المتزايدة بين
الفلسطينيين وحلفائهم في الحركة الوطنية اللبنانية من جهة؛ وسوريا من جهة أخرى. وعلى العموم,
فقد كان صانعى السياسة السوفياتية على علم أكيد بهذه الخلافاتء وكانوا محرجين بسببهاء كما
يتضح من تفحص التعليقات السوفياتية التي خلت, كلهاء تقريباء من أية اشارة الى ذكر الموضوع
الحسّاسءوهو موضوع العلاقات السورية الفلسطينية التي كانت تتدهور باستمرار(:").
وجتيء ان أطرافاً لبنانية أدركت أن منظمة التحرير الفلسطينية باتت تعاني بعض الضعفء
بسبب التوجهات الانعزالية لمصر, ويسبب التغيّرات السلوكية الناتجة عن ا مال النفطيء وان الفرصة
سانحة لضرب القورة الفلسطينية واخراج الفلسطينيين من لبنان(١"). وفي ظل غياب تحالفات عربية
تمنع تردّي الازمة اللبنانية» تدخلت سورياء في الرابع من حزيران ن (يونيى) 1915ء عسكرياًء في محاولة
لاحتكار السيطرة على القرار الفلسطيني( قف ٠ ورجح أحد المتابعين الموقف السوفياتي, في ذلك الوقت»
إما ان الكرملين أساء فهم نيّات السوريين تماماًء وإما انه كان عاجزاً» كلياًء أمام اصرار دمشق على
الاستمرار في تدخلها في لبنان حتى لو أدّى ذلك الى مواجهة مع القوات المشتركة . يهكذا » فلقد يدا
السوفيات, وخصوصاً في أثناء وجود رئيس الوزراء السوفياتي» الكبني كوسيفن في دمشقء وكأنهم
يقبلون, ضمناًء التحرّك السوري ويتقبلون نتائج هذا التحرّك أيضاً(؟"). وغني عن البيان» هنا أن
موسكو كانت تقدّر موقع سوريا المركزي في هذا المضمار؛ وهي تعلم, بالتاليء ان مصلحتها لا تقتضي
أبداًء مواجهة سورياء حينما تكون مصالحهما متعارضة: وإِنّْ كان يتعذر فهم مثل هذا السلوك.
لقد علّق أحد صانعي القرار الفلسطيني على هذا التناقض, بقوله ان الاتحاد السوفياتي «لم
يفهم؛ في البداية, طبيعة الحرب الاهلية [اللبنانية] فهماً جيداً. وحسبها حرياً طائفية. وبالرغم من
توضيحاتنا [المقاومة الفلسطينية] وتوضيحات الشيوعيين اللبنانيين المتواصلة:؛ الا ان السوفيات
0 شين فلسطؤية العدد ,55١- 74١ آذان ( مارس ) . نيسان ( ابريل ) 1595 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10276 (4 views)